يضم معرض «الطليعة: بدايات الفن التشكيلي السعودي» مجموعة من أعمال فنية تعود إلى ثمانية فنانين سعوديين حداثويين من فترة السبعينيات هم: عبد الحليم رضوي، عبد الرحمن السليمان، محمد الرصيص، محمد السليم، عبد الجبار اليحيا، طه الصبان، عبدالله الشيخ  وعبدالله حماس.

Ad

وتعتبر الأعمال المشاركة من الأعمال التي أدت إلى نهوض الحركة الفنية في السعودية ومثلت بوابة الدخول نحو حضور فني يضم فنانين مرموقين كثراً.

نحو الغرب

الفنانون المشاركون في المعرض من أوائل من غادر السعودية نحو الغرب مثل إسبانيا وبريطانيا وإيطاليا لتعلم الفن بشكل منهجي وأكاديمي، فكان لخطوتهم هذه دور في تشكيل رؤية فنية مستقلة وإن استندت في بدايتها إلى التأثر ببعض المدارس الفنية مثل التكعيبية والتجريدية.  ورغم التأثر الغربي الحداثوي الواضح في البدايات، فإنهم حاولوا بعد عودتهم من بعثاتهم التعليمية بحث السبل المتنوعة والمنسجمة مع الواقع المحيط سواء في الثقافة أو التقاليد أو الوسائط المتوفرة.

علاوة على ذلك، تنامت الرغبة لدى الفنانين في ابتكار هوية سعودية جديدة ومغايرة بدأت تتبلور لاحقاً من خلال إدراج الوسائط المحلية المنبثقة عن جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض بشكل مباشر أو غير مباشر، مثل زيادة الاستخدام اللوني وأشجار النخيل والبيوت الطينية والشوارع المحلية والهندسة المعمارية المحلية والحكايات الشعبية. على سبيل المثل، لوحات طه الصبان ذات الألوان الزاهية والمفعمة برسومات لشوارع مدينة جدة القديمة، أو أعمال محمد السليم التي تتناول الصحراء ورملها وتحولهما إلى منظر ذي طابع مميز من خلال الحواف الشديدة التي تدل على الشدة بشكل أو بآخر. ولا ننسى المساجد الجليلة والعريقة التي يرسمها عبد الرحمن رضوي. كذلك نجد في واحدة من لوحات محمد الرصيص استعارة كلامية تعود في عنوانها إلى فكرة الاستناد إلى الواقع المحاط {اقتباس تقليدي}.

يرافق {معرض الطليعة: بدايات الفن التشكيلي السعودي} كتاب يستعرض اللوحات المشاركة، مرفقاً بنصوص تعريفية كتبها الناقد عبد العزيز عاشور مصوراً بشكل إجمالي رحلة التطور المرافقة للمشهد الفني السعودي منذ بداياته وما تحمله من دلالات ثقافية ورمزية.