الغرب، قاتله الله، له "سوابق" في سرقة بنات أفكارنا ونسبتها إلى أبنائه! سرقوا قانون الجاذبية من الكندي وابن سينا ونسبوه إلى نيوتن! و"لطشوا" اكتشاف ابن النفيس للدورة الدموية ونسبوه إلى هارفي، كما سطوا أيضاً على بنات أفكار عباس بن فرناس كالدبابة و"الباراشوت" والقنابل المسيلة للدموع ونسبوها "إلى عيالهم"! واستمرت "حنشلتهم" على مر العصور والدهور فطالت فكرة الطوربيد لمخترعه حسن الرماح، وفكرة الكاميرا لابن الهيثم و"الساعات الدقاقة" لبني موسى و"الآيفون" لستيف جوبز الحمصي وغيرها كثير!

Ad

كل هذا يهون أمام سرقة أوروبا الجديدة "لبنت بنوت" فكرنا المصونة سليلة الحسب والنسب "الوحدة" وإهدائها كعروس لشعوبها!

في عام 1945 أنشئت الجامعة العربية وبعدها بسنة عقدت "قمة أنشاص" في مصر كأول قمة عربية، وقتها كان مشروع الوحدة واضحاً بكل تفاصيله في ميثاق الجامعة و"بروتوكول الإسكندرية" - الوحدة، والعملة الموحدة، والسوق المشتركة، وإلغاء الحدود، والإعفاء الجمركي- كانت هذه والله أفكارنا يوم أن كان الأوروبيون "بيقطعوا بعض" في حروبهم العالمية، لكنهم انتبهوا من غفلتهم بعد إحساسهم بالخطر بعد توالي القمم العربية وقراءتهم لسطور بياناتها المنددة والشاجبة والمجلجلة فبدأوا في تنفيذ مخططهم الخبيث وسرقة أفكار القمم الوحدوية من الألف الى الياء، وبكل سرية!

في عام 1957 قاموا بإقرار معاهدة روما التي أسست السوق الأوروبية المشتركة - طبعاً الاسم تمويه لكي لا ينكشف ملعوبهم "الوحدوي"! - كما أقروا البرلمان الأوروبي في عام 1974، و"بلشوا" به في عام 1979 - وقتها كنا مشغولين في إعراب جملة "فلسطين عربية"، وهل هي جملة اسمية أم شديدة السّمية؟ وهل فلسطين "مبتدأ" أم "خبر" عاجل في الـ"بي بي سي"؟!

وفي عام 1985 أطلقوا النقد الأوروبي الموحد، وصادقوا على اتفاقية "الشينغن"- كلمة "شينغن" أصلها عربي والشُّغْنَة الغُصْنُ الرَّطْبُ، وجمعها شُغَنٌ، ويقال إن أصلها البغوش: وهو المعطاط المكتنف!

وبعد عام تمَّ البدء بإصدار جوازات السفر الأوروبية، وإحنا "يا غافلين لكم الله"! إلى أن جاء عام 1992 لتسفر أوروبا عن وجهها القبيح، وتعلن سرقتها لفكرتنا الوحدوية كاملة في "ماسترخيت" الهولندية - وعلى عينك يا تاجر- ليقوم بعدها أساس الاتحاد الأوروبي، ويطلق حمام اليورو كعملة موحدة في سماء العملات العالمية... "شوف البجاحة"!

لولا أني أدرك حاجتنا الماسة إلى أوروبا لتسهيل شروط السلام مع إسرائيل ومساعدة الشعب السوري وحمايتنا من إيران ومن إنفلونزا الطيور، إضافة طبعاً إلى إمدادنا بملابسنا الداخلية ونظاراتنا الشمسية وحليب أطفالنا والتحديث الجديد للموبايل وخلافه، لولا ذاك لقلت لها: "شت آب يا ماوس أوروبا"!

ولكن كما قيل "إن كان لك عند الغرب حاجة قول له يا سيدي"... ولذلك كل ما أرجوه منك يا سيدتي أوروبا هو أن تسرقينا في المرة القادمة بضمير، "فلتسطي" على "مكحلتنا" فنحن قوم "كل ما كحلنا عين وحدتنا في قمة ما عميناها"!