أوباما يقترح خطة أمنية بمليار دولار لأوروبا الشرقية
دافع عن صفقة التبادل مع «طالبان»... ودعا بوتين إلى لقاء بوروشينكو
اقترح الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس خلال كلمة له في وارسو، حيث شارك في احتفال بذكرى سقوط النظام الشيوعي، مبادرة بقيمة مليار دولار لتمويل نشر مزيد من القوات البرية والجوية والبحرية الأميركية في دول الحلفاء الجدد في أوروبا الشرقية، وسط مواجهة بين الشرق والغرب بسبب الأزمة الأوكرانية. وقال البيت الأبيض، إن «مبادرة طمأنة أوروبا التي يجب أن تحظى بموافقة الكونغرس، تنص على نشر قوات أميركية جديدة جوية وبرية وبحرية في أوروبا الشرقية. كما يفترض أن تساهم في بناء قدرات الدول غير الأعضاء في الحلف الأطلسي، بما فيها أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا، بحيث تعمل مع الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين لبناء دفاعاتها».
كما دعا أوباما بعد لقاء نظيره البولندي برونيسلاف كوموروفسكي أمس حلفاءه الأوروبيين إلى زيادة إنفاقهم على الدفاع، وسط زيادة عدم الاستقرار في أوروبا. وقال «شهدنا انخفاضاً مستمراً، ويجب أن يتغير ذلك»، معرباً عن أسفه لخفض الإنفاق العسكري في أوروبا بسبب التقشف الاقتصادي. وأضاف أن «الدول الأوروبية مع بعض الاستثناءات بينها بولندا، لم تقم بحصتها من العمل في حلف شمال الأطلسي كما كشف اختبار القوة في أوكرانيا». وتابع الرئيس الأميركي «إنهم يريدون أن يكونوا أعضاء كاملي العضوية، عندما يتعلق الأمر بالدفاع عنهم، وهذا يعني أن عليهم أن يكونوا كذلك عندما يحتاج الأمر إلى مساهمتهم. هذان أمران لا يمكن الفصل بينهما»، مؤكداً أن الحلف الأطلسي هو حجر أساس في السياسة الدفاعية للولايات المتحدة. وكان أوباما يتحدث في مؤتمر صحافي مع الرئيس البولندي، الذي أعلن أن حكومة بلاده ستزيد النفقات الدفاعية لتبلغ 2 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي مقابل 1.95 في المئة، وذلك بسبب الوضع الأمني الجديد بعد ضم روسيا إلى شبه جزيرة القرم. ودافع أوباما أيضاً عن صفقة تبادل الجندي الأميركي بخمسة من عناصر «طالبان» عقب انتقادات شديدة من خصومه الجمهوريين. وقال أوباما: «اغتنمت الفرصة لإجراء صفقة سريعة وسط مخاوف على صحة السرجنت الأميركي بوبرغدال، الذي كان محتجزاً لدى طالبان مدة خمس سنوات»، مؤكداً أن العمل على تحرير أي عسكري محتجز «واجب مقدس». ووجه الأميركيون الجمهوريون انتقادات حادة إلى الإدارة الديمقراطية، لأنها لم تبلغ الكونغرس بالاتفاق قبل ثلاثين يوما من العملية. وحول أوكرانيا، دعا أوباما روسيا إلى الضغط على الانفصاليين لوقف هجماتهم على القوات الحكومية في شرق أوكرانيا، ومنع تدفق المقاتلين والأسلحة على تلك المنطقة. وأضاف أن «أي استفزازات روسية إضافية ستواجه بدفع روسيا ثمناً أكبر بما في ذلك، وعند الضرورة، فرض عقوبات إضافية عليها». ودعا أوباما، الذي سيلتقي الرئيس الأوكراني المنتخب بترو بوروشينكو في وارسو روسيا إلى استخدام نفوذها لمنع تدفق المسلحين والأسلحة إلى شرق أوكرانيا. وقال إن «حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجب كذلك أن تقنع الانفصاليين الموالين للكونغرس بوقف هجماتهم على قوات الأمن الأوكرانية». من جهة أخرى، دعا أوباما نظيره الروسي إلى الاجتماع بالرئيس الأوكراني المنتخب، داعياً الرئيس الروسي إلى الاعتراف بنتائج الانتخابات الأوكرانية على أنها شرعية. ( وراسو- أ ف ب، رويترز، د ب أ)