قدّمت الفرقة الروسية الموسيقية عدداً من اللوحات الاستعراضية مصحوبة بالغناء الجماعي المستوحى من الفلكلور الروسي.

Ad

اكتظ مسرح متحف الكويت الوطني مساء أمس الأول بحضور جماهيري كبير ملأ الصالة، تلبية لنداء غذاء الروح (الموسيقى)، التي ستقدمها الفرقة الموسيقية الاستعراضية الروسية، في حفل نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بالتعاون مع السفارة الروسية.

وتميز أداء الفرقة بالجماعي في العزف والغناء والاستعراض، إذ قدمت أمسية بعنوان «الإرادة الروسية» استمرت 75 دقيقة، وتضمنت نحو 14 لوحة مستوحاة من الإرث المتنوع لشعب القوزاق.

من جانبه، رحب السفير الروسي لدى الكويت الكسي سلوماتين، متحدثا باللغة العربية، بالجمهور الذي تجشم عناء الحضور لمشاهدة الفرقة الروسية، وثمن دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تنظيم الأمسية الاستعراضية، مضيفا: «تختص الفرقة بإرث القوزاق المنضوي تحت التراث الروسي العريق، إذ كان الرجال يمتهنون الزراعة، لكنهم مقاتلون أشداء في الدفاع عن وطنهم».

أواصر العلاقة

بدوره، شدد الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة والفنون في المجلس د. بدر الدويش على أهمية تنظيم فعاليات فنية وثقافية بين البلدين الكويت وروسيا، تدعيما لأواصر العلاقة بين البلدين، مبينا ان هذا الحفل يأتي في الذكرى الخمسين لبدء العلاقات الدبلوماسية الكويتية والروسية، وبالتزامن مع مرور عشرين عاما على إقرار دستور روسيا الاتحادية.

وأضاف الدويش: «استمتعت بأداء الفرقة التي قدمت فقرات منتقاة من التراث الروسي العريق»، معتبرا ان هذه الأنشطة الموسيقية والثقافية تقلص حجم الفجوة بين الشعوب وتساهم في إصلاح ما تفسده السياسة.

عرض تلفزيوني

انطلقت فقرات الحفل الغنائي من خلال استعراض للتاريخ العريق عبر شريط تلفزيوني على شاشة العرض، وتركز المادة الفيلمية التي تقدر مدتها بدقيقتين على الطبيعة الخلابة والأماكن الأثرية والتاريخية، وتضمن العرض ايضا ومضات من التطور العمراني والتكنولوجي الذي تعيشه روسيا راهنا.

وعقب ذلك، انسابت الفقرات، وكانت البداية بدخول 3 أعضاء من الفرقة الى المسرح لأخذ مواقعهم خلف أجهزتهم الموسيقية، تلاه دخول 8 أعضاء بينهم ثلاث نساء، بينما كان الرجال مدججين ببعض الآلات الموسيقية والسيوف مرتدين الأزياء التراثية.

وبعد تحية الجهور بدأت الموسيقى تنساب مصحوبة بحركات قتالية وأخرى اتسمت بالدقة والانضباط، وعقب العرضة السورية بالسيوف قدمت الفرقة أغنية مستوحاة من إرث سيبيريا، وتميزت بالاستعراض، كما شارك بعض الحضور ضمن هذه الفقرة.

ومن المنطقة الجنوبية في روسيا القديمة قدمت الفرقة عرضا رافضا تقليديا، وكانت حركة الأعضاء الثمانية في الفرقة انسيابية جدا، وكونوا ثنائيات وثلاثيات بالرقص، وتواصلت الفقرات الاستعراضية بمشاركة الجمهور، وبعد نحو ثلث ساعة من الاستعراض والغناء فضّل أعضاء الفرقة التقاط أنفاسهم بسبب المجهود الكبير الذي بذلوه، فقدم عازف الأكورديون وصلة موسيقية استقبلتها أكف الجمهور بالتصفيق.

أداء كوميدي

وبدأ القسم الثاني من الحفل بأغنية بدون إيقاعات أو موسيقى أداها أعضاء الفرقة، ولم تتمكن إحدى المغنيات من ضبط أدائها فكانت تخرج عن أداء الجوقة وبدا صوتها متعبا، وحينما عانقت عقارب الساعة الثامنة وعشر دقائق أدت المغنية سيتلانا أغنية تميزت بالحس الكوميدي والإيماءات المعبرة، وكذلك بعض الرقصات الثنائية بين أعضاء الفرقة.

الرقص بالسيف

وضمن لوحة الفرسان قدّمت الفرقة استعراضا بالسيف بشكل فردي، ثم بشكل ثنائي، وكأنه نزال حقيقي بين الفرسان، إذ اتضحت قدرة سيرجي كوليكوف على الجمع بين الرقص الحركي والأداء الغنائي، وكذلك اتقانه بعض الفنون القتالية. ومن غناء الحروب انتقل أعضاء الفرقة إلى جبال القوقاز، مقدمين ملامح من تراث سكان هذه المنطقة، وبعد ذلك قفز أعضاء الفرقة من المرتفعات الشاهقة إلى السهول والأراضي الزراعية مقتطفين أشكالاً غنائية يرددها المزارعون أثناء ممارسة عملهم. ولم يقتصر الغناء والرقص على أعضاء الفرقة، بل شارك عدد من الجمهور في أكثر من لوحة استعراضية، وعلى وقع الإيقاعات الجميلة والرقص اختتمت الفرقة حفلها بمجموعة مقاطع استذكرت فيها المحاربين القدامى وأعلاما في شعب القوزاق.