فراغ حكومي... ومجلس نواب ممدد له... وفراغ رئاسي يلوح في الأفق

الجيش أنهى «ظاهرة الأسير»... و7 تفجيرات بينها استهداف السفارة الإيرانية واغتيال شطح

Ad

شربل لـ الجريدة.: الوضع الأمني مرتبط بشكل وثيق بالوضع السياسي

لم يشأ عام 2013 أن يغادر لبنان دون أن «يمر» بلائحة شهداء «14 آذار» التي علقت صورة شهيد جديد انضم إلى قافلتها قبل 4 أيام من انتهاء السنة. وأضيفت عملية اغتيال  وزير المالية السابق ومستشار زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري محمد شطح إلى سلسلة من الأحداث المأساوية التي مرت بالبلاد التي تعاني فراغا سياسيا، في ظل استقالة حكومة نجيب ميقاتي وتكليف الرئيس تمام سلام، وأمنياً نتيجة التداعيات السلبية والخطيرة لامتداد النار السورية إلى لبنان وانخراط «حزب الله» العلني والمكشوف في حرب النظام السوري ضد معارضيه وما استجلبه ذلك من خطورات تجسدت بالتفجيرات المتنقلة بين الضاحية الجنوبية والشمال.

الأزمة السورية وتداعياتها

مما لا شك فيه أن أبرز حدث عام 2013 كان أثر الأزمة السورية الذي طبع الساحة الداخلية بالدم نتيجة التفجيرات المتنقلة إضافة إلى التأثير الاقتصادي والاجتماعي نتيجة تزايد أعداد النازحين السوريين إلى لبنان.

7 تفجيرات

شهد لبنان على مدار عام 2013 حوالي 7 تفجيرات ربطت جميعها بتدخل «حزب الله» بالقتال إلى جانب النظام السوري وتداعياته الطائفية والسياسية على الوضع داخل لبنان. ودخل «حزب الله» في معركة مباشرة مع من اسماهم «الاسلاميين التكفيريين» على الأرض السورية لتنتقل «المواجهات» إلى الساحة اللبنانية بعد تبني كتائب «عبدالله عزام» التفجيرين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية ببيروت.

وكانت منطقة بئر العبد في الضاحية قد شهدت أول انفجار في 9 يوليو الفائت، عمد بعده «حزب الله» إلى فرض تدابير استثنائية، تمثّلت بإقامة حواجز على مداخل الضاحية، وتسيير دوريات نهارية وليلية، واستخدام آلات للكشف عن العبوات. ولم تتمكن كل تلك الإجراءات من تجنيب المنطقة انفجارا آخر عصر 15 اغسسطس فانفجرت سيارة مفخخة في منطقة الرويس، موقعة حوالي 23 قتيلاً. ثم وقع قرب نهاية الشهر ذاته تفجيران متزامنان استهدفا مسجدي السلام والتقوى في طرابلس خلال خروج المصلين من صلاة الجمعة في انفجار حصد حوالي 54 قتيلا. ووصلت موجة التفجيرات إلى السفارة الإيرانية في بيروت في عملية انتحارية مزدوجة استهدفت السفارة يوم 19 نوفمبر وأدت إلى مقتل 24 شخصاً من بينهم الملحق الثقافي الإيراني في لبنان إبراهيم الأنصاري. ثم اختتم عام  2013 بتفجير وسط بيروت يوم 27 ديسمبر مستهدفاً الوزير محمد شطح ومعه 6 أشخاص.

وقال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل لـ»الجريدة» إنّ «الوضع الامني مرتبط بشكل وثيق بالوضع السياسي»، كاشفا أنّ «أموالاً رصدت لشراء آليات بإمكانها ان تساهم بشكل كبير في كشف السيارات المفخّخة والاجسام المشبوهة وبعضها يعتبر ذا تقنيّة عالية جدّاً، وسيصار الى عروض أسعار لاختيار ما يلائم حاجاتنا، وستوضع بتصرّف الاجهزة الامنيّة وفق المتطلّبات».

ورأى شربل أنّ «بعض الامور يمكن حلّها بالطرق الامنيّة لكن البعض الآخر يحتاج الى حلول ذات ابعاد اقليميّة»، متسائلاً: «ما هي فعاليّة الاجهزة أمام العمليّات التفجيريّة الانتحاريّة في لبنان وفي أيّ دولة أخرى؟».

كما شهدت مدينة طرابلس جولات عدة في الاشتباكات على منطقتي باب التبانة وبعل محسن على خلفية الأزمة السورية أسفرت في المحصلة عن مقتل 60 شخصا على الأقل.

الوضع الاقتصادي

يعيش لبنان منذ بدء الاحداث في سورية قبل حوالي سنتين ونصف تحت وطأة حركة النزوح الكثيفة باتجاهه. وتشير الارقام إلى وجود حوالي مليون و300 ألف سوري داخل الأراضي اللبنانية مما أثر بشكل مباشر على الاقتصاد اللبناني.

وانعكست حركة النزوح تراجعا في حجم الاستيراد والتصدير مع الجانب السوري وحركة ترانزيت الصادرات عبر البرّ السوري للوصول إلى الأسواق الخليجية، واعتماد السياح العرب واللبنانيين المقيمين في دول الخليج على العبور براً، إضافة إلى السياحة المتبادلة بين البلدين. كما انعكست تداعيات الحرب في سورية تراجعاً في نشاط القطاع المصرفي اللبناني العامل في الاسواق السورية، بوجود خمسة من أكبر المصارف في دمشق.

ومن أبرز تداعيات النزوح السوري وجود شكاوى لبنانية من منافسة السوريين للبنانيين في الأعمال والمهن مما لا يتلاءم وحجم السوق اللبناني. وأدت هذه المنافسة إلى خفض أجور اليد العاملة الناشطة في قطاعات تستقطب كثافة عمالية وتحديداً في البناء والزراعة بنسبة 14 في المئة، مما سينعكس تدنيا في أجور اليد العاملة، وسيؤثر في حجم اليد العاملة اللبنانية وفي إيجاد فرص عمل لها في الداخل.

كما سدّدت الأزمة السورية خلال عام 2013 ضربات موجعة للحركة السياحية اللبنانية، التي تعتبر مكوناً أساسياً ومركزياً من مكونات النمو الاقتصادي. وبلغت نسبة التراجع في حركة السياح إلى لبنان خلال عام 2013 ما نسبته 17.5% عن عام 2012.

ويقدر أن الضرر الناتج من الأزمة السورية على الاقتصاد اللبناني سيبلغ 7.5 مليارات دولار في عام 2014، في حين أن الضرر المباشر على الخزينة يقدر بـ 1.5 مليار دولار في بلد تتجاوز نسبة العجز في ميزانيته 8.6 من إجمالي الناتج المحلي في عام 2012.

الحكومة

شهد الجزء الأكبر من عام 2013 أزمة فراغ حكومي بعد تعسر تشكيل حكومة جديدة بقيادة الرئيس المكلف تمام سلام الذي كلف في 6 أبريل بعدما سمي من قبل 124 نائباً. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قدم استقالته في 22 مارس على إثر طلبه طرح موضوع معالجة الشغور المرتقب في موقع المدير العام للأمن الداخلي، فرفض الأمر وزراء الثامن من آذار، فرُفعت الجلسة بعد امتعاض واضح من ميقاتي، مما أدى إلى استقالته. ومن المتوقع أن يشهد الملف الحكومي مطلع السنة الجديدة مرحلة من حبس الانفاس بعد الجهود التي يقودها رئيس الجمهورية و»14 آذار» لتشكيل حكومة جديدة.

الاستحقاق الرئاسي

دخل لبنان عملياً في مدار الاستحقاق الرئاسي أو «جس النبض» في شأن الرئيس المقبل ومواصفاته. وتشك غالبية القوى السياسية في امكان التوافق على رئيس جمهورية بقرار داخلي، وتتحدث عن امكان الوقوع في فراغ رئاسي في حال انتهاء ولاية سليمان وعدم التوافق على اسم جديد.

تمديد مجلس النواب

أقر مجلس النواب اللبناني في 31 مايو التمديد لنفسه 17 شهرا تنتهي في 20 نوفمبر 2014، في جلسة حضرها 97 نائبا، صوتوا جميعهم للتمديد وقاطعها نواب «التيار الوطني الحر»، وذلك بعد فشل الأطراف السياسية في إقرار قانون جديد للانتخابات في ظل الانقسام الشديد على الساحة اللبنانية. وكان ملف قانون الانتخابات شهد تجاذباً بين الأطراف السياسية كافة وخاصة بين «أهل» البيت الواحد حيث وصلت العلاقة بين تيار «المستقبل» والأحزاب المسيحية في «14 آذار» إلى حد القطيعة على خلفية تبني الأخيرة اقتراح القانون «الارثوذكسي» الذي يحصر حق التصويت للمواطن بالمرشح من الطائفة نفسها.

الأسير

أنهى الجيش اللبناني في 25 يونيو الوجود العسكري لامام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير بعد اشتباكات عنيفة استغرقت يومين، وأسفرت عن استشهاد ضابطين و14 عسكرياً وسقوط عدد من الجرحى، إضافة الى مقتل عشرات المسلحين وإصابة آخرين واعتقال العديد منهم. ولم تنجح العملية في قتل الأسير واعتقاله إذ هرب الأسير برفقة حفنة من مرافقيه والفنان التائب فضل شاكر. وتشير المعلومات إلى أن الاسير يسكن في حي الطوارئ بخيم عين الحلوة شرق صيدا.

مخطوفو أعزاز

بعد 17 شهراً على خطفهم، عاد الى بيروت في 19 اكتوبر تسعة لبنانيين شيعة اختطفتهم المعارضة المسلحة في شمال سورية، وذلك في اطار عملية تبادل شملت اطلاق سراح طيارين تركيين خطفا في بيروت قبل شهرين وكذلك ايضا افراج النظام السوري عن معتقلات. وترأس عملية التفاوض المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بعد جولات عدة إلى قطر وتركيا.

العبارة الإندونيسية

غرقت عبارة بحرية في 27 سبتمبر قبالة الشواطئ الإندونيسية وهي في طريقها إلى أستراليا، وعلى متنها عدد من المهاجرين اللبنانيين من بلدات في عكار. وأسفر غرق العبارة عن مقتل 34 مهاجرا نقلت جثامينهم إلى لبنان.

الزواج المدني

شهد العام الماضي أول زواج مدني في لبنان. ونجح الزوجان نضال درويش وخلود سكرية في تسجيل زواجهما بعدما وافقت وزارة الداخلية عليه إثر حصولها على آراء قانونية مؤيدة، لاسيما من الهيئة العليا للاستشارات في وزارة العدل، استنادا الى القرار الساري الذي اتخذه المفوض السامي الفرنسي في لبنان في عام 1936 والذي ينظم الطوائف ويعترف بها ويعطيها الحقوق، ويعترف في الوقت نفسه بالأفراد الذين لا طوائف لهم ويعطيهم حقوقا مساوية للذين ينتمون الى طوائف. وقام الزوجان بتسجيل مولودهما في الدوائر الرسمية من دون ذكر المذهب على بطاقة إخراج القيد.