في كل مرة تطرح فيها تلك المقارنة بيننا وبين دبي، بما يصاحبها من مشاعر الحسرة والألم يتبادر إلى ذهني التساؤل التالي: هل فعلاً نريد أن نكون مثل دبي؟ هل فعلاً نريد محمد بن راشد كويتي؟ أكثر المقارنات تعقد على تطبيق القانون، الحزم في الإدارة، التطور العمراني والتوسع في مشاريع التنمية، والسياحة، لكن هل فعلاً نريد أن نتبع نموذج دبي؟
هل فعلا نريد دولة يطبق فيها القانون؟ لأن تطبيق القانون سيشمل أبناءنا وأقرباءنا وأصدقاءنا ومعارفنا، يعني عندما يتجاوز أبناؤنا قوانين المرور على سبيل المثال ويؤدي ذلك إلى سحب السيارة أو رخصة القيادة لا يوجد لدينا خيار الاتصال لإنهاء الموضوع، فما يجري على البنغالي المخالف يجري على الكويتي ابن الحسب والنسب. وعندما يعتدي كويتي على خادمة وينتهك عرضها يعاقب ويسجن المعتدي، لا الضحية كما هو حاصل الآن. وعندما يرتكب أي موظف أو قيادي مخالفة أو ينتهك المال العام أو يرتشي يحاسب على فعلته ويعاقب، بدلاً من التدوير والإحالة إلى التقاعد مع ميزات مالية أو المكافأة بمنصب أفضل في بعض الأحيان. فكل كويتي هو ابن حسب ونسب، مدعوم من عائلة أو طائفة أو مذهب، فهل نقبل أن يشمل القانون المقربين منا أم نستمر في أسلوب الضغط على القيادات العليا وعلى النواب للتحرك لمنع العقوبة؟نتحسر على نهج محمد بن راشد في الإدارة، لكن هل فعلاً نريد تطبيق هذا النهج في الكويت؟ التنمية في دولة خليجية صغيرة تحتاج إلى استيراد للخبرات والكفاءات، وهذا ما فعلته دبي من استقطاب للخبرات من كل بقاع العالم، منهم العرب ومنهم الأجانب. فالقيادي يتم اختياره حسب الكفاءة لا الجنسية، فهل نقبل ذلك؟ هل نقبل أن نتخلى عن فكرة تكويت كل قطاعات العمل لتصبح الكفاءة وليست الجنسية المعيار الأول للتعيين؟ هل نقبل أن يدير جامعة الكويت مثلاً قيادي عريق من جامعة هارفارد لينقل لنا خبرته في تطوير المؤسسة التعليمية وتصحيح اعوجاجها؟ وهل نقبل أن يطرد من العمل كل كويتي لا ينتج ولا يلتزم بأعباء وظيفته؟ ولا نغفل أن المشاريع العملاقة في دبي ينفذها القطاع الخاص سواء المحلي أو الشركات العالمية، وكل مشروع لابد أن تكون أرباحه مجزية كي يجذب المستثمرين، فهل نقبل أن ينفذ مشاريعنا القطاع الخاص ويستفيد التجار؟ هل نقبل بالاستثمارات الأجنبية؟ وهل نقبل أن نفتح البلد للسياح الأجانب وأن نقدم ما يطيب لهم من مظاهر حضارية كالمسرح والموسيقى وأنواع اللهو الأخرى؟والأهم من ذلك كله، هل نقبل أن نكون شعباً مطيعاً، لا ينتقد حكومته ولا يتدخل في قراراتها ولا يتحدث في السياسة ولا يبدي رأيه في حكامه؟ هذا هو نموذج دبي. فأغلق عينيك وتخيل هذا النموذج في الكويت. هل نقبله؟ شخصياً أعتقد أنه لو يأتينا محمد بن راشد كويتي لرجمناه.
أخر كلام
تساؤل لا أكثر
07-01-2014