برادلي لـ الجريدة• قبل مغادرته: أتحمل بمفردي مسؤولية خروج الفراعنة من كأس العالم

نشر في 08-12-2013 | 00:03
آخر تحديث 08-12-2013 | 00:03
• الخسارة من غانا بالستة نتيجة غير طبيعية... ووراءها أخطاء فردية ساذجة

• شيكابالا لم يحدث الفارق الذي أتوقعه ووليد سليمان أفضل اللاعبين

أعرب المدرب الأميركي بوب برادلي المدير الفني السابق لمنتخب الفراعنة عن تحمله مسؤولية خروج منتخب مصر من تصفيات كأس العالم، مرجعاً أسباب الهزيمة الثقيلة من منتخب غانا 6/1 إلى أخطاء ساذجة وقع فيها كمدرب أثناء المباراة، إضافة الى عدم تمكن اللاعبين المصريين من مجاراة محترفي غانا.

وعزا برادلي اعتماده على لاعبي الأهلي، لخبرتهم الكبيرة في بطولة دوري الأبطال الإفريقية، ونجاحهم في الوصول إلى المباراة النهائية، اضافة الى اعتماده على المحترف محمد صلاح الذي يشارك مع ناديه في الدوري السويسري وتصفيات أوروبا، لافتا الى أن عنصر التوفيق غاب عن اللاعب شيكابالا، إذ لم يحدث الفارق.

«الجريدة» حرصت على محاورته قبل رحيله عن تدريب منتخب مصر، والعودة إلى بلاده وفي ما يلي نص الحوار:

• كيف ترى تجربتك مع منتخب مصر الوطني منذ عام 2011 حتى الآن؟

على مدار عامين كنت أعمل في موقف لم يكن سهلاً بالمرة، ولكن دائما كنت أحاول التركيز، وتخطي كل الظروف، وفهمت أن الوصول إلى المونديال على مرحلتين، ولن نصل إلى المرحلة النهائية، إلا بتخطي المرحلة الأولى، ولعبنا كل المباريات، وحققنا فيها الفوز في ست مباريات دفعة واحدة، سواء على أرضنا أو خارج أرضنا مع منتخبات غينيا وزيمبابوي وموزمبيق، إلى أن وصلنا إلى آخر مرحلة، وعلمنا أننا سوف نتقابل مع منتخب غانا، وأرى أن الظروف الصعبة التي مرت بها مصر، من توقف النشاط الرياضي لفترة طويلة وصلت ما يقرب من عام كامل كان لها تأثير سلبي على الفريق.

• هل كنت تتوقع خروج منتخب مصر من تصفيات كأس العالم بتلك النتيجة الثقيلة أمام منتخب غانا؟

لقد درسنا منتخب غانا بشكل جيد، وبالنسبة لي كان لدينا معلومات عنه، وأنا شخصياً لي تجربة مع غانا عندما كنت أتولى تدريب منتخب أميركا، ووضعنا خطة وحفظناها للاعبين في معسكر استاد الدفاع الجوي قبل المباراة الأولى، وشرحنا للاعبين كل نقاط القوى والضعف، وخططنا للرحلة أيضاً، وسافر زكي عبدالفتاح مدرب حراس المرمى إلى الفندق في غانا، وقام بتنفيذ كل أمور التجهيز من الإقامة والانتقالات وخلافه، والغريب أنني لاحظت أن اللاعبين لم يبدوا على وجههم التوتر، أو أنهم مشدودون، وكانوا على وجه من الراحة والاسترخاء، وتأكدت أن اللاعبين كانوا على الوضع الصحيح، وكنا مستعدين بشكل جيد للمباراة، ولا أعرف ماذا حدث لكي نصل إلى نتيجة الخسارة بنتيجة 6/ 1، التي أراها نتيجة غير طبيعية.

• لكنك لم تستعد لمواجهة غانا بالمباريات الودية بشكل كاف؟

_ لم يكن لدينا فرصة خوض بعض المباريات الودية نظراً لمشاركة النادي الأهلي في البطولة الإفريقية، وتم تأجيل المباراة بشكل مفاجئ في مباراة الأهلي في الكاميرون، 24 ساعة بسبب هطول الأمطار، وهو ما أربك حسابات المباريات الودية.

• هل كانت مباراة أوغندا الودية مناسبة قبل السفر إلى كوماسي؟

_ لعبنا مع أوغندا مرتين المرة الأولى في شهر أغسطس، وفي تلك الفترة كان من الصعب أن تستقبل أيا من الفرق الكبيرة، بسبب الظروف الأمنية التي تمر بها مصر، كما أننا لعبنا في نفس اليوم الذي تم فيه اتخاذ قرار فض اعتصام رابعة، وهو ما أثر علينا بشكل كبير.

• لماذا لم تطلب اللعب مع منتخبات قوية خارج مصر؟

_ لعبنا مع منتخبات الكوت ديفوار، وغانا في مدينة أبو ظبي من قبل، ولعبنا بدون المحترفين بسبب اختلاف المواعيد بالنسبة للاعبين المحترفين مع أنديتهم في أوروبا، وكان من الصعب مواجهة المنتخبات الكبيرة والخسارة من منتخبات قوية للحفاظ على الحالة النفسية للاعبين، كما أننا حين توقف الدوري لعبنا مع قطر، وتعرض الفريق إلى الخسارة، ووجدنا هجوما صعبا ضد الجهاز الفني، رغم أن العلاقات بين مصر وقطر في وقتها، كانت على ما يرام.

اختيار اللاعبين

• ما الاعتبارات التي وضعت عليها اختيار اللاعبين لمواجهة غانا؟

_ فكرنا كثيراً في الاعتماد على لاعبي الأهلي، لأن لديهم خبرة كبيرة في بطولة دوري الأبطال الإفريقية، بعدما قدموا مستويات متميزة جداً، كما أنهم يلعبون بشكل منتظم، ونجحوا في الوصول إلى المباراة النهائية، ومحمد صلاح يشارك مع ناديه في الدوري السويسري وتصفيات أوروبا، وهناك بعض اللاعبين قدموا أداء جماعيا في مباريات التصفيات الست الأولى، وهو ما كان ينبئ بتقديم مستوى مميز ولكننا استشعرنا أن مجموعة الأهلي الأكثر مناسبة.

• هل كنت تعتقد أن الطريقة التي واجهت بها منتخب غانا هي المناسبة على أرضه ووسط جمهوره؟

_ التكتيك الذي اتبعناه أمام غانا كان الهدف منه تحقيق نتيجة إيجابية، ولعبنا بطريقتين الأولى بوجود أربعة لاعبين في خط الدفاع، وثلاثة في الوسط، وثلاثة في الهجوم، من أجل السيطرة على المباراة، وبالفعل سيطرنا على المباراة من الدقائق الأولى، إلا أن منتخب غانا كانت فرصه الأفضل والأخطر، وأحرزوا أول الأهداف، إلى أن قررت إعادة حسام غالي إلى الدفاع، للتأمين، وهو الشيء الذي لم أخطط له من البداية.

• لماذا لم تحاول اللعب بتأمين دفاعي على أمل التعويض في مباراة القاهرة الثانية؟

_ هذا تفكير خاطئ لأننا نجحنا في تسجيل هدف عندما كنا متأخرين بهدفين، ولكن التوفيق لم يحالفنا، وحاولنا تحسين النتيجة، ولم نستطع مجاراتهم، والمبارة اتخطفت منا بسبب أخطاء فردية، وردوا بهدف.

• لماذا لم تطلب من اللاعبين الحفاظ على نتيجة 2/ 1 للوصول إلى نتيجة إيجابية؟

_ هذا تفسير خاطئ عندما كانت النتيجة 2/ 1 حاولنا السيطرة على المباراة، وكان لديهم ضربة حرة أحرزوا منها الهدف الثالث، وبعدها هجوم غانا في تلك اللحظات كان أفضل منا بكثير.

• هل أنت من المدربين الذين يؤمنون بتغيير طريقة الأداء في منتصف المباراة؟

اعتمدت على عنصر الخبرة في اختيار التشكيل، وفي الشوط الأول كان لدينا تغيير في التكتيك، وتحدثت مع اللاعبين بين الشوطين لتغيير النتيجة، كما قمت بإجراء بعض التغييرات، ولكنها لم تحدث الفارق، ولم يكن لدي عنصر التوفيق حين نزل شيكابالا، حيث لم يحدث الفارق، كما لعب وليد سليمان بشكل جيد في هذا اليوم وبذل جهدا كبيراً عندما تواجد في الجبهة اليسرى.

شريف إكرامي

• ما سبب خروج شريف إكرامي بعد الهدف الرابع أمام غانا من وجهة نظرك؟

_ شريف كان مصاباً وقدم أداء جيدا، وشعر أنه لن يستطيع تكملة المباراة، وكان عليه ضغوط نفسية كبيرة، وكان لدينا إصابة أخرى في نفس المباراة تتمثل في حسام عاشور، ولا يمكن اللوم عليهما بشكل كبير، ولا أعتقد أن شريف قرر الهروب من المباراة لأن أربعة أهداف مثل ستة أهداف.

• في حالة عدم وجود إصابتين في مباراة غانا ما هي تغييراتك؟

_ كان عمرو زكي سينزل في الشوط الثاني، بالإضافة إلى لاعب في الوسط، وعمرو زكي ظهر بشكل مميز في التدريب، ولكن كنا نخشى عدم قدرته على التعامل مع المباراة بسبب عدم مشاركته في مباريات المنتخب لفترة طويلة.

• ما تعليقك على ما يقال عن أن النادي الأهلي هو الذي كان يلاعب غانا؟

_ قمت باختيار اللاعبين بناء على جاهزيتهم، ولاعبو الأهلي هم الوحيدون الذين كانوا يشاركون بشكل منتظم، ويتحملون الضغوط، ويجب أن لا ننسى أن الدوري كان متوقفا، وأن الأهلي الفريق الوحيد الذي يواجه اختبارات صعبة في دوري الأبطال، وحالتهم الذهنية الأفضل بين جميع اللاعبين المتواجدين في المعسكر.

• لماذا لم تلعب برأس حربة متقدم؟

_  تأكدنا على مدار عامين أن المهاجم الأفضل هو محمد صلاح، والبعض يقول إن محمد صلاح ليس مهاجما، ولكن أنا أقول إن صلاح في آخر عامين سجل 17 أو 18 هدفا، وهو لاعب جيد من الممكن أن يتم الاعتماد عليه في الوسط والهجوم.

• من كان مسؤولاً عن نتيجة الشوط الأول من اللاعبين ؟

نحن قمنا ببناء فريق بالكامل لمدة عامين، وعندما تصدرنا مجموعتنا في التصفيات الأولى، كنا كفريق، وعندما خسرنا من غانا خسرنا كفريق أيضاً، فكلنا مسؤولون، ولكن مباراة غانا الأولى كان بها توتر وضغوط، من بينها التوتر الخاص بظروف مصر وأحترم اللاعبين لأنهم يحبون بلادهم، وحاولوا بشتى الطرق الوصول للمونديال، وكانوا يشعرون دائماً بالتحفيز وقالوا إن لدينا 90 دقيقة في القاهرة نأمل الوصول بها إلى نتيجة جيدة.

• كيف واجهت اللاعبين بمستواهم ؟

نعم واجهتهم بسوء المستوى، وكنت عنيفا في التعامل، وعندما انتهت المباراة كنت أرى مشاعر الحزن في وجوههم وعندما عدنا إلى الفندق شاهدت حزنهم، وقلت لزكي عبد الفتاح أريد الاجتماع مع اللاعبين، وبعد العشاء أول شيء أخبرتهم به هو أنني وثقت فيهم واحترمتهم خلال عامين، ولكن لم يكن في مخيلتي أن كل شيء يضيع في 90 دقيقة، وقلت لهم اليوم خذلتم بلدكم، وأنفسكم، لأنه كان لديكم القدرة على تقديم أفضل، وهناك حقيقة واحدة، وجود 90 دقيقة أخرى في القاهرة وعليكم التعويض.

• ماذا عن مواجهة غانا في القاهرة؟

تمنيت الظهور بشكل جيد، وأن نصل لكأس العالم، رغم صعوبة المباراة، وكان الأمل موجوداً، لكن نتيجة المباراة الأولى كانت مسيطرة على بعض اللاعبين، بجانب خبرات لاعبي غانا، خصوصاً أنهم لعبوا بدون أي ضغوط، والحمد لله أننا نجحنا في إحراز الهدفين، وخرجنا من تصفيات كأس العالم مرفوعي الرأس.

الحضري

• ما سبب رفضك العفو عن عصام الحضري؟

 في شهر مارس، وأبريل، ومايو عندما كنا نستعد لمباراتين في تصفيات كأس العالم، وعندما ذهبنا إلى إفريقيا الوسطى كان عصام الحضري الحارس الأول، ورقم واحد واستعنا به في أربع مباريات متتالية، وعندما عدنا جلست مع الحضري وقلت له إنك كنت رقم واحد لفترة طويلة، ولكن خلال الفترة المقبلة عليك أن تحترم المنافسة مع زملائك، وفي المباريات الودية ستجد شريف إكرامي لأن حالته تتحسن، ولابد من وجود منافسة بينكما، وقررنا أن يكون شريف رقم واحد بعدما ظهر مع الأهلي بانتظام ، كما أن أحمد الشناوي لم يكن يلعب مع الزمالك وعندما شارك في الوديات ظهر بشكل جيد.

• هل كانت الاختيارات هي مسؤوليتك أم كان هناك ضغوط من جانب مساعديك؟

_ سوف أكون واضحاً في هذا النقطة، فالقرارات التي اتخذتها منذ حضوري إلى مصر، لم يكن بها أي ضغوط على الإطلاق، والعمل مع ضياء السيد وزكي عبد الفتاح كان ممتعاً، حيث عملنا معاً في أوقات عصيبة، وقدموا لي النصائح، ولابد أن أؤكد أننا نصنع القرار بشكل جماعي، وأنا أتحمل المسؤولية بمفردي.

• تردد أنك كنت تمنع ضياء السيد من الإدلاء برأيه؟

هذه مجرد شائعات وضياء لعب دوراً مهماً معي في كل قرار اتخذته، وأشاركه في القرار وبصراحة ضياء يستحق التقدير.

• ما سبب اتهامك بأنك تحب وتكره؟

على مدار العامين معظم اللاعبين الذين عرفتهم أحبهم جداً، وتعرفت على أسرهم وطموحاتهم، وجعلوني أشعر بالفخر أني دربتهم، وأطلق عليهم الآن إخوتي.

• ما سبب خلافك مع أحمد المحمدي وعدم الاستعانة به في مباراة العودة؟

_ لا أمتلك خلافاً من أحمد المحمدي، وهو لاعب على مستوى جيد، وقلنا له إن اللعب في مصر، غير اللعب في إنكلترا، وفي النهاية قررنا الاعتماد على أحمد فتحي بدلاً منه لأن طريقة لعبة تناسب منتخب مصر، وعندما تعرض حسام عاشور للإصابة قررنا الاعتماد على المحمدي ليمنحنا السرعة والقوة ولكن النتيجة لم تساعد أي من اللاعبين على الظهور بشكل جيد.

• لكنه حملك مسؤولية الخسارة بستة أهداف؟

أشك أن يكون أحمد المحمدي قد قال هذا الكلام.

• لماذا قررت استبعاد محمد زيدان من حساباتك طوال العامين؟

محمد زيدان أول اللاعبين الذين عرفتهم في مصر، وقد كان يعاني من الإصابة، ولم يلعب بشكل مستمر مع فريقه، ولم يتمكن من الأداء بشكل جيد، لذلك كان خارج الحسابات.

• وبالنسبه لأحمد حسن؟

أحترم أحمد حسن جداً، وجلست معه عدة مرات عند تولي مهمة تدريب منتخب مصر، وتحدثت معه في التحدي، بسبب كبر سنه، ولكنه لم يكن يشارك مع الزمالك بشكل أساسي في المباريات الرسمية، وكنت أراه غير مستقر من الناحية الفنية.

• هل كنت ترغب في تجديد تعاقدك مع اتحاد الكرة المصري؟

عقدي ينتهي مع منتخب مصر بختام مشوار التصفيات للوصول إلى كأس العالم، ومتقبل عدم تجديد التعاقد، وأرجو من جماهير مصر أن تتقبل أسفي على ضياع حلم الوصول إلى المونديال العالمي الكبير.

• في النهاية من هو مثلك الأعلى في التدريب؟

السير اليكس فيرغسون المدير الفني الأسبق لنادي مانشيستر يونايتد الإنكليزي، لأنه نموذج حي للرجل المثالي في مجال التدريب وأنا أحتذي به دائماً.

back to top