د. أحمد سمير أبو حليمة: وقاية المعدة طريق الصيام الآمن

نشر في 07-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-07-2014 | 00:01
المعدة بيت الداء وهي أول ما يتأثر من نقص أو زيادة أو تلوث الطعام أو نتيجة العادات الخاطئة في تناوله، ما يتسبب في شعور الصائم بألم وتقلصات حادة في البطن. يتحدث الدكتور أحمد سمير أبوحليمة، استشاري أمراض الباطنة في مستشفى عين شمس في مصر، عن هذا الألم والاضطرابات التي تحدث في الجهاز الهضمي خلال فترة الصيام وكيفية الحفاظ عليه.
ألم المعدة أول ما يشعر به الصائم، لماذا؟

يشعر الصائم بالألم، أولاً إذا كان مصاباً بقرحة الأثني عشرة وفيها يشعر الصائم عند الامتناع عن الطَّعام بآلامٍ شديدة في الجزء الأعلى من بطنه والتي تختفي عادة أثناء الإفطار. وأحد الأسباب الأخرى الإمساك، وهو أحد الاضطرابات الهضمية العامة الَّتي يعانيها الصائمون أثناء الأيام الأولى من بداية شهر الصيام، ويسهم هذا العارض المرضي في استثارة آلام البطن بضغط القولون على المعدة وزيادة الغازات، ويعود سببه في الأساس إلى تغيير النَّمط الغذائي في رمضان، بالإضافة إلى الاختلاف في ساعات العمل وأوقات النوم، ما يؤدي إلى تغيير نظام الجسم في طريقة وتوقيت تخلصه من فضلاته. وأحد العوامل التي تزيد الإمساك أيضاً طول فترة الصيام وقلَّة السوائل.

 

كيف يمكن التغلب على هذه الآلام؟

يجب التأكد من تشخيص الحالة عند الطَّبيب المعالج، وذلك لأن بعض القرح قد يستوجب الإفطار لما يمكن أن يشكله الامتناع عن الطَّعام أو الدواء في نهار الصيام من إثارة لهذه التَقرحات، ما قد يسبب آلام البطن الحادة أو النَزيف الداخلي، وعلى الصائمين الَّذين يعانون من الإمساك أن يتناولوا وجبةً متوازنةً تحتوي على ألياف غذائيةً مثل الخبز الأسمر والخضار الطَّازجة والفواكه مثل التين، البرقوق والقراصيا مع شرب كميات وافرة من الماء بين وخلال وجبتي الإفطار والسحور، وذلك إلى جانب ممارسة نوع خفيف من الرياضة كالمشي وتمرينات البطن. مثلاً، فالرياضة تساعد على تنشيط حركة الأمعاء وطرد الغازات.

ماذا عن الطريقة الصحيحة لتناول الإفطار؟

لا يحصل الصائمون على الفائدة الأساسية من الصوم ما لم يكن أساسه الاعتدال في الطَّعام والشراب. أما إذا صام الشخص في النهار وأفرط في الأكل والشرب فقد يؤدي ذلك إلى نتيجة معكوسة ولا تتحقق الغاية منه. وينصح دوماً باتباع السنة بتعجيل الإفطار وتناول تمر أو فاكهة مع كمية قليلة من الماء، ثم نصلي المغرب وبعد ذلك نتناول وجبة إفطار قليلة الدسم.

 

وهل توجد أطعمة تساعد على سهولة الهضم؟

يفضل عند الإفطار البدء بتناول سوائلَ دافئة كالحساء وعصير بعض الفواكه الطازجة؛ وذلك لتنبيه إفرازات الحويصلة الصفراوية. كذلك يجب على الصائم ألا يقبل على شرب الماء بكميات كبيرة فتمتلئ بها معدته في وقت قصير، فذلك يسبب ارتباكاً في عملية الهضم. كذلك يستحسن عند الإفطار عدم الإكثار من المواد الدهنية والمقليات؛ لأن مثل هذه المواد يصعب هضمها في وقت تكون فيه المعدة وبقية الجهاز الهضمي في حالة استرخاء وكسل، على عكس المواد الدهنية فإن المواد النشوية والسكرية يكون هضمها أكثر سرعةً والاستفادة منها سهل لتزود الجسم بحاجته من الطَّاقة الحرارية. أما المواد البروتينية مثل اللحوم والطُّيور وغيرها، فلا بد من أن يحتوي طعام الصائم عليها، ولكن عليه ألا يكثر منها.

 عموماً، على الصائم أن يتناول من كل صنف من الأكل كميات قليلة لتسهيل عملية الهضم، كذلك عليه ألا ينسى نصيبه من الفاكهة والخضار الطَّازجة؛ لاحتوائها على الفيتامينات اللازمة لحيويته، فضلاً عن الماء والألياف والتي تبقى فترة طويلة في الأمعاء، ما يخفف الإحساس بالجوع والعطش، ويمكن للصائم تناولها في الفترة ما بين الأفطار والسحور.

هل يمكن صيام مرضى الكلى؟

أمراض الكلى لا تختصر في مرض واحد، إنما هي أمراض متعددة. يجب أن نعلم أيضاً أن المرض الواحد ليس على درجة واحدة من الشدة، بل تتفاوت درجة حدته من حالة إلى أخرى. كقاعدة عامة، لا بد لمريض الكلى من استشارة الطبيب المختص قبل الشروع في الصوم، وذلك لتنظيم جرعات الدواء الموصوفة له والتأكد من غياب الخطورة التي تحول دون أدائه فريضة الصوم. بالنسبة إلى التهابات الكلى والمثانة، لا يحتاج المريض غالباً إلى الإفطار في حالة غياب القصور في وظائف الكلية. وينصح المريض من هذه الفئة بالإكثار من السوائل بعد الإفطار إلى وقت السحور لتعويض الجفاف الحاصل وقت الصيام مع الالتزام بالعلاج الطبي.

أما بالنسبة إلى القصور الكلوي المزمن فقد يتسبب الصوم نتيجة لنقص السوائل في تدهور الحالة، فالنصح بالإفطار يعتمد على تقدير الطبيب المعالج. وبالنسبة إلى مرضى الغسيل الكلوي فيمكنهم الصوم على أن يفطروا في الأيام التي يتلقون فيها جلسات الغسيل، لأن عملية الغسيل يصاحبها إعطاء محاليل ومغذيات عن طريق الوريد، ما يفسد الصيام.

ماذا بالنسبة إلى مرضى زراعة الكلى والحصى، ما هي نوعية الطعام الملائمة؟

مريض زراعة الكلى يمكنه أن يصوم بعد مرور عام من زراعة الكلى، إذا كان الجسم قد توافق مع الكلية المزروعة بشكل جيد، مع ضرورة المتابعة اللصيقة مع الطبيب المعالج. أما مرضى حصى الكلى والحالب والمثانة البولية فيمكنهم الصيام بشرط شرب كميات كبيرة من السوائل بعد الإفطار، للمساعدة على تخفيف الأملاح وعدم ترسبها وطرد الحصى الصغيرة، مع ضرورة الانتباه إلى الإقلال من تناول الأطعمة التي تزيد من هذه الأملاح، وتجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار.

بماذا تنصحهم في ما يتعلق بالغذاء؟

 

يحتاج مريض الكلى إلى غذاء صحي متوازن يحتوي على العناصر الغذائية المختلفة من بروتين وكربوهيدرات ودهون وفيتامينات ومعادن، ويجب التقليل من المواد المحتوية على النيتروجين كاللحوم والأسماك والبيض، والتقليل من ملح الطعام لأنه يؤدي إلى احتجاز السوائل في الجسم، وتناول الماء بكمية معتدلة، ويتوافر البوتاسيوم في الخضراوات والفواكه لذلك يجب تناولها بكمية معتدلة، فضلاً عن ضبط الكالسيوم في الجسم لأن نقصه يؤدي إلى هشاشة العظام، ولا ننسى ضرورة تنظيم الحديد وذلك عبر تناول حبوب الحديد كي لا يصاب المريض بفقر الدم، بالإضافة إلى تنظيم الفوسفور في الدم. عموماً، يجب الاستعانة بطبيب تغذية متخصص لمعاونة المريض في اختيار طريقة التغذية المناسبة له.

back to top