في فيديو طرحه منذ أيام عبر قناته الخاصة على موقع {يوتيوب}، يقول حميد الشاعري: {هذه النظارات مزوَّدة بخاصيتي رؤية ثلاثية وثنائية الأبعاد، كتب عليها من الأمام اسم الألبوم، وتُسدل منها سماعات أذن للاستماع إلى الأغنيات، وعلى أحد الجانبين زر خاص للتشغيل والإيقاف، ويمكن للمستمع مشاهدة كواليس تسجيل أغنيات الألبوم الجديد الذي سأطرحه في الفترة المقبلة، والكليبات، كذلك مشاهدة محطات تلفزيونية ثلاثية الأبعاد باستخدام البلوتوث الموجود في النظارات}.

Ad

يضيف أنه دمج أهم الأغنيات في مشواره الفني داخل بطاقة ذاكرة النظارات، مؤكداً أن ثمنها في متناول المستمعين كافة، لأنه يهدف إلى نشر فكرة هذه التقنية، وليس تحقيق أرباح من ورائها. وطلب من الجمهور دعمه بسبب تخوفه من هذه الوسيلة التي صُممت واستُخدمت  من خلاله للمرة الأولى في العالم.

تعميم وإفادة

يرحب الفنان هاني عادل بهذه الفكرة، متمنياً تعميم استخدامها في دور العرض لمتابعة أفلام ثلاثية الأبعاد، ومشاهدة أجهزة التلفزيون والكومبيوتر، وألا يتم حصرها للاستماع إلى ألبوم الشاعري فحسب، ومؤكداً أن ذلك قد يدفع أكبر كمّ من المستمعين إلى شرائها، لأن الجمهور يفضل اقتناء ما يحقق له منافع واستخدامات، لا سيما إذا كان سعره أغلى من سعر شريط الكاسيت المعروف أو الأسطوانة المدمجة العادية.

يضيف أن مناهضة هذه الوسيلة للقرصنة يتوقف على ما إذا كان الشاعري قرر ألا يطرح ألبومه في أسطوانة مثلما يفعل الفنانون عموماً، أي أن يتوقف الاستماع إلى أغنياته على هذه النظارات وحدها، وفي هذه الحالة يمكن ضمّها إلى أسلحة محاربة القرصنة، وستساعد الفنانين على معاودة الانتفاع من مبيعات ألبوماتهم، بعد هبوطها في السنوات الماضية لتخوف المنتجين من طرح الأعمال التي ينفقون عليها الكثير، بسبب الأحداث الجارية وسطو القراصنة عليها، وتكبدهم خسارة مؤكدة.

بدوره يؤيد رئيس اتحاد النقابات الفنية المصرية هاني مهنا أي وسيلة تحارب القرصنة، معتبراً هذه النظارات محاولة جيدة للقضاء على القرصنة، رغم أنها قد تكون مكلفة قليلا، ويؤكد أنه يضع أملا كبيراً في الدستور المصري الجديد.

يضيف: {يتضمن هذا الدستور مواد تدافع عن الحق، وتشدد على ضرورة اهتمام الدولة بحماية الملكية الفكرية لأي عمل فني وإبداعي، ومنع استخدامه بغير رضا وانتفاع أصحابه، وذلك من خلال وزارات منوط بها حماية المصنفات الفنية سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية، منها وزارات: الثقافة، الداخلية، الاستثمار، ما سيوفر على المطربين ابتكار وسائل تأمين ضد القرصنة، وسيجدون الطريق مفتوحاً أمامهم للإبداع من دون خوف، وتستعيد الحركة الفنية نشاطها}.

غطاء قانوني

يشدد الملحن هاني شنودة على أن أي وسيلة يتم ابتكارها لمحاربة القرصنة لن تحقق الهدف منها، ما دام الغطاء القانوني الذي يجرّم رفع الأعمال الغنائية مجاناً على مواقع الإنترنت غير موجود، ومقاضاة الأشخاص الذين يقومون بهذه المهمة، وخلاف ذلك ستكون مجرد وسائل عابرة غير عملية للقضاء على ظاهرة مؤثرة على حال الغناء.

بدورها تشير الناقدة حنان شومان إلى العلاقة المطردة بين استخدام اللصوص طرقاً مستحدثة في السرقة، وابتكار الفنانين وسائل تحميهم من هذه السرقة، {عندما اختُرع جهاز إنذار للسيارات يطلق أصواتاً تحذيرية عند سرقتها، تمكن اللصوص من معرفة كيفية تعطيل هذا الإنذار ليقوموا بجريمتهم، لذا استخدمت خدمة GPS التي تحدد موقع السيارة من خلال الهاتف المحمول، وقريباً يكتشف اللصوص وسيلة لإبطال هذه الخدمة}.

تضيف: {تؤكد التجارب السابقة أن النظارات 3D التي ابتكرها حميد الشاعري نتيجة طبيعية للطرق الحديثة التي يستخدمها القراصنة؛ ذلك أن تطور السرقات يدفع الناس إلى تطوير وسائل لمحاربتها، وهكذا تستمر الحياة، ولن تتوقف عند اختراع، سواء كان مشروعاً أو غير مشروع}، مشبهة هذا الصراع بلعبة القط والفأر، لذا لا تعتبرها مسألة فنية بل أسلوب حياة، أن تكون الوسيلة مقابلة للجريمة، وعلى مستواها نفسه، متوقعة أن تصبح جريمة القراصنة المقبلة أكثر تطوراً لتلائم هذا الاختراع.

وتعتبر شومان هذه التقنية جيدة من الناحية النظرية، إنما لا يمكنها تقييمها تكنولوجياً لعدم إلمامها العلمي بهذا الجانب، مشيرة إلى أن لهذه الوسيلة جاذبية وابتكاراً إلا أنها ستؤثر على مدى انتشار أغنيات ألبوم حميد الشاعري، وغيره من فنانين سيستخدمون النظارات نفسها.

تتابع: {تؤذي القرصنة المنتج، لكنها لا تؤذي الفنان لأنها تحقق له انتشاراً إلكترونياً على الإنترنت من دون مقابل مادي، بينما الشاعري ينتج لنفسه ويحيي رأسماله، ما يضعه في مأزق بين حماية حقوق العمل الفني من السرقة والقرصنة، وتوسيع دائرة انتشاره. بالتالي، يحدث تضاد بين مصلحة المنتج وبين مصلحة الفنان، ولا نعلم أيهما سيفلح. عموماً، لا يمكننا الحكم على هذه التجربة مسبقاً ومعرفة ما إذا كانت ستعود بفائدة على العمل الغنائي أم أنها لم تحقق الغرض منها، إلا بعد مشاهدة نتائجها واقعياً}.

الناقد إمام عمر منبهر بهذه التقنية الحديثة وبوصول حميد الشاعري إلى هذا الاختراع، وخوضه تجربة مختلفة في ألبومه الذي يعود به بعد سنوات من الغياب، {لكنني أنصحه باتخاذ احتياطاته كي لا يستولي اللصوص أو خفافيش الظلام على هذه النظارات ويبحثون عن وسيلة مضادة لها، أو إعادة ضبطها بما يخدم أهدافهم البعيدة عن الهدف الذي صمم لأجله هذا الابتكار}.