يؤدي يحيى الفخراني بطولة مسلسل {دهشة}، فيما كتب المعالجة الدرامية له والسيناريو عبدالرحيم كمال عن رواية {الملك لير} لوليام شكسبير، لكن السيناريست غيّر بعض الأحداث ليتطابق المسلسل مع عاداتنا وتقاليدنا، وكي لا يشعر المشاهد بأن ثمة انفصالاً بين المسلسل والواقع.

Ad

تدور أحداث {دهشة} في إطار صعيدي حول طمع النفس البشرية وجحود الأبناء، وتتمحور حول رجل يوزع ثروته على بناته الثلاث، وهو على قيد الحياة، ليحفظ لهن حقوقهن، إلا أنهن يتخلين عنه بعد حصولهن على الثروة، وستتخلل الأحداث أشعار ورباعيات كتبها الشاعر عبدالرحمن الأبنودي.

المسلسل من إخراج شادي يحيى الفخراني ويضمّ فريق عمل {الخواجة عبدالقادر} (2012)، ويشارك في البطولة: فتحي عبدالوهاب، يسرا اللوزي، ياسر جلال، محمود الجندي، حنان مطاوع، ياسر المصري، سعيد طرابيك، عايدة رياض، عايدة عبدالعزيز، محمد الأحمدي، سماح السعيد، فتوح أحمد، إضافة إلى الفنان محمد وفيق.

{سجن النساء} عنوان الرواية التي كتبتها فتحية العسال وتحوّلت إلى مسلسل يحمل الاسم نفسه، تتمحور حول قصص حقيقية عاشتها العسال أثناء اعتقالها في سجن النساء، تتحدث فيها عن ثلاث سيدات تعرضن لظلم فكري وديكتاتورية من شخصيات في حياتهن.

المسلسل سيناريو مريم ناعوم، إخراج كاملة أبو ذكري، تشارك في البطولة: نيللي كريم، درة، روبي، سلوى محمد علي، وسلوى خطاب.

ثراء درامي

تؤكد الكاتبة فتحية العسال أهمية وجود دراما مستندة إلى أعمال أدبية، مقابل طوفان الأعمال التجارية لأنها ترتقي بمستوى الذوق الفني لدى الجمهور، مقارنة بالأعمال الأخرى التي تتحدث عن البلطجة والعنف والسطحية الفكرية، مشيرة إلى أنها من عشاق استخدام الأدب في الدراما لأنه يعطي ثراءً للعمل الفني والأدبي معاً.

ترفض العسال إدعاء البعض بأن تحويل الأدب إلى دراما تلفزيونية يأتي من باب الإفلاس، موضحة أن هذه الأعمال تتطلب مجهوداً لتقدم بشكل ملائم للحقبة الزمنية التي نحياها، وهو ما حدث بالفعل مع قصة «سجن النساء»، خصوصاً أنها كانت عرضاً مسرحيا يمتدّ على ساعتين عكس المسلسل الذي سيعرض على مدار 22 ساعة.

بدوره يعطي السيناريست عبدالرحيم كمال أهمية كبيرة للأعمال الأدبية، رافضاً مخاوف البعض من عدم جماهيريتها، والأصوات التي تدعي أن تحويل الأعمال الأدبية يأتي من باب الإفلاس وعدم وجود أفكار جديدة جيدة.

يضيف: «نجاح الأعمال الفنية جماهيرياً يعتمد، عموماً، على نقاط عدة أولها أداء الأبطال، جودة النص الدرامي (السيناريو)،  بالإضافة إلى رؤية المخرج، فضلا عن وضع السيناريست بصمته ولمسته الخاصة على العمل ليخرج مقبولاً ومقنعاً للجمهور، ويراه المشاهد عملاً من «لحم ودم» وليس مجرد ترجمة حرفية لا تمت إلى الواقع المعاش بصلة، حتى لا يأتي منفصلاً عن الحياة التي نعيشها، وهو الخطأ الذي وقع فيه المؤلفون».

يوضح أن مثل هذه الأعمال تثقل المواسم الدرامية، وتجعل ثمة منافسة شريفة بين أكثر من نوع، ويكون الانتصار في النهاية للأجود، بغض النظر عن أسماء أبطاله أو فريق عمله.

مسألة صحية

تحويل الأدب إلى دراما مسألة صحية للغاية، برأي الناقد الفني والسيناريست سمير الجمل، خصوصاً مع روايات قيمة يمكن تحقيق النجاح من ورائها، لا سيما أن هذه الأعمال تكون في الأغلب راقية، مفضلاً أن يقوم صاحب العمل الأصلي بمهمة التحويل هذه، إن أمكن، لأنه أدرى بالعمل وتفاصيله، ومشيراً إلى أن فشل العمل الأدبي في الدراما والسينما يحاسب عليه المخرج وليس الروائي الذي كتب روايته، وغالباً تكون حققت الرواج المطلوب منها، أدبياً، فيما دور المخرج أن يجعلها ناجحة وجيدة على الشاشة، بمفردات فنية بحتة، بعيداً عن مشاهد العشوائية والعنف والبلطجة والقتل.

يضيف أن أهم المكاسب التي تعود على الجمهور جراء تحويل الرواية الأدبية إلى مسلسل، هي تحريك غريزة القراءة في داخله، وإثارة فضوله لمعرفة الفارق في الأحداث بين الرواية الأصلية والعمل الدرامي ما يؤدي إلى قراءته العمل الأصلي.

يشير الناقد الفني أحمد سعد الدين إلى أن هذه النوعية من الدراما يمكن أن تحفّز القيمين على الدراما في مصر، سواء كانوا مؤلفين أو مخرجين أو منتجين، إلى تغيير بعض الأنماط الدرامية السائدة هذه الأيام، رافضاً مقولة إن هذه الأعمال مكتوب لها الفشل قبل بدئها، وضارباً المثل بأعمال أدبية تم تحويلها إلى دراما ونجحت نجاحاً ساحقاً مثل: «هي والمستحيل»، «بين القصرين»، «قصر الشوق»، «لا أحد ينام في الإسكندرية» وغيرها من الأعمال الدرامية التي أصبحت من كلاسيكيات الدراما العربية.

يضيف: «كي يصبح المسلسل ناجحاً درامياً بعد نجاح الرواية الأدبية، يحتاج إلى مجهود ومهارة خاصة من السيناريست الذي يقع على عاتقه الكثير من الجهد، لأنه يختلق أحداثاً وشخصيات جديدة من أجل الحبكة الدرامية التي تتطلب أحياناً تغيير البطل من رجل إلى سيدة وكذلك بعض الشخصيات  وهذا حق للسيناريست الذي سيكتب العمل باسمه درامياً، ويتطابق مع كلام الأديب العالمي نجيب محفوظ: {أنا مسؤول عن الأعمال الروائية المكتوبة فقط أما ما تم تصويره فأنا غير مسؤول عنه».