كيف انبثقت فكرة فيلم {بنت من دار السلام}؟

Ad

 شاهدت إحدى الحوادث التي تعرضت لها منطقة شعبية بسبب سقوط سيارة من أعلى جسر، ووقوع خسائر فادحة لعدم قدرة سيارات الإسعاف على الوصول إلى المنطقة نظراً إلى صعوبة المرور فيها. حاولت استغلال دراستي لعلم النفس قبل دراسة السينما لطرح مشكلة تمثل فئة مسكوتاً عنها في المجتمع، وهي مرضى المازوشية الذين يعانون اضطرابات نفسية، خصوصاً أننا نفتقد إلى إحصائيات دقيقة حول مرضى الاضطرابات النفسية، لأن قلة منهم تعترف بالمرض وتلجأ إلى الطب، في ظل استمرار نظرة المجتمع السلبية للمرض النفسي.

لماذا اخترت هذا النوع من القضايا؟

كمواطن وفنان أنا مهموم بالحالات النفسية المسكوت عنها في المجتمع، وأحاول التعبير عنها في أعمالي، فأطرح قصة درامية تدور فيها الأحداث وأشير إلى القضية وبعض تفاصيلها. ليس دور السينما مناقشة المشكلة وسردها وتقديم حلول لها، لأن هذا الدور منوط بالبحوث الاجتماعية.

ما المدة التي استغرقتها في كتابة الفيلم؟

لم تستغرق وقتاً طويلاً، لكن الوقت الأطول كان في التصوير وتوقفه أكثر من مرة لعدم توافر سيولة مالية، فاستغرق خمسة أشهر وكلَّف بين مليونين ونصف وثلاثة ملايين جنيه.

لماذا لم تلجأ إلى إحدى الشركات لإنتاج الفيلم؟

أين المنتجون الآن؟ أصبح سوق الإنتاج السينمائي محدوداً، لذا على الدولة  التدخل لإنقاذ صناعة السينما والعودة إلى الإنتاج السينمائي بقوة لتستمر عجلة الإنتاج.

ثمة مشاهد بين الشباب والفتيات شعر الجمهور بأنها محذوفة.

 لم نحذف أي مشهد في الفيلم لأنني لم أصورها من الأساس، فأنا لا أحب تقديم مشاهد جريئة على الشاشة، وحرصت على قطع التصوير من دون أن يتلامسوا.

ألا ترى أن ثلاث أغان في فيلم لا تتجاوز مدته 90 دقيقة مبالغ فيها؟

أغنية {سي السيد} مدتها 20 ثانية فقط، وأغنية {المهرجان} جزء من مشهد الفرح لذا لها سبب درامي قوي، لأن الأبطال يتعرفون إلى بعضهم البعض خلال الفرح. أما الأغنية الأخيرة فكانت نهاية الفيلم ولا تحسب ضمن أحداثه.

لماذا لم تستعن بأبطال من نجوم الشباك لأداء البطولة؟

 كمخرج أسوّق الفيلم بالمضمون وليس بالنجوم، على غرار أفلام يوسف شاهين وخالد يوسف، إذ كانت القصة فيها هي البطل، ثم المشاركون في الفيلم معروفون لدى الجمهور وليسوا وجوهاً جديدة.

كيف تفسر موقف رحاب الجمل التي تبرأت من الفيلم قبل طرحه في الصالات؟

لا أعرف سبباً لاتخاذها هذه الخطوة بعد ستة أشهر من انتهاء التصوير، فهي اطلعت على الفيلم قبل أكثر من 10 أشهر وصورت دورها على مدار ثلاثة أيام متفرقة في ستة أسابيع، فلم تكن لها مواعيد تصوير، نظراً إلى محدودية الديكورات التي ظهرت فيها.

اتهمت رحاب الفيلم بأنه يسيء إلى الرجل المصري.

 أترك الحكم للجمهور الذي سيكتشف عند مشاهدة الفيلم خلوّه من أي لفظ خادش، وأسأل رحاب: عندما أدت دور فتاة محجبة تجبر العامل لدى والدها على ممارسة الرذيلة معها في فيلم {احكي يا شهرزاد} ألم تتعرض للمرأة المحجبة؟ ما تقوله أمر لا يمكن أن يقبله العقل.

لماذا لم تستبعدها من الملصق الدعائي للفيلم؟

لأن دورها محوري وتتقاسمه مع رندا البحيري، فهي رمز للشر وراندا رمز للخير في الأحداث، ثم علاقتي الشخصية بالفنانين يجب ألا يكون لها دور في الأمور الفنية.

ما سبب الضجة التي رافقت عرض الفيلم رقابياً؟

ثمة قصص غير حقيقية نشرت باعتبارها أحداثاً في الفيلم، وهو أمر لم يكن له مبرر على الإطلاق، وما اعترضت عليه الرقابة كان جزءاً من مشهد أدته الراقصة شاكيرا وحذف بالفعل، ولم يكن مؤثراً في الأحداث. كذلك وضعنا عبارة {للكبار فقط} استجابة لها.

ألم تعترض على طرحه للكبار فقط؟

احترمت رغبة الرقابة لأنها وجهة نظرها رغم أن الفيلم لا يتضمن ما يستحق وضع هذه اللافتة عليه. عندما شاهده الرقباء كانوا قلقين للغاية بسبب ما أثير حوله، لكن بعد مشاهدته أشادوا به واكتشفوا أنه بريء من كل ما نشر عنه.

ألا يقلقك توقيت طرحه؟

 بالتأكيد بسبب الأجواء السياسية وظروف الانتخابات، لكن قرار العرض في يد الشركة العربية الموزعة للفيلم، التي رأت أن التوقيت هو الأنسب، على أن يستمر عرضه خلال شهر رمضان وموسم عيد الفطر لتحقيق أفضل إيرادات.