خاص

درويش لـ الجريدة.: الطامعون في رئاسة الزمالك يبحثون عن الشهرة... ورفضت رئاسته أكثر من مرة

يواجه د. كمال درويش رئيس مجلس إدارة الزمالك، العديد من الأزمات منذ تعيين المجلس الحالي، بسبب الكم الهائل من الديون المتراكمة على المجلس السابق برئاسة ممدوح عباس.

نشر في 20-01-2014
آخر تحديث 20-01-2014 | 00:06
"الجريدة" حرصت على محاصرة درويش بكل الأزمات التي تلاحق ميت عقبة في الفترة الأخيرة، وأبرزها خلافه مع الرئيس السابق، والحرب الباردة غير المعلنة بينهما، على كرسي الرئاسة، بالإضافة إلى كيفية توفير المستحقات المالية التي تخص لاعبي الفريق الأول لكرة القدم، لاسيما أن أكثر من لاعب أعلن الرحيل عن جدران القلعة البيضاء لعدم حصولهم على حقوقهم المالية، بعد أن نفد صبرهم من كثرة الوعود.
يعتبر درويش أن الطامعين في رئاسة نادي الزمالك مدفوعون بما يعطيه هذه المنصب من شهرة ونجومية على الساحة الإعلامية، لأن الزمالك واحد من أكبر الأندية الموجودة في إفريقيا والوطن العربي، مبيناً أنه لا تنقصه تلك الشهرة.  
ويرى أن أزمة شيكابالا من السهل حلها، بشرط أن يراعي اللاعب الظروف المالية الصعبة التي يمر بها النادي، خصوصاً أن تلك الأزمة لا تتعلق بالزمالك فقط، ولكنها تمتد إلى جميع الأندية المصرية التي تكبدت خسائر فادحة، بسبب توقف النشاط الرياضي فترة طويلة، لكنها ستحل عندما تنتظم المسابقة التي وصلت إلى أسبوعها الثالث، حيث سيحصل الزمالك على حقوق البث الفضائي، بجانب حقوق الرعاية. وإلى تفاصيل الحوار:
● سافرت إلى الإمارات الأسبوع الماضي... فكيف كانت التفاصيل؟

- سافرت إلى هناك للمشاركة في فعاليات مؤتمر دبي الرياضي الدولي الثامن، الذي تناول مجموعة من الملفات الرياضية المختلفة، والذي شارك فيه نخبة من ألمع نجوم الكرة على مستوى العالم، أبرزهم كريستيانو رونالدو لاعب نادي ريال مدريد الإسباني، وبيب غوارديولا المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ الألماني، وفابيو كابيللو المدير الفني لمنتخب روسيا، وفرانك ريبيري لاعب البايرن، فضلاً عن النجم الأرجنتيني الكبير دييغو أرماندو مارادونا، والذي يتقلد الآن منصب السفير الشرفي للرياضة في الإمارات.

● ما أبرز إيجابيات هذا المؤتمر؟

- ناقش المؤتمر كيفية تطوير مفاهيم الاحتراف، واستغلال العلامة التجارية لكي تتمكن الأندية من إيجاد موارد مالية من خلال اسمها، بعيداً عن دعم الأشخاص والمؤسسات البعيدة عنها، وتطبيق حقوق الملكية الفكرية التي تعني ملكية المنتج من أعلام، وشارات، وملابس، وغيرها من كل ما يخص المنتج الرياضي، وأتمنى أن يساعدنا هذا الفكر على تجاوز محنتنا الرياضية.

● حدثنا عن بعض الصعوبات التي واجهتك منذ توليت رئاسة الزمالك مرة أخرى.

- أواجه الآن العديد من الصعوبات والأزمات، أبرزها الأزمة المالية وهي المشكلة التي واجهتني في الأيام الأولى، وأحاول حلها بكل الطرق المتاحة أمامي، غير أنني كل يوم أجد أشياء جديدة، آخرها وجود غرامة مالية من جانب مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، لمصلحة الغاني أجوجو لاعب الفريق السابق، والتي تم تحديدها بمبلغ 12 مليون جنيه، هذا بخلاف مبلغ 219 مليونا حجم مديونية الزمالك حتى أكتوبر الماضي، وهو الوضع الأكثر كارثية من نكسة 67.

«غصب عني»

● ولماذا قبلت المنصب مادامت المهمة بهذه الصعوبة؟

- وافقت على قبول هذا المنصب "غصب عني"، بسبب الانتماء والحب الشديد لنادي الزمالك، وهو ما دفعني إلى القبول بدون تردد، فضلاً عن إلحاح وضغط طاهر أبوزيد وزير الدولة لشؤون الرياضة.

● هل قبلت من أول مرة العودة إلى الرئاسة، عندما عرض عليك ذلك؟

- نعم، رغم معرفتي المسبقة بحجم المشاكل التي سوف أواجهها، ولكنني لم أستطع التأخر في تلبية هذا النداء، كما أن عددا كبيرا من أعضاء الجمعية العمومية، طالبني بضرورة الموافقة على العودة إلى كرسي الرئاسة، خصوصاً أنني وجدت إصرارا كبيرا من جانب طاهر أبوزيد لإعادتي مرة أخرى إلى النادي.

● لكن ممدوح عباس اتهمك بأنك كنت تسعى إلى إزاحته من رئاسة الزمالك؟

- هذا الكلام غير صحيح بالمرة، ولم أتحدث من قريب أو بعيد حول وجودي في المجلس المعين من عدمه، وأريد أن أقول إن أبرز دليل على صدق كلامي أنني لم ألتق بالكابتن طاهر أبوزيد حتى وقتنا هذا.

● كيف توليت رئاسة اللجنة المعينة؟

- جاءني اتصال هاتفي مباشر من جانب الوزير فقط، وطلبت منه الحصول على مهلة للتفكير، ثم اعتذرت عن عدم قبول المنصب بشكل مؤقت، إلى أن اتصل بي مرة أخرى وأصر على أن أتولى المهمة، علما أن آخر مرة زرت فيها وزارة الرياضة كانت عند صياغة قانون الرياضة، في عهد الوزير السابق العامري فاروق.

● هل ترى أن هناك من يحاربك داخل نادي الزمالك ويسعى إلى إفشال مجلسك؟

- كثير والله، ويأتي في مقدمتهم ممدوح عباس الرئيس السابق، الذي أوقف الدنيا على قدم واحدة ولم يقعدها حتى الآن دون أي مبرر، فهذا الرجل كان رئيساً للنادي وانتهت مدته القانونية، ويجب عليه أن يقوم بتسليم النادي، حتى يتم إجراء الانتخابات، بصرف النظر عن فشله أو نجاحه في الأربع سنوات الماضية، بخلاف المدة التي قضاها بالتعيين.

شهرة ونجومية

● هل يستحق منصب رئيس الزمالك كل تلك الضجة؟

- طبعاً، هناك طمع في المنصب، لأنه يعطي الشهرة والنجومية على الساحة الإعلامية، لأن الزمالك واحد من أكبر الأندية الموجودة في إفريقيا، والوطن العربي، غير أنني، ولهم الحمد، لا تنقصني الشهرة، حتى أسعى وراء هذا المنصب، ويكفيني المدة التي قضيتها رئيسا للنادي من عام 96 إلى عام 2005، والتي شهدت أبرز الإنجازات الرياضية للقلعة البيضاء على مدار التاريخ، كما أنني الرئيس الرياضي الوحيد في مصر، لأني أجمع في الرياضة بين العمل الأكاديمي كرياضي، والنظري في مجال الإدارة.

● لماذا اتهمت ممدوح عباس بأنه السبب وراء ارتفاع ديون الزمالك إلى 219 مليون جنيه؟

- عندما قمنا بمراجعة المديونيات الموجودة على النادي، اكتشفنا أن عباس تسبب في ارتفاع حجم الديون لصالحه، بعدما قام بالحصول على شيكات بقيمة 41 مليون جنيه قيمة مستحقات له قام بإقراضها لصالح النادي، ولا أتجنى عليه عندما أقول إنه أغرق النادي في ديون لم يشهدها على مدار تاريخه الممتد لأكثر من 100 سنة.

● وما حكاية عجز الـ 600 مليون جنيه؟

- أن تصل ضريبة كسب العمل ضد النادي في المديونيات إلى 61 مليون جنيه، فهذا يعني أن حجم الإنفاق لابد أن يصل إلى 600 مليون جنيه إذا احتسبنا نسبة الضرائب 10٪، فكيف تم إنفاقها في عهد المجلس السابق، وهو الأمر الذي يجب أن يقوم ممدوح عباس وكل مجلسه بالرد عليه بالمستندات.

● هل من محاولات للتصالح مع ممدوح عباس؟

- لم أمانع الصلح معه، مادام ذلك يخدم مصلحة نادي الزمالك، ولكني اشترطت أن يقوم ممدوح نفسه بالبرهان على حبه وإخلاصه لهذا النادي العظيم، وأن يتركنا نعمل لصالح النادي بدون أن يقوم بمحاربتي بطرقه الخاصة، ويتعلم مما فعلته عندما لم يحالفني الحظ منذ انتخابات 2005 و2009، حيث إنني حضرت إلى مقر الزمالك في ميت عقبة مرتين أثناء الانتخابات فقط.

● متى ستكون أول انفراجة مالية؟

- أنتظر أن يقوم وزير الرياضة بالوفاء بوعده بإعطاء نادي الزمالك الدعم المالي المناسب خلال الثلاثة أشهر الأولى، والتي اقتربت من الانتهاء، حيث إن هذا الدعم سوف يدفع المجلس إلى الاعتماد على موارد النادي، خصوصاً مع انطلاق عجلة مباريات الدوري الممتاز المحلي هذا الموسم.

● وهل يكفي دعم الوزارة للصرف على أنشطة النادي المختلفة؟

- دعم الوزارة سوف يصل إلى الموظفين والعمال، حيث إن هناك عددا كبيرا من العمال لم يحصلوا على رواتبهم منذ أكثر من 17 شهرا، وصرف جزء من تلك الرواتب سوف يكون له تأثير نفسي على الجميع بإمكانية انتظام صرف الرواتب في المستقبل.

● أليس في الزمالك عمالة زائدة من موظفين وإداريين؟

- حجم العمالة الزائدة لدينا حتى الآن 855 ما بين عامل وموظف، وهل من المنطقي أن يكون لدى المقر الوحيد للنادي ما يزيد على ألف موظف وعامل، وهذه العمالة الزائدة تكلف خزانة النادي ما يقترب من ثلاثة ملايين جنيه شهرياً، في حين لا يمتلك الزمالك الموارد المالية التي تكفيه لإعطاء الموظفين رواتبهم الشهرية.

أزمة البوتيكات

● أزمة البوتيكات والمحال الموجودة في سور النادي... كيف سيتم حلها؟

- كلفت إدارة الشؤون القانونية داخل النادي بتأسيس شركة لكي تقوم بإدارة جميع عقارات النادي، وإعادة هيكلتها بما يتماشى مع قيمتها التسويقية الجديدة بالأسعار الحالية، وسبق أن قمت بعمل لجنة مماثلة خلال الفترة التي توليت فيها منصب رئيس النادي في عام 97، حيث شكلت لجنة تكونت من عضو داخل الجهاز المركزي للمحاسبات، وعضو قانوني، وآخر مالي لتقييم عقارات النادي، وأتت بثمارها، ونسعى لتكرار نفس الموضوع في الوقت الراهن.

● هل فرض عليك الوزير بعض الأعضاء في مجلسك؟

- الحمد لله، لا أحد يستطيع أن يفرض عليّ شيئا لا أريده، والوزير قام بعرض بعض الأسماء للتواجد في عضوية المجلس، ورفضتها.

● كيف اخترت أعضاء المجلس؟

- لم أجامل أحدا من المتواجدين معي في المجلس الحالي، وكل واحد منهم له دور محدد ضمن منظومة العمل الإداري الناجحة، واخترتهم بعيداً عن الوجوه القديمة.

● إذن قررتَ التخلص من الحرس القديم؟

- هذا التفسير غير صحيح، فكل فرد من الحرس القديم أصبح الآن قادراً على أن يكون الرجل الأول، لا عضواً في مجلس بالتعيين، وعلى الفور قررت تقديم جيل جديد بفكر جديد يكون لديه الطموح في العمل.

● ماذا عن لجنة الحكماء التي تنوي إنشاءها؟

- اسمها واضح، بأنها سوف تضم مجموعة من حكماء ورموز النادي للتناقش في كل الأمور التي تحيط بالنادي، وأخذ رأيهم، وأثق بنجاح هذه اللجنة، ومساعدتها في حسم الملفات الصعبة.

أزمة شيكابالا

● كيف ترى أزمة شيكابالا الآن؟

- شيكابالا أخطأ في حق نفسه قبل أن يخطئ في حق النادي وجماهيره، وأزمة اللاعب في نفسه، فهو لا يعرف ما يفعل، ولابد أن يعرف أن نادي الزمالك الآن في أزمة، وأن أبناء النادي المخلصين هم من يقفون إلى جوار ناديهم في عثرته المالية.

● اتهمت ممدوح عباس بأنه يحرض شيكابالا على التمرد ضد إدارة النادي؟

- حتى الآن لم يظهر شيكابالا، ولم يتحدث من قريب أو بعيد حول أزمته، لتحديد المتسبب فيها.

● ماذا عن رغبة بعض اللاعبين في الرحيل؟

- لم نقف أمام مستقبل أو مصلحة أي لاعب طالما أنها رغبته، بشرط أن يحقق رحيله مصلحة النادي، واللاعب في آن واحد، كما أنني أؤمن بأن الاحتراف ومساعدة اللاعبين على اللعب في أوروبا هو السبيل الوحيد لنهضة كرة القدم المصرية، وبشكل شخصي لا أستطيع أن أصف لك حالتي عندما أشاهد مباراة في الدوري الإسباني مثلا، ثم أعود لأشاهد مباريات كأس مصر أو الدوري العام.

● لماذا رفضت احتراف عمر جابر ومحمد إبراهيم في أوروبا؟

- حتى الآن لم يصلنا أي عرض رسمي من أي ناد في أوروبا للتعاقد مع عمر جابر، حتى تتم دراسته، ويقوم المجلس باتخاذ القرار المناسب تجاهه.

● وبالنسبة إلى محمد إبراهيم؟

- عرض نادي ملقا الإسباني للتعاقد مع محمد إبراهيم توقف بشكل مفاجئ، وكان هذا العرض قبل انطلاق مباريات الموسم الجاري في إسبانيا جاداً، ومجلس الإدارة السابق كان السبب وراء تأجيله حتى انتقالات يناير، ومن جانب المجلس الحالي تم إبلاغ اللاعب بأننا موافقون على احترافه في إسبانيا، وفي انتظار المخاطبات الرسمية، غير أن شيئا لم يصلنا حتى الآن.

● كيف سيتم تسديد المستحقات المالية الخاصة باللاعبين؟

- قبل الحديث عن مستحقات اللاعبين المالية، الزمالك مدين لبعض الأندية بمبلغ ثمانية ملايين ونصف المليون جنيه، قيمة الصفقات التي أبرمها الزمالك في آخر ثلاثة مواسم مع إنبي وغزل المحلة والجونة، ورئيس النادي الأسبق قام بالتوقيع على شيكات لمصلحة تلك الأندية، على الرغم من وجود رصيد يكفي لشراء اللاعبين، والأمر الذي أستغربه بشدة أن ممدوح عباس لم يتعلم من درس المستشار جلال إبراهيم الذي رفض نهائياً التوقيع على أي شيكات أثناء رئاسته للنادي بالتعيين في نهاية عام 2010، لأنه رجل قانون وفاهم.

● وهل تمتلك حلاً لتلك الأزمة؟

- للأسف الشديد المجلس السابق قام بعمل جدولة لمستحقات هذه الأندية أكثر من مرة لكنه لم يلتزم بها، وطالبناها الآن بالصبر، ومنحنا فرصة للسداد، وتحدثنا مع مسؤولي إنبي والجونة، بأنه فور الحصول على حقوقنا لدى وكالة الأهرام للإعلان والتليفزيون المصري سوف يتم توفيق أوضاعنا معهما.

حلمي طولان

● ما حقيقة رغبة المجلس في الإطاحة بحلمي طولان من تدريب الزمالك؟

- الجهاز الفني من ضمن الميراث الذي تركه لنا المجلس السابق، حيث لم يقم بتحرير أي عقود لجميع أفراد الجهاز، وعندما تم تعيين هذا المجلس جددنا الثقة بحلمي طولان ومعاونيه، وأكدت أمامه التزامنا بمساندته، وهو ما تحقق عندما حققنا الفوز بمباريات كأس مصر، وتجديد الثقة دليل على ذلك، ببقائه في منصبه حتى الآن، رغم الشائعات التي أسمعها كل يوم في وسائل الإعلام، أننا اتفقنا مع جهاز فني جديد.

● هل أنت مع إلغاء بند الـ 8 سنوات من لائحة الأندية؟

- بند الثماني سنوات يحارب البعض من أجل إلغائه، وأنا أقول لهم إنه لولا هذا البند، وتطبيقه ما وصلتم إلى مناصبكم الحالية، ولكن الجيل القديم هو صاحب هذه المناصب التي يتداولها الجميع الآن، والجميع داخل الوسط يعرف جيداً كيف وصل هؤلاء إلى مناصبهم.

● تقصد النادي الأهلي الذي يحارب لإلغاء بند الـ 8 سنوات؟

- أقصد كل شخص موجود في المنظومة الرياضة الآن، لا يريد الاعتراف بوجود بند الثماني سنوات من الأساس، ويقوم برفع القضايا من أجل إجبار الوزارة على إلغاء هذا البند من أجل التمسك بالكرسي.● ما رأيك في ظاهرة روابط الألتراس؟

- روابط الألتراس بوجه عام جزء لا يتجزأ من منظومة كرة القدم، ولا سبيل أمام الجميع سوى احتوائهم من أجل تحويلهم إلى قوة دفع، والاستفادة منهم.

● ماذا عن الوايت نايتس بشكل خاص؟

- البعض من أفراد الوايت نايتس كانوا من أول المهنئين لي بعودتي إلى منصب رئيس النادي، ورحبت بالاجتماع معهم من أجل مناقشتهم في أفكارهم، وطرحها للتنفيذ، ولكني نصحتهم بألا يكونوا كالدبة التي قتلت صاحبها خوفا عليه، فهم يحبون نادي الزمالك ويشجعونه بجنون، لذلك لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يكونوا سبباً في الضرر به.

back to top