ملحم بركات والمزاجية السمجة
لبعض الفنانين اللبنانيين مزاجية خاصة، ولا يترددون في التطاول على فنانين آخرين بشتى الوسائل، مستعملين أقسى لغة بلا سقف أو رادع أو حدود أو منطق أو خطوط حمر. لنتذكر كيف نشر فضل شاكر غسيل معظم الفنانين قبل أن يتحول جهادياًً وفاراً من العدالة، استيقظ فجأة ليتحدث عن كواليس الفن بعد عمر طويل.الجهادي الآخر زياد الرحباني أو الفنان الذي يؤيد {الواجب الجهادي} لحزب الله، وله {فنعاته} وهجماته على الآخرين، منذ التسعينيات حتى اليوم، وهو أكثر من كان يهاجم رفاقه اليساريين.
الفنان جورج وسوف عاشق آل الأسد أيضاً كانت له مزاجيته في التصريحات الغريبة، من تطاوله على نانسي عجرم إلى شتمه الإعلامي نيشان على الهواء. ولكن من بين هؤلاء يبدو ملحم بركات الأكثر تطرفاً في تصريحاته ومزاجيته السمجة، فهو وإن كنا نحبه بصوته وأغانيه الخاصة التي تطيب لها السهرات لكنه في كل إطلالة إعلامية يقدم انفعالاته، قد {يستهضمه} البعض في إطار التسلية وجلسة الأركيلة وقد يتفهم بعضهم شخصيته، لكن في المجمل معظم تصريحات {أبو مجد} تسيء إليه قبل غيره، وهي رصيد سيئ في مساره، ولا تنفع هذه التصريحات إلا للمجلات الصفراء والمواقع الإلكترونية، هي ثرثرة وبلبلة تلهي الجمهور عن الفن والموسيقى، إذا أردنا أن نكون منطقيين، بدءاً من حديثه عن زوجته السابقة مي حريري وعلاقته بها إلى مشكلته مع وائل كفوري في قطر، حين أتى ليصافحه فسأله إن كان قد غسل يديه قبل المصافحة. وقبلها تطاوله على معين شريف وقوله إنه يضع {البوبرانة}، من دون أن ننسى هجومه على عاصي الحلاني وماجدة الرومي أو على اللبنانيين الذين يقدمون أغنيات باللهجة المصرية، فهو الذي يحاول أن يبتكر وهماً من خلال الأغاني اسمه {العصبية اللبنانية}.... والآن بدأت مشكلته مع الفنانة نجوى كرم، كانت المشكلة إشاعات وحب وغرام وقيل وقال في الصحف، وانتقلت إلى خلاف حول أمور مالية، لكن ما إن انتهى الخلاف المالي الذي تمَّ تسويته إثر تدخل المحبّين، حتى أشعل بركات الخلاف مجدداً من خلال التصريح الناري الذي أدلى به لمجلة {سيّدتي} حين أعلن: {نجوى لا يهمها المال، بل أن تكسِّر رأسي (...) قالت إن والدها شحطني لأني أخبرته أنه توجد قصة حب بيني وبينها (...) وهي مش معوَّدة على الرجال (...) هناك مئات الأشخاص الذين يعرفون أنه كانت توجد علاقة بيني وبينها}. وحين سُئل عما إذا كانت ثمة علاقة عاطفية، أجاب: {شو كنت عم روح قدِّس أنا وياها}!من الأمور العادية أن يعترف الفنان بقصة حب تجمعه بفنانة أخرى، لكن ما فعله بركات يندرج في إطار كلام الشارع والعقلية الذكورية، ويشبه المنطق الشعبوي والسوقي، كأن الانتقام من حل الخلاف المالي، يأتي في رأي بركات عبر إشهار الذكورية في العلاقة بينهما.