يستقبل قطاع غزة المحاصر شهر رمضان المبارك وسط تصعيد إسرائيلي ارتفعت حدته خلال الأيام الأخيرة، في حين تنتظر الأسواق والبضائع الرمضانية رواتب الموظفين التي خلقت أزمة جديدة بين المتصالحين لتوهم بعد سنوات من الانقسام.

Ad

وبعد ساعات من اغتيال إسرائيل اثنين من النشطاء الميدانيين في غارة استهدفت مركبتهما في مخيم الشاطئ للاجئين قرب منزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، شنت المقاتلات الحربية غارات واسعة على القطاع.

ويقول مراقبون محليون تحدثت إليهم "الجريدة"، ان إسرائيل تحاول جر فصائل القطاع إلى المعركة، خاصة بعد فشلها في الحصول على أي معلومات عن ثلاثة مستوطنين اختفت آثارهم في الضفة الغربية في 12 من يونيو الجاري. وبينما أكدت حركة حماس، أن "دماء المواطنين الذين اغتالتهم قوات الاحتلال في غزة أخيرا، لن تذهب هدرا"، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول جس نبض فصائل المقاومة في قطاع غزة، عبر عملياته التصعيدية العسكرية".

وأطلقت مجموعات مسلحة صغيرة في غزة، رشقات صاروخية على بلدات يهودية قريبة من القطاع دون أن تسفر عن إصابات أو أضرار في الممتلكات. ويخشى الفلسطينيون الذين يعانون أزمات متتالية، لاسيما انقطاع التيار الكهربائي والفقر والبطالة المستفحلة في صفوفهم، من تصعيد الأوضاع في شهر الصوم الذي يطل في ظل أجواء حارة وجافة لم يعتادوا عليها مسبقا.  

وتقول عبير وهي موظفة في حكومة "حماس" السابقة وترعى خمسة أطفال لـ"الجريدة": "لا نعلم كيف سندبر أمورنا في شهر رمضان، لم نتقاضَ فلسا واحدا منذ شهرين، ومنذ 8 أشهر ونحن نتقاضى جزءا من الراتب". وبدورها تخشى أنعام عثمان وهي موظفة في حكومة رام الله، أن تمنع شرطة غزة موظفي السلطة من تقاضي رواتبهم عبر البنوك ومراكز الصرف كما حدث الشهر الماضي، متمنية في ذات الوقت، ان تحل إشكالية موظفي غزة. وينتظر موظفو حكومة غزة السابقة والبالغ عددهم قرابة الـ50 ألف موظف صرف رواتبهم، خاصة بعد رفض البنوك صرف رواتبهم خشية عواقب إسرائيلية.

من جهة أخرى، أغلقت أمس بلدية غزة المتنفس الوحيد لسكان القطاع شاطئ البحر أمام المصطافين ومنعت السباحة كليا، في حين ستسمح للمواطنين فقط بالجلوس على الشاطئ. وقال القائم بأعمال رئيس بلدية غزة نزار حجازي في مؤتمر صحافي، إن محطات معالجة المياه العادمة باتت شبه متوقفة عن العمل بسبب أزمة الكهرباء وشح الوقود، وبالتالي ستضطر لتصريف المياه العادمة إلى البحر "حتى لا تغرق الأحياء أو الشوارع".