صعّد مقاتلو المعارضة السورية هجماتهم على العاصمة دمشق، مستهدفين بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا نقاط ارتكاز نظام الرئيس بشار الأسد، وقد أصابت مساء أمس الأول القصر الجمهوري ومرآب ضباط الحرس وأسفرت عن مقتل 16، معظمهم مدنيون.

Ad

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن "عدد الشهداء الذين قضوا جراء إطلاق اتحاد إسلامي أمس (الثلاثاء) لعشرات القذائف على أحياء بينها المزة وأبو رمانة ومناطق في العاصمة دمشق ارتفع إلى 16 على الأقل بينهم ما لا يقل عن طفلين ومواطنة"، مضيفاً أن "عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب إصابة نحو 79 بينهم أطفال بجروح بعضهم حالته خطرة".

وفي قصف مماثل قتل الأحد 12 شخصاً في سقوط قذائف هاون على دمشق، رداً على قصف جوي نظامي في اليوم نفسه أسفر عن مقتل 64 شخصاً على الأقل في مدينتي دوما وكفربطنا في الغوطة الشرقية لدمشق، أحد ابرز معاقل المسلحين في محيط العاصمة.

صواريخ كاتيوشا

وأكد مجلس قيادة الثورة في دمشق وريفها إنه تم استهداف القصر الرئاسي في منطقة المالكي بعدة صواريخ كاتيوشا، أصاب أحدها المكتب الرئاسي وآخر أصاب مرآب الضباط.

واليوم هو الثالث من الأيام الخمسة التي قال الاتحاد الإسلامي "جنادل الشام" في بيان له إنه سوف يستهدف المقرات الأمنية في العاصمة بـ100 صاروخ، على مدى خمسة أيام.

وكشف قيادي في الاتحاد أنه سوف يتم استخدام صواريخ من نوع "كاتيوشا"، ولها قوة تدميرية متوسطة، وهي مصنعة لدى معامل الدفاع في الاتحاد، وتحتوي على منصة إطلاق فيها ستة حفر ضمن قاعدتها للمحافظة على اتزانها مما يعطي قوة دافعية أكبر للصاروخ، كما أن الصاروخ الواحد هو من عيار 107 مم، والرأس الحربي المستخدم لهذه الصواريخ هو من عيار 215 مم، وطول الصاروخ المستخدم قرابة 750 مم، ويصل مداه إلى مسافة 6,5 كم، أي لعمق العاصمة دمشق.

أصدر الأسد، أمس، مرسوماً حد فيه من الإعفاءات المتعلقة بالخدمة العسكرية، ووفق وكالة الأنباء الرسمية، فإن الخطوة التي تأتي في خضم النزاع، تتعلق بالمقيمين خارج البلاد، الذين كان في إمكانهم قبل التعديلات الواردة في المرسوم الجديد، إعفاء أولادهم من الخدمة الإلزامية في مقابل دفع بدل مادي يوازي 15 ألف دولار.

ووفق التعديلات الجديدة، بات لزاماً على العائلات المؤلفة من ولدين وحتى أربعة، تقديم واحد منهم على الأقل للخدمة العسكرية. ويرتفع العدد الى اثنين في حال كانت العائلة مؤلفة من خمسة حتى ثمانية أولاد، وثلاثة أفراد للعائلة المؤلفة من تسعة أولاد أو اكثر.

إلى ذلك، أكدت منظمة هيومن رايتس أمس احتجاز مجموعات سورية مسلحة 54 امرأة وطفلاً رهائن منذ عام "بهدف مبادلتهم مع اشخاص معتقلين في سجون النظام"، داعية إلى إطلاق سراحهم، ومشيرة إلى أن احتجاز مدنيين يمكن ان يعتبر جريمة حرب.

وقالت المنظمة، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن المحتجزين، وبينهم 34 طفلاً، كانوا ضمن أكثر من مئة شخص خطفهم مقاتلون معارضون منذ عام، خلال هجوم شنوه بدءاً من الرابع من أغسطس 2013، في ريف محافظة اللاذقية الساحلية (غرب)، أحد ابرز معاقل النظام السوري.

وفي مايو الماضي، أفرج عن اربعين من هؤلاء المخطوفين بموجب اتفاق غير مسبوق بين طرفي النزاع أشرفت عليه الامم المتحدة، سمح بخروج نحو الفي شخص غالبيتهم من المقاتلين، من الاحياء القديمة لمدينة حمص (وسط) إثر حصار من القوات النظامية دام نحو عامين.

وقالت مديرة قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة، ليا ويتسون، ان "العائلات تنتظر منذ عام لم شملها بينما تجري الحكومة والمجموعات المسلحة مفاوضات حول مصيرها".

وأضافت أن "حياة المدنيين يجب الا تكون موضوع مساومة بين اطراف النزاع"، داعية الى "الافراج فورا" عن الرهائن بدون تحديد الجهة التي تحتجزهم.

وفي وقت سابق، أفاد المرصد السوري بأن مقاتلين في تنظيم الدولة الإسلامية قطعوا رؤوس ثلاثة أشخاص ينتمون الى عشيرة الشعيطات السنية التي تقاتلهم منذ نحو أسبوع في محافظة دير الزور، موضحاً أن الضحايا الثلاثة اعتقلوا يوم الاثنين وتم عرض رؤوسهم أمس الأول في قرية الجرذي.

وشنت المقاتلات السورية غارات عدة أمس الأول على مواقع "الدولة" في الجرذي ومدينة البصيرة المجاورة ما أسفر عن مقتل خمسة جهاديين، وفق المرصد.

على صعيد آخر، أعلن السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت مساء أمس الأول عزم فريق من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التوجه في سبتمبر الى دمشق لإجراء مشاورات مع الحكومة حول تدمير ترسانتها الكيماوية.

وأوضح غرانت، الذي تترأس بلاده مجلس الامن هذا الشهر، أن الوفد سيبحث خصوصاً بعض الأخطاء أو الشوائب المحتملة في قائمة الأسلحة والمنشآت الكيماوية التي تسلمها من الحكومة السورية تمهيدا لتدميرها. وأضاف: "هناك العديد من المسائل التقنية التي ينبغي أخذها في الاعتبار في هذه القائمة".

وفي حماة، شن مقاتلو المعارضة هجمات على مقرات القوات الحكومية في قرية جورين بسهل الغاب، بالتزامن مع استمرار طائرات الجيش باستهداف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.

(دمشق، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ)