اختتمت الشهادات الفنية لمهرجان الكويت للمونودراما أمس الأول، في قاعة الفنان الراحل غانم الصالح بالمعهد العالي للفنون المسرحية، من خلال محور «المونودراما... إشكالية المصطلح» للدكتور أيمـــن الخشـــاب، وأدار الجلســة د. خميس العجمي.

Ad

وعن مصطلح «مونودراما» استهل د. الخشاب حديثه، مشيرا إلى أنه خلق عدة تساؤلات كثيرة ولايزال، وهو محل جدل طويل، مستعرضا تجربة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي الذي استمر 18 عاما حتى تم إلغاؤه جراء عدم الاتفاق على مصطلح محدد للمونودراما، لأن كل لجنة تحكيم تختلف مع الأخرى في العرض المسرحي في إثبات إن كان العمل مونودراميا من عدمه.

تعريف

وتناول د. الخشاب تعريفا للدكتور الراحل إبراهيم حمادة عن المونودراما (هي المسرحية المتكاملة بذاتها التي تعتمد على الممثل الواحد)، بينما هناك رأي ثان يفيد بأنها دراما الممثل الواحد، وآخر اعتبرها مسرحية الشخص الواحد، إلى جانب العرض الواحد.

وبين ان المونودراما في الاشتقاق اللفظي تعبر عن وحدانية الفعل وليس المؤدي، جراء وجود الفعل الآخر في الشخصية، مستعرضا نواحي الاشتباك الدرامي من ناحية الأصوات، لاسيما ان السلطة هي التي تجيز وتقرر ما هو مونودراميا أو العكس، لافتا أن عرض «الكرفان» في المهرجان كان عملا حكواتيا وليس مونودراميا.

بيكيت

وضرب المحاضر مثلا في مسرح المونودراما العالمي، من خلال تجربة صمويل بيكيت في عرض «لست أنا» الذي لم يكن مونودراميا، وعرض «رجل وامرأتان» الذي كان عرضا مونودراميا متميزا احتوى على توزيع العرض على ثلاث شخصيات كل واحدة منها مختلفة عن الأخرى.

وأشار إلى أن المونودراما معيارها الفعل الوحيد «المونو»، مطالبا بأن تترك التجربة لتعبر عن نفسها بعيدا عن المنح والمنع والتنظير التي تعد مقيدة للإبداع، فالمونودراما تمثل صراعا مع الذات وتعدد الأزمنة، لكن يجب أن يكون هناك التزام في وحدانية الممثل والفعل.

«الجنطه»

وقدمت فرقة «أوريون آرت» العرض قبل الأخير في المهرجان بعنوان «الجنطه» على مسرح حمد الرجيب بالمعهد، تأليف وإخراج نوال العامر وتمثيل إبراهيم بوطيبان، ويتناول العمل هموم مواطن ومشاريع متقوقعة للتنمية وبعض الإسقاطات المهمة، محاولا إيصال صوته إلى الجهات المعنية.

ثم أقيمت ندوة تطبيقية للعرض، أدارتها د. منى العميري، وقد دشن التعقيبات الزميل الصحافي حسين الصالح شاكراً فريق «الجنطه» على هذا العمل الذي قدم رسالة واضحة تعبر عن التقوقع وانتشار الفساد ومحاربة التقدم، مشيرا إلى أن فكرة العرض كانت مشابهة لمسرحية «سهرة مع الكلاب» للمخرج أحمد السلمان بتطرقه إلى المشاكل دون المباشرة في الطرح.

من جانبه، أشاد د. عماد العكاري بالحالة الذهنية للمبدع التي توصف بالجنون المسرحي من قبل بوطيبان والعامر، منوهاً بالإضاءة التي جاءت مبهرة جدا.