في ظل اقتراب موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان في 25 مايو الجاري، تستمر الاتصالات على أكثر من جبهة لتجنب الفراغ الرئاسي.

Ad

وكان لافتا أمس عودة الكلام حول التمديد لسليمان، إذ أفادت مصادر سياسية بأن مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري نقل إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة مفادها انه لا مانع لدى الرئيس الحريري من استمرار الرئيس سليمان في ممارسة مهامه كرئيس بعد 25 الجاري.

وفي وقت لاحق نفى مكتب الحريري هذا الأمر، ليتضح ان الموضوع كان مجرد «قنبلة دخانية»، الا أن الوزير السابق وئام وهاب، المقرب من «حزب الله»، «لم يكذب خبراً»، حيث شدد أمس على انه «لا إمكانية للتمديد للرئيس سليمان، وليس هناك من مبرر لذلك. بقي من عهده 13 يوما ويصبح بعدها مغتصبا للسلطة إذا بقي في القصر الجمهوري. لا أعتقد أنه يستطيع أن يستمر ولا حتى دقيقة واحدة بعد عهده».

الراعي والجميل

في السياق، أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل، بعد لقائه في بكركي، البطريرك الراعي بحضور نادر الحريري، أن «مسؤولية إتمام الاستحقاق الرئاسي هي مسؤولية وطنية وليس فقط مسيحية»، مشيرا إلى أنه «لا خلاص لهذا البلد إلا باجتماع جميع مكونات المجتمع اللبناني»، مشددا على «تكثيف الجهود لإتمام الاستحقاق في الموعد المحدد»، معتبرا أن «أي فراغ في موقع الرئاسة ستكون نتائجه وخيمة على لبنان».

ولفت الجميل إلى أن «ما يهمنا هو منع الفراغ والبطريرك الراعي يؤكد ذلك، لأن هذا الفراغ مدمّر وانتحاري لمستقبل المؤسسات في هذا البلد»، مشيرا إلى أن «تعليق النصاب ليس دستوريا فهو واجب وطني ودستوري، والغياب عن الانتخاب هو طعن للدستور وخلاف للقانون».

وفي إطار اللقاءات أوضح أن «الرئيس سعد الحريري التقى النائب سامي الجميل في باريس، وهو حريص على انتظام المؤسسات الدستورية ودور المسيحيين فيها».

عين الحلوة

في موازاة ذلك، انفجر الوضع الأمني بشكل مفاجئ في مخيم عين الحلوة بعد ظهر أمس، حيث شهد «الشارع الفوقاني» للمخيم تبادلا لاطلاق النار والقذائف الصاروخية بين «مجموعة بلال بدر» من جهة وموقع العقيد طلال الاردني التابع لحركة فتح من جهة أخرى، إثر هجوم شنته مجموعة مسلحة تابعة لبدر على موقع الاردني بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة.

وازداد الوضع الأمني سوءاً في المخيم إثر انتشار شائعة وفاة الجريح علاء حجير، التابع لجماعة بدر، والذي يتلقى العلاج في مستشفى لبيب الطبي في صيدا، بعد نجاته من محاولة اغتيال في الشارع الفوقاني في المخيم، وسرعان ما نزل عناصر بدر بأسلحتهم الى الشارع المذكور متخذين مواقع قتالية في مواجهة مواقع الأردني ثم راحوا يطلقون النار في الهواء وفي كل الاتجاهات.

واعقب ذلك قيام الجماعات المذكورة بإطلاق النار باتجاه مقر الصاعقة، وهو مركز القوة الأمنية المشتركة، ما ادى لاصابة اثنين من أعضاء القوة، هما ابوعرسان محمد حجير في فخذه ونقل الى مستشفى الاقصى داخل المخيم، وأبومصطفى الداهودي، وهو من قياديي الحركة الاسلامية المجاهدة، كما أصيب علي عويد وعلي شهابي.

وارتفعت حدة الاشتباكات بعد أن استخدمت الأسلحة الصاروخية، وأطلق العديد منها باتجاه الاردني، الذي ردت عناصره بالمثل على مصدر النيران، ما أدى إلى شل الحركة داخل المخيم واقفال المحال التجارية، وكان اللافت استخدام قذيفة من عيار هاون 60 مليمترا، وهو سلاح يستخدم لأول مرة في المخيم.