أجمع المشاركون في ندوة المكتبات الخاصة على ضرورة إنشاء حاضنة للمكتبات المنزلية تكون مجهزة بأحدث المستلزمات التي تسهل مهمة البحث في الإرث الوطني.
جاء ذلك ضمن أمسية أدبية نظتمها رابطة الأدباء الكويتيين، والتي تمحورت حول «المكتبات الخاصة لأدباء الكويت» وأدارها الشاعر عبدالناصر الأسلمي.بداية، تحدث نائب رئيس جمعية المكتبات عبدالعزيز السويط عن أنواع المكتبات الخاصة ومحتواها، مبيناً أن ثمة علاقة وثيقة بين أصحاب المكتبات الخاصة - في البيوت- ومقتنياتهم التي لا يمكنهم التفريط في هذا الكم الكبير من العناوين والوثائق القيمة، وأضاف:» يتنوع محتوى المكتبات في البيوت وفقاً لشغف جامعها الذي يلبي حاجة القراءة لديه ورغبة النهل من المعرفة».وعن المكتبات المنزلية المشهورة في الكويت، قال السويط: «مكتبة عبدالعزيز الصرعاوي التي تعنى بالكتب القانونية، ومكتبة الأديب عبدالرزاق البصير المهتمة بالشعر، ومكتبة عبدالله النوري ومكتبة محمد صالح التركيت ومكتبة أحمد البشر الرومي ومكتبة عبالعزيز حسين ومكتبة أحمد زكريا الانصاري وعبدالله خلف».ثم انتقل للحديث عن أنواع المكتبات المنزلية، مشيرا إلى أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي كالتالي: الأول المكتبة الخاصة العادية التي يقتني محتواها أي فرد ربما لارتباط هذه النوعية من الإصدارات بعمله، أما القسم الثاني مكتبة الجامع المجنون الذي لا يدخر مالاً مقابل الحصول على الكتاب، والضلع الثالث لهذا التقسيم مكتبة الجامع العاشق الذي يعشق اقتناء الكتب وعرضها في مكتبة الخاصة.قلة وعيوبدورها، تحدثت الباحثة المتخصصة في المكتبات الكويتية الخاصة أبرار ملك عن قلة الوعي لدى البعض بشأن أهمية هذه المكتبات المنزلية لما تحويه من كتب قيمة ووثائق ومخطوطات مهمة تمثل ذاكرة الكويت، مشددة على ضرورة اهتمام الجهات الحكومية ومؤسسات الدولة بهذا الإرث الكبير والعمل على فهرسته ليتمكن الباحثون والدارسون من الاطلاع على هذه الوثائق والمخطوطات، وأردفت:» بالرغم من التطور الرقمي الكبير الذي نعيشه راهناً، فان الكتاب الورقي مازال صامداً أمام هذا المد التكنولوجي محتفظاً بقدرته على جذب القارئ لما تحويه الإصدارات الورقية على معلومات نادرة وقيمة».إهمالواستعرضت ملك تجربتها الذاتية مع المكتبات المنزلية، مبينة أنها تربت في أجواء تدفع إلى القراءة واقتناء الكتاب لذلك اجتهدت منذ الصغر في تأسيس مكتبتها التي شهدت مراحل متنوعة وصولاً إلى محتواها الحالي، وأبدت حسرتها الشديدة لضياع بعض الكتب والوثائق والمخطوطات بسبب الإهمال وقلة الوعي لدى البعض إذ حدث أن محتوى إحدى المكتبات الخاصة تم رميها في الحاوية وفي أحسن الأحوال بيع هذا الإرث الأدبي في أسواق عالرصيف.وتابعت: «أشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والأمانة العامة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لحرصهما على حفظ بعض محتويات المكتبات الخاصة وإن كانت ثمة معايير متباينة لكل جهة منهما».ولفتت ملك إلى الحاجة إلى تشريع قانون ينظم طرق التعامل مع المكتبات الخاصة لأصحابها المتوفين، مشددة على ضرورة ايجاد مركز لأصحاب المكتبات الخاصة، وناشدت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في المساهمة في رعاية أصحاب المكتبات المنزلية.ثم فتح باب النقاش، وقد لفت محتوى الندوة الحضور، وطرحوا مجموعة استفسارات حول الشق القانوني والحقوق الأدبية لأصحاب المكتبات، ومن جانبه، أكد الأديب خليفة الوقيان ضرورة الاهتمام بهذه النوعية من المكتبات لما لها من أهمية بالغة في المخطوطات والوثائق والمذكرات التي تعنى بالشأن الكويتي وتقدم معلومات مهمة، مستذكراً رحلة معاناة البحث لأحد إصداراته، ويبين أنه قد حصل على معلومات ثرية جداً من هذه المكتبات وجدها في بعض الوثائق والمذكرات.وأضاف: «تحتاج هذه النوعية من المقتنيات إلى فهرسة حديثة تحدد محتوياتها وتسهل مهمة البحث».بدوره، قال الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين أن الرابطة بصدد إعلان لقاء أسبوعي يجمع أصحاب المكتبات الخاصة في الفترة المقبلة، أما الباحث صالح المسباح فقد أكد أن بيوت الكويتيين مزدهرة بالمكتبات الخاصة، وأبدت الدكتورة كافية رمضان استعدادها في متابعة موضوع إنشاء حاضنة للمكتبات الخاصة في أحد مرافق الدولة لأن محتوى هذه المكتبات يمثل جانباً من الذاكرة الوطنية.
توابل
«المكتبات الخاصة» تطالب بإنشاء مركز للإرث الوطني
20-12-2013