كيف ترى تأثير الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على نسب القراءة الأدبية؟

Ad

أخذ الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي القراء لصالحهما،  فترك هؤلاء  الأدب والثقافة لكبار السن، ذلك أن الإنترنت ومواقع التواصل يلبيان احتياجات الشباب من ناحيتي السرعة والمعلومات الغزيرة المختصرة، عكس القراءة التي تتطلب تركيزاً من القارئ وطريقة أداء معينة تفتقدها هذه الشريحة العمرية.

ألا تتفق معي أن الوسط الأدبي والثقافي بحاجة إلى تطوير أدوات عرض إنتاجه، كوضع مطبوعات بصيغة مقروءة إلكترونياً أو بيعها على هيئة أسطوانات مدمجة في المكتبات؟

أتفق معك في كثير من كلامك، ومن الممكن أن يساهم ذلك في زيادة نسبة القراء خصوصاً جيل الشباب، ذلك أن تطوير طرق العرض سيتيح لشريحة جديدة فرصة الاطلاع ومتابعة الأعمال الأدبية، وهذا يظهر جلياً في تحقيق الكتب الموضوعة على الإنترنت نسبة قراءة مرتفعة في فترة وجيزة، ما ينبهنا إلى أهمية هذه الوسائل.

من تقع عليه مهمة تطوير عرض المنتجات الأدبية... الأدباء أم الحكومات؟

من الممكن أن يقوم الأديب بهذا الدور بمفرده، لكن يفترض أن يكون أصيلاً لوزارات الثقافة في العالم العربي والهيئات التابعة لها، فالمثقفون أصحاب الشأن بالفعل، لكن دور الحكومة التطوير والدعم، نظراً إلى الإمكانات المادية والتقنية المتوافرة لديها، من هنا عليها أن تأخذ زمام المبادرة وتقوي أواصر العلاقة بين الشباب والثقافة.

 على المبدع أن يكتب ويحاول التيسير في مجتمعه ويرتبط به، وعلى الدول والحكومات دعم الثقافة التي لا تقل أهمية عن دعم رغيف العيش، آمل أن يتبنى النظام المصري الجديد ذلك.

ما الذي تتمناه من النظام الجديد في مصر بشأن الوضع الثقافي؟

أتمنى أن يعي الرئيس المنتخب الكلام الذي كتبه الدكتور جمال حمدان في أحد كتبه منذ عشرات السنين، قال فيه: {مصر دولة لها دور وإذا تخلت عن دورها فإنها بذلك تفقد مبرر وجودها للحياة}. أن يعلم أن العدل الاجتماعي كلمة السر الأساسية لاستمرار حكمه، من خلال التيسيرات على الفقراء والأخذ من الأغنياء لتتحقق العدالة الاجتماعية. أن يفكر في إنشاء مجموعة وزارية جديدة، على غرار المجموعة الاقتصادية،  تعنى بالإنسان المصري وتنميته وتطويره وتثقيفه للحفاظ على عاداته وتقاليده، تضم وزارات: الثقافة والإعلام والشباب والأوقاف والتعليم والبحث العلمي، ومندوب عن الأزهر الشريف لإعادة النظر في منظومة الأخلاق والقيم والتربية.

لماذا لم نرَ ثورة ثقافية وأدبية عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو؟

الثورة الثقافية موجودة قبل 25 يناير، فثمة  إبداع أدبي في كتابة الرواية والقصص القصيرة بدأ قبل الثورة بقليل، للعلم هذه الطفرة لم تحدث من قبل، لكن المشكلة أننا لا نتابع بشكل جيد ونطلق أحكاماً من دون وعي، بالإضافة إلى أن عدد المتلقين أقل والنقد غائب، لكن الواضح وضوح الشمس أن ثمة فوراناً إبداعياً لم تشهده مصر من قبل، فكتابة الشباب والعواجيز - إن جاز التعبير - تغيرت وتطورت وأخذت أشكالاً إبداعية جديدة.

يتضح من كلامك أنك عاتب على النقد الأدبي وتراه لا يقوم بدوره المنوط به على أكمل وجه.

النقد هو توضيح وتبيان المحاسن والعيوب... لكن للأسف لا يوجد لدينا نقد على مستوى الإبداع الذي نعيشه حالياً، لأن النقد مرتبط بواقع الكاتب وبمدى قبول المجتمع لفكرة النقد نفسها، وهي للأسف لا تلقى قبولاً. لدينا نقد انطباعي صحافي وليس نقداً بالمعنى المتعارف عليه، لأن ثمة مدارس في النقد الأدبي تحاول ربط النص الأدبي بصاحبه، النص بغيره من النصوص، النص بالواقع المكتوب عنه، إلى جانب النقد الذي يعتمد على التحليل النفسي أو الرؤية الاجتماعية للأدب.

ما أبرز المشاكل والأزمات التي تعيق النقد الأدبي؟

المشكلة الأساسية أن الصحف لا تفرد له صفحات ولا تحتفي به، بل تكون الصفحة الثقافية  أقرب إلى الإلغاء بسبب أي طارئ، مثل وجود إعلانات أو وفيات أو وجود مباراة مهمة، في المقابل لا يمكن إلغاء صفحة الرياضة، باعتبار أنها صفحة جماهيرية، فيما يعتبر البعض ألا جمهور للثقافة.

ما علاقة الأدب بالسياسة وهل يؤثران في بعضهما البعض؟

ليست السياسة العمل السياسي فحسب، فالإنسان العادي يتعرض في يومه لتأثيرات منها السياسة، ويكتمل تناول الإنسان للأعمال الأدبية في الجانب السياسي في حياته، ولا بد  من أن تكون ثمة سياسة، لكن من دون فجاجة أو تبذير في التناول، والتحولات السياسية غالباً ما تتبعها حالة رواج ثقافي وأدبي، وهو ما لمسناه في العالم العربي عقب ثورات الربيع العربي.