إيران تدعو «الخليج» إلى تقارب حقيقي وحل المشاكل القائمة

نشر في 14-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 14-03-2014 | 00:01
No Image Caption
روحاني يحذر من موجة إرهاب اتخذت سورية مركزاً... ووزير خارجيته يؤكد عدم تحمل المنطقة حرباً أخرى

في ختام زيارته المهمة لعمان، وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني دعوة جديدة إلى بلدان المنطقة، خصوصا دول الخليج، للتقارب والوحدة وحل المشاكل القائمة خطوة بخطوة، بينما سبقه وزير خارجيته محمد جواد ظريف بدعوة مماثلة من أجل التصدي للتحديات المشتركة.
دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس إلى تحقيق تقارب بين بلاده ودول الخليج، محذرا، في ختام زيارة لعمان استغرقت يومين، من تحديات تواجه الشرق الأوسط وعلى رأسها الإرهاب.

وقال روحاني، خلال لقائه رجال أعمال عمانيين وإيرانيين في مقر إقامته بمسقط، إن بلاده «تمد يد الصداقة والإخوة الى جميع دول المنطقة، وخصوصا بلدان الجوار في جنوب الخليج الفارسي»، موضحا أن «تنمية العلاقات مع أي بلد ليست ضد أي بلد آخر، ونحن نرغب في رؤية دول المنطقة في سلام ووئام ومودة وصداقة، وان تتعايش في ما بينها».

وأضاف ان «الوحدة والصداقة والتقارب بين دول المنطقة ستعود بالنفع، وبوابات إيران مشرعة أمام الصناعيين والتجار والمستثمرين في كل المنطقة وخصوصا العمانيين»، مؤكدا السعي الى أن تكون «إيران بيئة آمنة للاستثمار الأجنبي».

استثمارات وأسلحة

وشدد روحاني على ضرروة «حل المشاكل القائمة خطوة بخطوة، والتقارب بين أفكارنا وثقافاتنا، فأدوات التواصل المختلفة ينبغي أن تقرب شعوب المنطقة إلى بعضها»، معتبرا ان «أفضل أداة للدفاع عن بلداننا قيام استثمارات مشتركة، فالأسلحة العسكرية لن تحقق الامن لنا».

وأكد بيان رسمي مشترك صدر في ختام الزيارة ان المباحثات بين السلطان قابوس والرئيس روحاني أكدت ضرورة «تنفيذ برامج التعاون الثنائي»، الذي ترجم أمس الأول بتوقيع الحكومتين اتفاقا مبدئيا لمد خط أنابيب للغاز تحت البحر بكلفة مليار دولار لنقل الغاز الإيراني إلى عمان.

وأشار البيان الى «أهمية مضاعفة الجهود، وبذل المزيد من المساعي لضمان استمرار الأمن والاستقرار في المنطقة».

وفي لقاء مع رئيس جامعة السلطان قابوس وعدد من الأكاديميين، قال روحاني إن «الشرق الأوسط يواجه تحديات عدة وكبيرة بينها الإرهاب»، الذي حذر من موجة قوية له، لافتاً إلى أن «الارهابيين الذين اجتمعوا في الساحة السورية كانوا متواجدين في أفغانستان وذهبوا الى باكستان، ومنها انطلقوا الى العراق ثم إلى سورية، ونرى اليوم حركة لهؤلاء في لبنان».

رسالة ود

وفي وقت سابق أمس، وجه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف «رسالة ود وتعاون» الى دول الخليج التي تبدي خشية إزاء نوايا بلاده وطموحاتها الاقليمية. وقال ظريف، للصحافيين في مسقط حيث يرافق روحاني، «رسالتنا إلى بقية الدول في منطقة الخليج الفارسي هي رسالة ود واخوة وتعاون معهم».

وأضاف الوزير، الذي يقوم منذ تسلم روحاني منصبه في أغسطس الماضي بحملة تروج للانفتاح تجاه الدول العربية في الخليج، ان «هذه المنطقة لا تحتاج إلى إثارة أي خلاف في ما بينها، ولابد من التعايش الايجابي».

وتابع ظريف، الذي قام بجولة في ديسمبر الماضي قادته إلى الكويت وقطر وعمان والإمارات، ولم تشمل السعودية والبحرين، إن المنطقة عاشت «ثلاث حروب في العقدين الماضيين، ولا تحتاج إلى حرب أخرى. علينا أن نتعايش مع بعض على اساس الدين والتاريخ والمصالح المشتركة».

مصالح مشتركة

وذكر ظريف: «هناك مصالح مشتركة في المنطقة، كما لدينا تحديات ومشاكل، ولابد من التعاون مع بعض لنتمكن من التغلب على تلك التحديات»، مؤكدا أن بلاده «مستعدة لكي تكون علاقاتها متينة وأخوية مع كل دول المنطقة».

وختم ان العلاقات العمانية الإيرانية «يمكن أن تكون مثالا للدول الأخرى في منطقة الخليج، ورحبنا دائما بالدور الذي لعبه السلطان قابوس لتقريب وجهات النظر مع كل الدول في المنطقة، ونؤكد أننا نولي اهتماما بالغا بأفكاره النيرة».

زيارة وتوتر

وتعتبر زيارة روحاني أول زيارة «ثنائية» يقوم بها لخارج إيران، إذ سبق ان زار نيويورك وبشكيك ودافوس للمشاركة في لقاءات دولية متعددة. وقبل مغادرته طهران إلى مسقط، قال روحاني إن «لهذه الزيارة اهمية كبيرة في التقريب بين ايران والدول الاسلامية، لاسيما مع الدول الجارة لإيران».

وزادت الأزمة السورية من وتيرة عدم الثقة السائدة بين ضفتي الخليج منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979 في إيران، مع اصطفاف طهران الى جانب النظام، بينما تدعم دول الخليج المعارضة.

(مسقط، طهران - أ ف ب،

يو بي آي، رويترز)

back to top