باسم الشعب

نشر في 14-08-2014
آخر تحديث 14-08-2014 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي التعبير عن الرأي لا يعني بالضرورة التكسير والحرق والتدمير وترهيب المواطنين ومواجهة رجال القوات الخاصة والأجهزة الأمنية التي كان الأحرى الاصطفاف معها من أجل الوطن وسلامة أهله، كم نتألم عندما نرى بعض الإعلاميين والكتّاب وغيرهم ممن يتهجم على هذه القوات الوطنية متناسياً أن هؤلاء الرجال هم درع الوطن وحصنه للدفاع عن أهلي وأهلك وكرامتي وكرامتك، ويكفي أنهم من شباب الكويت ممن آمنوا بربهم ووطنهم وسلامة أهلهم.

نتمنى ألا تكون تلك المسيرات قد خرجت تنفيذاً لأجندات خارجية أو تحقيقاً لأهداف جماعات أو كتل، فالوطن أجلّ وأبقى من الأشخاص والكتل والأحزاب، نتمنى أن يدرك هؤلاء الشباب المغرر بهم أن الكويت وطن الأمن والأمان، وطن الأجداد من قبل، ووطن الأحفاد من بعد، ولن يستطيع أحد المساس به، وإن من لا ينتمي إلى هذا الوطن قولا وعملا فلا يستحق أن يحمل جنسيته، مع الأخذ بالاعتبار أن هؤلاء الشباب المغرر بهم يمكن استخدامهم وتحريك مشاعرهم من أحزاب وتكتلات وشخصيات عامة تمارس اللعبة السياسية، وتتحدث باسم الشعب.

 ولا ندرى من أعطاهم هذا الحق في استغلال واضح لبعض الأوضاع التي تعانيها البلاد في ظل عجز الحكومة والجهات المختصة وكبار المسؤولين عن معالجتها والعمل ما أمكن على حلها، وعلى سبيل المثال إلى متى يستمر عزل مناطق البلاد عن بعضها وغرس فكرة مناطق داخلية ومناطق خارجية، مناطق تحظى بالاهتمام ومناطق تفتقر لذلك؟ ونتساءل لماذا لا يتم ربط جميع مناطق البلاد بجسور وأنفاق وحدائق عامة ومراكز اجتماعية ونواد رياضية يجد فيها الشباب مجالا لتفريغ طاقاتهم والمحافظة عليهم؛ لكي لا يكونوا لقمة سائغة لمن يسعى إلى استغلالهم.

 لقد أصبح المواطن يعاني ضغوطاً نفسية في غاية  الخطورة والحساسية مع تنامي الصراع الحاد بين العديد من القيادات السياسية التي كانت ولا تزال تمارس دورها في الساحة الوطنية، ثم منذ كم من السنين ونحن نسمع عن الاختناقات المرورية، ولكن ماذا فعلنا والأمور تزداد سوءاً من عام إلى آخر؟ ماذا فعلنا بهذه المستشفيات التي غدت في حالة يرثى لها؟ أما الطرق فلا يكفي وصفها بالكارثة، فالحفر تزداد اتساعا وعدداً، والحصى المتطاير لم يسلم أحد من خطرها، وأما المطار فقصص المآسي فيه يصعب حصرها، وأما النظافة فقد هجرت شوارعنا ومناطقنا.

 وكم شعرت بالألم عندما قمت في الأسبوع الماضي بزيارة لمدينة الأحمدي، فأثارت بي تلك المدينة الكثير من الذكريات، إلى ما قبل أكثر من عقدين من الزمن، فأين تلك المدينة الرائعة؟ أين الحديقة الغناء التي كانت منتزهاً أسبوعيا ومرتعا للقاء الأصدقاء، فغدت الآن خرائب ليس لها من الحديقة إلا اسمها؟ وخطر على البال تساؤل مهم: ما الخطأ الكبير الذي ارتكبه ذلك الرعيل من الوطنيين القوميين بدعوتهم لخروج الاستعمار من بلادنا العربية فقمنا بعد خروجهم بتدمير ما قاموا بتعميره؟

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

 مطلوب «فزعة»

من الإدارة العامة للمرور، فإلى متى تستمر "حرب الاستنزاف" التي تشهدها شوارع الكويت؟ وإلى متى وهذه الأرواح البريئة تصعد إلى السماء لتبث شكواها لخالقها بعد أن عجزنا عن رعايتها والمحافظة عليها، فأصبحت ضحية لرعونة البعض وأخطاء البعض الآخر، مع التراخي في تطبيق القانون بحزم وقوة؟ وما الذي يمنع من مضاعفة أعداد الكاميرات في كل شوارع الكويت، والتحصيل الفوري للغرامات، مع سحب الرخصة وحجز المركبة؟ كم نتمنى أن تخفض السرعة القصوى إلى "100كم" بدل "120" فليس هناك أغلى من الروح هبة الله.

back to top