ما سبب غيابك طوال السنوات الماضية؟

Ad

بعد تقديمي دور الصعيدية في مسلسل {مملكة الجبل} انتمت الأدوار التي عُرضت عليّ إلى النوعية نفسها، فرفضت تكرار الشخصية ذاتها، فضلا عن قيام ثورة 25 يناير، وما تبعها من توقف للأعمال الفنية.

ما الذي جذبك في {قلوب}؟

 طريقة التناول، والفكرة نفسها، سبق أن شاهدت مسلسل {حكايات بنات} للمخرج حسين شوكت، وتعرفت إلى مدرسته الإخراجية، وأعجبت بها للغاية، ورغم أنها التجربة الأولى للمؤلف هاني كمال فإن كتابته شديدة الحساسية والرقي، فضلا عن علاقتي بالمنتج ممدوح شاهين منذ تعاوننا في {مملكة الجبل}.

حدثينا عن دورك فيه.

أجسد شخصية {جان}، فتاة مسيحية تعمل طبيبة، منحها والداها ثقة زائدة بنفسها فأصيبت بالغرور، لا سيما أنها جميلة، وواثقة بأنها تستطيع أن تملك كل شيء، وتحاول السيطرة على خطيبها {عماد}.

ماذا عن مشهد الفرح وصدمة {جان} بعد إعلانه انفصاله عنها؟

كُتب هذا المشهد على نحو ألا تتكلّم {جان} بعد تأثرها بحديث {عماد} الذي أخبرها بأنها لا تحسن الحب، وتقدير مشاعر الغير، لذا قرر الانفصال عنها بشكل علني يوم فرحهما أمام الحضور في الكنيسة.

ألا ترين أن ردة فعلك بعيدة من المتوقع؟

بل طبيعية، فشخصية هذه الفتاة تمنعها من البكاء أو التأثر أو حتى الانهيار، أو النطق بأي لفظ أو التعصب لموقف، إنما هي ثابتة وقوية ولم يخطر في بالها أن يفعل {عماد} ذلك، وتحديداً في اللحظة التي يفترض أن يرتبط بها إلى الأبد، رغم أنها لا تعشقه.

وكيف تجهزت للمشهد؟

أعتبره أصعب مشاهدي لأنه أرهقني نفسياً، وحاولت قبل تصويره استحضار حالته، لا سيما أن الجو العام المحيط بنا قد لا يكون مهيئاً أو مناسباً للحالة التي نصورها.

وهل تختلف ردة الفعل هنا بين الفتاة المسلمة والمسيحية؟

لا، عموماً يدق الدور ناقوس الخطر حول الصعوبات المحيطة بزواج المسيحيين، لأن نسبة قليلة منه تحقق النجاح والاستمرارية، لذا أخذت {جان} احتياطاتها لتمنع زوجها في المستقبل من السيطرة عليها أو الغدر بها، خصوصاً أنها تتابع شقيقها وزواجه الفاشل.

من المتسبب في تكوين هذه الشخصية على هذا النحو: أهلها أم هي نفسها؟

كلاهما، أنشأها أهلها على هذه التربية، ودائرة حياتها مغلقة بين العمل، والمنزل، وصديقاتها، فضلا عن اقتناعها بأن والديها يخبراها بالأفضل لها لأنهما أدرى منها بمصلحتها، لذا تنصاع إلى آرائهما.

كيف جاءت قصة الحب بينها وبين {مصطفى}؟

لم تشعر {جان} بأنه مسلم وهي مسيحية، عندما تعرفت إليه، وشعرت بأنه مختلف، لا سيما أنه الوحيد من زملائها الذي لم يسألها حول كيفية انفصالها عن خطيبها السابق، ثم اعتادت مع {عماد} أن تكون هي المسيطرة، بينما {مصطفى} كشف لها وجها آخر من الرجال، فهو الذي يسيطر عليها، وأول شخص يسمعها، وتبوح له بمشكلاتها الشخصية من دون أن يجبرها على ذلك.

لم تشعر في علاقة الحب باختلاف الأديان بينهما، كيف؟

تعلم أن هذا الارتباط لن يتم، لكنها تريد، في الوقت نفسه، أن تعيش حياتها من دون تفكير، لا سيما أنها تعبت في علاقتها السابقة.

ألا تخشين من اتهامك بإثارة فتنة طائفية؟

توقعت أن يتعرض الدور لذلك، فالناس اختلفوا على الخالق ألن يختلفوا على المخلوق؟ في الحقيقة أن نسبة كبيرة من المتابعين استوعبت الحالة التي يمر بها بطلا هذه القصة تحديداً، وثمة فئة متحفظة. عموماً، لا أرفض النقد أو الاختلاف لأن العمل الفني، بطبعه، يطرح وجهات نظر متعددة حوله.

وهل شخصيات {قلوب} واقعية؟

بالطبع، قد تجد كل مشاهدة نفسها أو صديقتها في إحداها، كذلك نسلط الضوء على المساوئ الموجودة في المجتمع والتي تتعرض لها الفتيات على اختلاف ظروفهن، ولا نتناول الأمور الجيدة لأنها تتحدث عن نفسها.

وبم تردين على الانتقادات التي وجهت للمسلسل باحتوائه بعض الألفاظ الخارجة؟

لست في وضع اتهام حتى أدافع عن العمل، لكن ما دام البعض رآه سيئاً إلى هذه الدرجة فَلِمَ يكمل متابعته؟ ولماذا نفعل الأمور في الظلام ونهاجم الأشخاص الذين يسلطون الضوء عليها علناً؟ أؤكد أن الهدف من استعراض هذه المشكلات مواجهتها والقضاء عليها، فمثلا مشكلة {سارة} (إنجي المقدم)، وعلاقاتها المتعددة بالرجال موجودة بقوة في مجتمعاتنا، وإلا من أين أتى الأولاد الذين هم في الملاجئ؟ بالطبع إذا كانوا أطفالاً شرعيين لما كانوا موجودين هناك.

ماذا عن العرض خارج موسم رمضان؟

فكرة جيدة لفتح مواسم جديدة، جرأة من المنتج ممدوح شاهين، ثم {قلوب} عمل قوي بموضوعه وحدوته الجريئة من دون مبالغة فيها، وتوقيت عرضه. منحته هذه العوامل كافة نسبة مشاهدة مرتفعة.

وكيف تقيّمين تجربة العمل في الدراما الطويلة؟

مرهقة للغاية، وأتعجب من قدرة الأتراك على تصوير مسلسلات ذات حلقات أطول من 60 حلقة، لا سيما أننا كنّا ملتزمين بموعد عرض معين، لذا عملنا 18 ساعة يومياً. ولكن عندما أتابع نجاح العمل، يزول الإرهاق.

وهل كان للغيرة مكان بين بطلات {قلوب}؟

لم يكن لدينا وقت لها. ساد التعاون بيننا للانتهاء من التصوير، خصوصاً أن حوارات كل شخصية ثقيلة، وتحتاج إلى تركيز للدخول في حالتها والقدرة على أدائها. بالتالي، إذا كان لدى أي واحدة من الممثلات طاقة للمنافسة والغيرة فعليها تفريغها ليخرج دورها على أكمل وجه.

وهل يؤثر غياب الفنان على جماهيريته؟

لا، لكن تقييم المنتج له يؤثر عليه من ناحية الأجر، بالنسبة إلي لا يغضبني هذا الأمر، ولا يغضبني تأخر ترتيب اسمي على شارة {قلوب} لأنه في الوقت الذي اخترت فيه الغياب وعدم المشاركة في أعمال لا تناسبني سبقني آخرون، لذا من حقهم أن يسبقوني في أمور عدة.

وما رأيك بمبدأ الانتشار لتحقيق النجومية؟

أرفضه لأن ربنا أعطاني موهبة، وأحب مهنتي، لذا لا أفضل المشاركة في عمل لست راضية عنه. ربما أخطأت في خياراتي، ولكنني تمكنت من اللحاق بنفسي، وبالتالي ما دمت اتخذت هذا القرار عليّ تحمل مسؤوليته، ثم مبرر قبول العمل للانتشار يقلل من قدر الفنان.

وماذا عن السينما؟

أنتظر العمل الذي يرضيني لأنها لغة مهمة، والمشاركة فيها إما تدفع الممثل إلى الأمام أو تعود به إلى الخلف. شخصياً، أريد الانضمام إلى أعمال ذات مضمون ثقيل.

هل لديك معايير معينة لقبول أدوار معروضة عليك؟

بإمكاني أداء الأدوار كافة من دون تخصيص بعضها عن غيره، ولي في ذلك اشتراطات منها ألا تكون مواصفات الشخصية الشكلية بعيدة عني، وأن يكون الدور محورياً، ويحرك الأحداث، إلى جانب تضافر عناصر العملية الفنية من إنتاج وإخراج جيد.