شنّت إسرائيل فجر أمس عدة غارات على مواقع سورية، بعد إصابة 4 من جنودها أمس الأول بعبوة ناسفة في الجولان المحتل، في أخطر هجوم من نوعه تشهده هذه المنطقة منذ سنوات طويلة.

Ad

ووجهت إسرائيل تحذيراً شديداً إلى نظام الرئيس بشار الأسد، مؤكدة أنه سيدفع "ثمناً باهظاً" لتعاونه مع عناصر إرهابية تسعى لإلحاق الأذى بها.

وكشف الجيش الإسرائيلي أن غاراته الجوية شملت منشأة تدريب للجيش السوري، إضافة إلى مقرات عسكرية وبطاريات مدفعية.

وأكد الجيش السوري أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل جندي وجرح سبعة آخرين، محذراً، في بيانٍ، من أن "هذه المحاولات اليائسة للتصعيد وتوتير الموقف من شأنها أن تعرّض أمن المنطقة واستقرارها للخطر وتجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات".

وفي ما بدا أنه رسالة إسرائيلية واضحة إلى إيران بعد اتهامات لـ"حزب الله" بالوقوف وراء تفجير العبوة في الجولان، كشف ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي أمس عن تعليمات أصدرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للجيش بمواصلة الاستعدادات خلال العام الحالي من أجل شنّ هجوم عسكري ضد المنشآت النووية في إيران، على الرغم من المحادثات بين الأخيرة والدول العظمى.

إلى ذلك، انعكست الأزمة الأوكرانية بقوة أمس على الملف السوري، حيث اتهمت موسكو أمس واشنطن بالتخلي عن دور "راعي السلام" في سورية، في تعليق على إعلان الولايات المتحدة إغلاق السفارة والقنصليات السورية على أراضيها وطرد العاملين غير الأميركيين منها.

واعتبرت موسكو أن الخطوة الأميركية تعارض اتفاق جنيف الأول في يونيو 2012، متهمة واشنطن بإعطاء الأولوية لتغيير النظام. وسينعكس هذا الموقف الروسي على إمكانية استئناف مؤتمر "جنيف 2"، الذي يمثل الخيار الوحيد للحل السياسي، ما سيفتح الأزمة السورية على كل الاحتمالات.

من ناحيته، ردّ النظام السوري على الخطوة الأميركية، معتبراً أنها تمثل "بدعة سياسية نسفت القانون الأساسي للعمل القنصلي، كما تفضح الأهداف الحقيقية للسياسة الأميركية ضد سورية، وضد مصالح مواطنيها، ما يشكل خطوة إضافية في دعم الإرهاب وسفك الدماء".

 (دمشق، موسكو- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)