شهدت فعاليات بينالي الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط حضور رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية (رئيس دورة البينالي) د. صلاح المليجي، والمفوض العام د. مصطفى عبدالوهاب، ورئيس الندوة الدولية د. محمد رفيق خليل، وأعضاء لجنة التحكيم الدولية.  

Ad

انطلق البينالي تحت شعار {إرادة التغيير} بأعمال فنانين في مختلف مجالات الفنون التشكيلية، من تونس، ليبيا، سورية، الجزائر، المغرب، مصر، صربيا، الجبل الأسود، سلوفينيا، مالطا، البوسنة، اليونان، تركيا، وأسبانيا.

لفت د. صلاح المليجي أن بينالي الإسكندرية ثاني أقدم بيناليات العالم بعد فينسيا، واحتل مكانة ثقافية وفنية عالمية، وأجواؤه مشجعة لإقامة حوار ثقافي وفني بين مصر وبين دول الجوار المطلة على حوض المتوسط.

من جهته، قال القوميسير مصطفى عبدالوهاب: {في ظل الثورات تتقهقر الفنون، وتسخر كل شيء للتحدث باسمها، إلا أن الثورة المصرية قدمت نموذجاً مغايراً بمبادئها الإنسانية، وأتاحت للفنان المصري أن يعبر بطريقته الخاصة، ويقدم مستوى رفيعاً من الإبداع.

أشار عبد الوهاب إلى أن بينالي هذا العام يضم مجموعة من الأعمال المتفردة، وبعضها ذو مستوى عالمي، وأهمية التفاعل بين الفنانين العرب وسائر العالم، والتعرف إلى أحدث التيارات الفنية في  النحت والتصوير والرسم.   

سيرة فنية

يتضمن البينالي عرضاً خاصاً لأعمال الفنان المصري الراحل حامد عويس (1919 ـ 2011) ضيف شرف هذه الدورة، ومن أبرز رواد مجال التصوير الزيتي، وعبرت لوحاته عن خصوصية البيئة المصرية والعربية.  

تعد لوحات عويس شاهدة على مراحل تاريخية معاصرة، وسيرة فنية لأحداث قاربت مائة عام، ورصد التحولات الاجتماعية المصرية، واحتفاء بالإنسان البسيط في الريف والمدينة، وثنائية البحر والنهر، والتراث الفرعوني والعربي.    

ومن أشهر أعماله { السد العالي} و{الحصاد} و{صيادين من الإسكندرية}، وتميزت بصفائها اللوني، والتناغم بين مضمونها الفكري والجمالي، وانحيازها للحضور الإنساني وقيم العدل والحرية.  

يذكر أن عويس ترأس الدورة السابعة والعشرين لبينالي الإسكندرية عام 2007، ونال عبر دورات سابقة جوائز عديدة، منها جائزة { البينالي} عامي 1958، 1962، وله مقتنيات لدى أفراد وهيئات ومتاحف بمصر والعالم.

من جهة أخرى افتتح معرض مواز للبينالي بعنوان  { لمسات سكندرية { بأتيليه الإسكندرية، بمشاركة 44 فناناً من مختلف الأجيال، وضم العديد من اللوحات والأعمال النحتية.

أوسكار البينالي

شهد البينالي تنافس الأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية، وحضور للتجريب والمغامرة التشكيلية، والتعبير عن خصائص مشتركة لدول البحر الأبيض المتوسط، وتأثير البيئة الساحلية على رؤى وأفكار الفنانين من أجيال مختلفة.  

ضمت لجنة التحكيم الدولية الفنان الأميركي أولو أجيب {رئيساً}، وعضوية توماس إلر {ألمانيا}، وسيلين يندت {النرويغ} وفيصل سمره {البحرين»، وندييه ماني توريه {السنغال}، ومحمد شاكر {مصر}.

 تضمن البينالي حفل توزيع جوائز الدورة الحالية، وفوز الفنان السلوفيني ساسو سيدلاسيك، والفنانة الليبية أروى أبوعون، والفنان المصري كمال الفقي بجائزة البينالي، وذهبت الجائزة الكبرى {أوسكار البينالي} للفنانة المصرية هدى لطفي.

ندوة دولية

شهد البينالي ندوة دولية بمتحف الفنون الجميلة، وحاضر بها نخبة من الفنانين والنقاد من فرنسا ولبنان ومصر، وتناولت أهم القضايا المطروحة على الساحة التشكيلية والثقافية، ودور المبدع في الارتقاء بذائقة المتلقي، وتفاعله مع معطيات مجتمعه.

شارك في الندوة من مصر د. عماد أبوغازي، د. محمد المخزنجي، ود. هاني المرعشلي، ود.فتحي أبو عيانة، ود. محمد شاكر،

ود. مصطفى عبدالمعطي، والموسيقار راجح داود، والفرنسيان بيير بولارد وكلوديين دوسيليه، ومن لبنان عبده نوار و نبيل بطرس.

تناولت الندوة محور { إرادة التغيير}، ومفاهيم الثورات والتغيرات الاجتماعية والثقافية المترتبة عليها، وعلاقتها بمفاهيم الهدم والبناء، والتراث والحداثة ومستقبل الفنون الكلاسيكية والحداثية، والوسائط المتعددة.  

أوصى المشاركون بالاستمرار في تنظيم بينالي الإسكندرية، وتوثيق الصلة بين فناني دول المتوسط، وطرح القضايا الثقافية والفنية المشتركة، والتفاعل مع المنجز الإبداعي في أرجاء العالم.

يذكر أن بينالي الإسكندرية عاد بعد توقف دام خمس سنوات، وكانت آخر دوراته في 2009، وتهدف فعالياته إلى الارتقاء الدائم بالفن التشكيلي، واستقطاب التجارب العالمية المتميزة.