أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الثلاثاء القوات المشاركة في مناورات عسكرية بالعودة إلى قواعدها، وفقاً لما نقلته وكالات عن متحدث باسم الكرملين.

Ad

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن التدريبات العسكرية، التي نفت موسكو أن تكون مرتبطة بالأحداث في أوكرانيا، كانت ناجحة.

وأوضح بيسكوف أن "القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية الرئيس فلاديمير بوتن أصدر أمراً بعودة وحدات الجيش الروسي التي شاركت في المناورات العسكرية إلى أماكن مرابطتها الدائمة".

وأضاف بيسكوف أن إصدار الأمر تم بعد أن حصل بوتن على تقرير حول ما وصفه بـ"النتائج الناجحة للمناورات"، بحسب ما نقلته قناة روسيا اليوم على موقعها على الإنترنت.

ويأتي هذا الأمر بعد نحو 24 ساعة على زيارة قام بها بوتن إلى ميدان "كيريلوفسكي" في مقاطعة لينينغراد لمشاهدة المرحلة الأخيرة من المناورات العسكرية التي تجريها قوات المنطقة العسكرية الغربية.

وجاءت المناورات العسكرية تنفيذا لأوامر بوتن، الذي أعلن عن إجراء حملة تفتيش جديدة على الجيش وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء موسكو على موقعها على الإنترنت.

واشنطن تجمد التعاون مع موسكو

أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، عن تعليق التعاون العسكري والتجاري مع روسيا، وذلك على خلفية الأزمة في أوكرانيا لاسيما في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، الأميرال جون كيربي، في بيان إن هذا الاجراء يشمل تعليق المحادثات الثنائية والتدريبات المشتركة والزيارات المتبادلة للموانئ والتخطيط.

وأضاف كيربي أن واشنطن تدعو موسكو "إلى نزع فتيل الأزمة في أوكرانيا وإلى عودة القوات الروسية في القرم إلى قواعدها، كما تقضي بذلك الاتفاقات التي تحكم الأسطول الروسي في البحر الأسود".

وعلى المستوى التجاري، قال متحدث باسم مكتب الممثل التجاري الأميركي "أوقفنا المحادثات الوشيكة بشأن التجارة والاستثمار مع حكومة روسيا والتي كانت جزءا من مسعى نحو توطيد الروابط الاقتصادية والتجارية".

هذه الخطوة، جاءت في أعقاب إعلان مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما عقد اجتماعا رفيع المستوى بشأن أوكرانيا مع كبار مستشاريه للشؤون العسكرية والأمن القومي. ومن بين الحضور وزير الخارجية جون كيري، ووزير الدفاع تشاك هيغل، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ووزير الخزانة جاك ليو والجنرال مارتن ديمبسي.

يأتي هذا في أعقاب جلسة طارئة لمجلس الأمن خصصت لبحث الأزمة في أوكرانيا، ودافع فيها السفير الروسي عن سياسة بلاده في شبه جزيرة القرم.

موسكو: ندافع عن مواطنينا

وأعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أن الرئيس الأوكراني المعزول، فيكتور يانوكوفيتش، طلب في خطاب وجهه للرئيس الروسي من موسكو التدخل عسكريا في أوكرانيا.

وقال تشوركين، مقتبسا من خطاب يانوكوفيتش "تحت تأثير الدول الغربية توجد أعمال صريحة للإرهاب والعنف"، مشيرا إلى أن "أوكرانيا على شفير حرب أهلية إثر الأحداث التي وقعت في كييف".

وإذ أكد تشوركين أن يانوكوفيتش "طلب استخدام القوات المسلحة للاتحاد الروسي بهدف حماية الشعب الأوكراني"، فإنه شدد على أن التدخل الروسي في القرم يهدف فقط إلى "الدفاع عن مواطنينا".

في المقابل، اعتبرت مندوبة الولايات المتحدة، سامنثا باور، أن "ما قاله ممثل روسيا في المجلس لا أساس له من الصحة"، كاشفة أن "الأسطول الروسي يحاصر موانئ أوكرانيا".

كييف: 16 ألف جندي روسي بالقرم

بدوره، أشار المندوب الأوكراني، يورى سيرجييف، إلى ان "أوكرانيا تعتمد على مجلس الأمن لضمان أمنها"، معلنا أن "روسيا نشرت 16 ألف جندي" في شبه جزيرة القرم.

وقال سيرجييف "بدءا من 24 من فبراير أرسل ما يقرب من 16 ألف جندي روسي إلى القرم عن طريق السفن الحربية والمروحيات وطائرات الشحن من الأراضي المجاورة للاتحاد الروسي".

أما نائب الأمين العام للأمم المتحدة، فرناندو ستيران، فقد أشار إلى أن "قوات روسية تحاصر قواعد للجيش الأوكراني في القرم"، مشددا على حل الأزمة بـ"الحوار".

ويأتي انعقاد الجلسة الثالثة لمجلس الأمن بشأن الأزمة في أوكرانيا في وقت تصاعد التوتر في شبه جزيرة القرم، لاسيما بعد أن كثفت روسيا حشودها العسكرية شرق أوكرانيا.

كما تضاربت الأنباء بشأن تحديد الأسطول الروسي في البحر الأسود مهلة للقوات الأوكرانية في القرم للاستسلام بحلول الخامسة فجر الثلاثاء وإلا واجهت هجوما.

فبعد أن نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء هذا التهديد عن مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية، عادت الوكالة نفسها لتنفي ذلك وهذه المرة على لسان مسؤول في قيادة الأسطول الروسي.

أوباما يهدد بعزل روسيا

وفي موازاة ذلك، كثفت دول أوروبية والولايات المتحدة ضغوطها على موسكو، إذ هدد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية لعزل روسيا.

وقال بلهجة تحذيرية "إن الرسالة التي نريد إيصالها إلى الروس مفادها أنهم في حال مضوا قدما في نهجهم الحالي، سنبحث جملة من الاجراءات الاقتصادية والدبلوماسية التي ستعزل روسيا".

من جانبه، حض الاتحاد الأوروبي روسيا على خفض التوتر في أوكرانيا قبل الخميس المقبل، متوعدا بفرض عقوبات عليها إذا لم تسحب قواتها العسكرية من شبه جزيرة القرم.

وبالنظر إلى خطورة الوضع في القرم، تعقد الخميس المقبل قمة طارئة في بروكسل لرؤساء الدول والحكومات الـ28 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي الذين أعربوا عن "قلقهم البالغ".