شهد اليوم الأول من إدلاء المصريين المغتربين بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 26 و27 مايو الجاري إقبالاً كبيراً بحسب القنصليات والسفارات المصرية التي فتحت أبوابها صباح أمس لاستقبالهم، في حين رصدت حملة المرشح الناصري حمدين صباحي «تجاوزات عديدة» من أنصار منافسه الوحيد المشير عبدالفتاح السيسي.
انطلق الماراثون الرئاسي المصري بتصويت المصريين المغتربين أمس في الانتخابات التي ينحصر التنافس فيها بين قائد الجيش السابق عبدالفتاح السيسي والقطب الناصري حمدين صباحي، وشهد اليوم الأول من التصويت الذي يستمر أربعة أيام تنتهي الأحد المقبل، إقبالا كبيرا بحسب البيانات التي أصدرتها القنصليات والسفارات المصرية.وشهد مقر القنصلية المصرية في دبي ازدحاما كبيرا من المصوتين، الذين حمل كثير منهم العلم المصري، ورفع بعضهم صورة السيسي.وقال سفير مصر لدى المملكة العربية السعودية عفيفي عبدالوهاب إن تصويت المصريين الموجودين بالمملكة في الانتخابات الرئاسية يتم بكل سهولة ويسر وهدوء و»بكثافة منقطعة النظير»، مضيفاً أن «ما يقرب من خمسة آلاف مصري قدموا منذ الصباح حتى الساعة الرابعة والنصف بتوقيت السعودية للتصويت».ويواصل مصريو الخارج اليوم التصويت في الانتخابات التي من المقرر إجراؤها في الداخل يومي 26 و27 مايو الجاري.إلى ذلك، أكد عضو الأمانة العامة للجنة الانتخابات الرئاسية، المستشار طارق شبل، أن من صوتوا خلال الساعات الأولى منذ فتح باب التصويت في تمام الساعة 9 صباحاً وفقاً للتوقيت المحلي لكل دولة، بلغوا 16 ألف ناخب حتى ظهر أمس، متوقعاً أن يكون الإقبال أكبر من الاستحقاقات السابقة.وقال شبل في تصريحات صحافية، إن «غرفة عمليات اللجنة لم ترصد أي معوقات لعمليات تصويت المصريين في الخارج، وإن الانتخابات تسير بصورة طبيعية».وفي السياق، قالت حملة المرشح الرئاسي صباحي إنها حررت أكثر من نسخة من النموذج المخصص لإبداء الاعتراض على التجاوزات الانتخابية، وقالت مسؤولة لجنة المصريين في الخارج بالحملة منى عامر، إنهم رصدوا «تجاوزات عديدة» في أول أيام تصويت المصريين في الخارج، مضيفة لـ»الجريدة»: «أول التجاوزات والخروقات هي ظهور صناديق اقتراع كرتونية في أستراليا، وفرانكفورت بألمانيا، خلافاً لما نصّ عليه القانون من ضرورة أن تكون الصناديق شفافة».وذكرت القيادية بحملة صباحي أن أنصار المرشح المنافس السيسي «خرقوا حظر الدعاية الانتخابية أثناء الاقتراع، حيث حضروا وهم يرتدون ملابس تحمل صورة السيسي، في دبي وعمّان»، متهمة إياهم بالإساءة لمؤيدي صباحي بالعاصمة السعودية، الرياض.وأضافت عامر: «نخشى تكرار واقعة الصناديق الكرتونية، ولابد من صدور رد أو توضيح من وزارة الخارجية ولجنة الانتخابات الرئاسية على هذه الأمور»، مضيفة «فوجئنا بوجود لجنتين في مقر السفارة المصرية بالكويت، وحين طالب ممثلو الحملة باعتماد مندوب لصباحي في كلتا اللجنتين، قوبل الطلب بالرفض من جانب اللجنة المشرفة على الاقتراع هناك».في المقابل، قال المنسق العام لحملة السيسي، السفير محمود كارم لــ»الجريدة»: «نتابع تصويت المصريين في الانتخابات الرئاسية، أولا بأول، ونناشدهم التصويت بكثافة لبناء وطنهم»، نافياً علمه بوقوع أي تجاوزات من أنصار السيسي، مشدداً على ضرورة التزام الجميع بالقواعد المنظمة للانتخابات، وعلى ضرورة احترام مؤيدي كل مرشح للمرشح الآخر وأنصاره.إفراط الأمنوبينما يتمسك السيسي بعدم القيام بجولات ميدانية بحجة الدواعي الأمنية، واصل منافسه الوحيد مؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي جولاته في المحافظات، حيث يزور اليوم مدينة الإسكندرية ثاني أكبر المدن المصرية، بعدما زار محافظة الدقهلية أمس، وقال في لقاء متلفز مع فضائية «أم بي سي مصر»، إن بلاده في حاجة إلى «انتخابات جادة والحديث عن أن الانتخابات محسومة مجرد أكاذيب والواقع يثبت عكسها»، وإن الشباب هم الذين سيحسمون المعركة الانتخابية. صباحي، الذي جاء ثالثاً في انتخابات الرئاسة السابقة عام 2012، أكد أنه إذا فاز فسيعمل على حماية حرية التعبير السلمي، مشيراً إلى أنه ضد الطريقة التي فضت بها قوات الأمن اعتصامي مؤيدي مرسي في ميداني «رابعة العدوية»، و»النهضة»، 14 أغسطس الماضي، بسبب عدم كفاءة قوات الأمن والاستخدام المفرط للقوة»، إلا أنه استدرك قائلاً: «فض رابعة كان قرارا صحيحا، والإخوان تتحمل مسؤولية الدماء التي أسيلت أثناء الفض، لا أوافق على وصف فض اعتصام رابعة بـالمجزرة».دعوة للمقاطعةفي غضون ذلك، دعت جماعة «الإخوان» إلى تظاهرات جديدة اليوم، وقال «تحالف دعم الشرعية» إن التظاهرات تأتي تدشيناً لأسبوع «قاطع رئاسة الدم»، والدعوة إلى تصعيد ميداني في الداخل، ومقاطعة الانتخابات في الخارج، وأضاف «التحالف» في بيانه أمس: «نتلقى مطالب لا تتوقف بالتصعيد وعدم تمرير الإجراءات الحالية في مصر، ونتعهد بالاستجابة طالما كانت ضمن استراتيجياتنا».وكان طلاب «الإخوان» اقتحموا ميدان «رابعة العدوية» شرقي القاهرة، مساء أمس الأول لإحياء ذكرى مرور تسعة أشهر على فض اعتصامات الإخوان، وأضرموا النيران في النصب التذكاري بالميدان مرددين هتافات مناهضة للجيش والشرطة، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتفرقهم باستخدام القنابل المسيلة للدموع، وأسفرت المواجهات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه عن سقوط قتيل.
دوليات
الانتخابات الرئاسية تنطلق ومصريو الخارج يقترعون بكثافة
16-05-2014