لا للعنف... رسالة لم تصل!
![حمد نايف العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461947116815412800/1461947124000/1280x960.jpg)
كما لعبت "الواسطة" والفزعة العائلية والقبلية لإخراج من يعتدون من أبنائهم على الآخرين سالمين غانمين دورا كبيرا لدى الشباب في الاستهانة بآلام الآخرين والتمادي في الاعتداء عليهم لأتفه الأسباب، والمثل يقول "من أمن العقوبة أساء الأدب"، والجماعة أمنوا العقوبة ولم تعد تشغل بالهم حين يحدون سكاكينهم وسواطيرهم ليضعوها أسفل مقعد السيارة تحسباً لأي طارئ! ومعظم هؤلاء لا يمتلكون الخيال لتصور عاقبة أفعالهم على الآخرين وعلى أنفسهم، وذلك لقلة الوعي أو الجهل؛ لذلك كان من الضروري أن تبادر الجهات المعنية كوزارة الشؤون أو الإعلام أو التربية أو الداخلية في القيام بدورها بتوعية المجتمع للحد من هذه الظاهرة التي تتزايد كل يوم دون أن يتحرك أحد للتقليل من آثارها ومضارها، وقد شاهدت بالفعل قبل أيام فيلما قصيراً مدته 3 دقائق تقريبا بعنوان "لا للعنف" من إنتاج وزارة الشؤون، وهو عبارة عن عدة مشاهد لأشخاص من فئات عمرية متنوعة يتعاركون دون سبب وفتاة تقوم بتصويرهم، وعلى وجهها ملامح الحزن والأسى ثم بعد ذلك فجأة يتعانق المتعاركون ويتصافحون بحرارة دون أي سبب منطقي لهذا التحول المفاجئ في مشاعرهم نحو بعضهم بعضا لتظهر كلمة "لا للعنف" مع تحيات اللجنة الإعلامية لحملة كذا!حسناً، هذا جهد مشكور، لكنه واسمحولي بهذه الكلمة، مغرق في السذاجة، ولن يغير في سلوك أي أحد، وكان واضحاً الاستعجال في الأمر والحماس لعمل شيء أي شيء، والسلام! وفي رأيي أنه كان من اللازم الاكتفاء بمشهد واحد لاثنين يتعاركان لسبب تافه فيصاب أحدهما ويعتقل الآخر، ثم يتم الانتقال لما بعد الحادثة، حيث حال المعتدي خلف القضبان والمعتدى عليه في المستشفى، الأول يقضي سنوات خلف القضبان والآخر يعيش عمره في عاهة مستديمة، وكذلك إظهار الوالدين والحزن الذي جره عليهما ابنهما بعمله الطائش وغير المسؤول!بالطبع، لو استلم الأمر مخرج مقتدر فسيصوغ المشاهد بحرفية عالية يكون لها تأثيرها الكبير في المشاهدين، حيث تبيان عاقبة الفعل وأثره المستقبلي هو الرسالة التي ينبغي إيصالها إليهم، على أي حال، نشكر من قاموا بعمل ذلك الفيلم وإنتاجه رغم أنه لم يعجبنا، فعلى الأقل اجتهدوا وبذلوا ما في وسعهم، وإن لم يحالفهم التوفيق تماماً!