رغم أن يوم أمس الذي يوافق ذكرى احتجاجات 30 يونيو 2013، كان الموعد النهائي للمرحلة الأولى من ترميم الكنائس التي احترقت في أعقاب الإطاحة بحكم جماعة "الإخوان"، فإن الشاب العشريني "جورج"، مازال يؤدي الصلاة في مجمع كنائس "السيدة مريم والأنبا إبرام" في قرية "دلجا" في محافظة المنيا "صعيد مصر" جالساً على الأرض.

Ad

الصلاة وسط آثار حريق هائل، فُرضت على مئات الأقباط هنا، منذ أُعيد فتح المجمع بعد شهور من الإغلاق، بسبب تعرضه للاعتداء في 14 أغسطس، من العام الماضي، على خلفية فض اعتصامي الإخوان في ساحتي "رابعة العدوية والنهضة".

حتى الآن يُصلي جورج وأصدقاؤه في المباني المحترقة، بعد أن قاموا بتنظيف بعض آثار الحريق منها، بينما لاتزال الجدران عليها آثار الدمار فوق جزء كبير من المجمع التاريخي، الذي يعود تأسيسه إلى أكثر من 1300 عام.

الجميع هنا ينتظر أن تنفّذ الحكومة والقوات المسلحة وعودها، بإعادة بناء الكنائس المحترقة، إلا أن أكثر من 35 كنيسة في محافظتي المنيا وأسيوط مازالت مدمرة، بعضها مغلق بشكل كامل، والآخر يؤدي فيه الأقباط الصلاة.

وبسبب تأخر عمليات الترميم التي بدأها الجيش قبل شهور قليلة ولم تستهدف سوى الانتهاء من 10 كنائس فقط، بينها كنيسة "الأمير تادرس" التاريخية، وسط المنيا، والتي تم هدمها وإعادة بنائها، نظراً لتعرضها للتدمير الكامل، ورغم أن الموعد الزمني للانتهاء من كنائس المرحلة الأولى هو 30 يونيو، فإن كنيسة الأمير تادرس

لايزال أمامها عدة شهور ليتم الانتهاء منها.

وكيل مطرانية ديرمواس ودلجا القس ويصا صبحي يقول، إن "الأقباط يضطرون في دلجا إلى أداء الصلاة في مجمع الكنائس المحترقة، لعدم وجود أماكن بديلة"، مشيراً إلى أنهم "أخبرونا أن ترميم مجمع الكنائس سيكون في المرحلة الثانية دون تحديد موعد معين للبدء في الترميم أو الانتهاء منه".

أما مسؤول ملف الحريات الدينية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية إسحاق إبراهيم فقد اعتبر الحكومة متخاذلة عن دورها في التعامل مع الانتهاكات التي تعرض لها أقباط وحرق كنائسهم ومتاجرهم، منتقداً استمرار عدد كبير من الكنائس المدمرة دون البدء في ترميمها حتى الآن.