حرام يا وزير الإسكان... حرام يا حكومة!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
بالتأكيد، الدستور يحرص على العدالة والمساواة بين المواطنين، ولكنه لا يمنع معالجة الحالات الاستثنائية، كما حدث في قوانين المديونيات الصعبة وصندوق المعسرين وصندوق الأسرة، بالطبع لم يكن كل الكويتيين معسرين أو لديهم مديونيات صعبة، ولكنها حالات استثنائية وخاصة أوجبت المعالجة، وهي نفس حالات تلك الأسر التي سددت قروض بنك التسليف ولسبب ما لا تستطيع الآن إيجاد سكن لأبنائها، وهم في أشد الحاجة إلى معالجة أوضاعهم، ويمكن وضع لائحة تنفيذية متقنة تتعامل مع هذه الأسر، بحيث لا ينفُذ من القانون أي متلاعب، وهناك الكثير من الوسائل لتحقيق ذلك، لأنه حرام على الوزير الشاب ياسر أبل أن يزيد معاناة تلك الأسر برد ذلك القانون الإنساني.***لن أدعم أو أعارض المقترح النيابي الخاص بتقديم مكافأة نهاية الخدمة للمواطنين، رغم أنه يحقق العدالة المفقودة بهذا الشأن، ولكن العدالة تقول، إنه إذا رُفِض القانون أو ردته الحكومة ولم تصادق عليه فيجب أن تتوقف بعض الجهات الحكومية والعسكرية في الدولة عن صرف المبالغ الهائلة التي تُدفع لموظفيها كنهاية خدمة، والتي أوجدت تمايزاً فاحشاً ومستهجناً وعدم عدالة بين الكويتيين، فلا يجوز مثلاً أن موظفاً في وزارة المواصلات وزارته تحقق أرباحاً متواصلة على مدى 35 عاماً وتورّد مئات الملايين من الدنانير لخزينة الدولة، أن يتقاعد ويغادر وظيفته بـ"طرق الدشداشة" وراتب تقاعدي هزيل، بينما يحصل موظف "الخطوط الجوية الكويتية" التي أفلست شركته ويكلف تشغيلها سنوياً خزينة الشعب الكويتي مئات الملايين من الدنانير، عند تقاعده على مكافأة برقم أمامه خمسة أصفار وراتب تقاعدي خيالي.. فهذا، والله، حرام يا حكومة!