أمسية غنائية مميزة أحياها ثلاثة فرسان في الليلة الرابعة من حفلات «هلا فبراير» الغنائية، التي أقيمت مساء أمس الأول على مسرح صالة التزلج، متزامنة مع عيد العشاق، والتي مزجت بين مشارب غنائية متنوعة جلها من فنون الجزيرة العربية، وتنافس فرسان الليلة الرابعة على تقديم الأفضل مستعينين برصيد غنائي متنوع، وإن كان الفنان رابح صقر الأكثر رصيداً في الأغاني، متفوقاً على مطرف المطرف وبلقيس.

Ad

ويعتبر رابح صقر علامة مميزة في سماء الأغنية الخليجية، وفارسا يتكئ على إرث غنائي كبير، لمع اسمه منذ سنوات، وأصبح حصان الرهان في كل حفلة غنائية يحييها، جمهوره يسافر معه أينما حل، إذ اعتاد محبوه في السعودية تجشم عناء السفر للاستمتاع بأغنيات مطربهم المفضل الذي اشتهر بأداء الألوان الغنائية الكثيرة، والعزف على آلة العود وانتقاء المفردة المختلفة، والتقى جمهوره الوافد من السعودية بمحبيه في الكويت ضمن الليلة الرابعة، لاسيما ان مشاركة صقر تأتي عقب فترة غياب عن الكويت.

أما بلقيس فهي ابنة الفنان أحمد فتحي، وقد شقت طريق الفن معتمدة على موهبتها، ووضعت اسمها في سماء الفن في السنوات الأخيرة بفضل قدراتها الفنية وحسن انتقائها، فهي تمتلك مواصفات النجومية والتألق، وتختلف عن غيرها من الأسماء النسائية التي ظهرت في منطقة الخليج بالعديد من الأعمال الرومانسية.

لم تود بلقيس أن تكون نسخة مكررة لمطربات أخريات، بل بحثت عن اسلوب مختلف في الغناء يجلب لها التميز، ويعرف جمهور الكويت جيدا هذه الفنانة، ويتابع نشاطها ويحفظ العديد من أغانيها، لذا كانت مشاركتها في مهرجان هلا فبراير محط ترقب من قبل الجمهور، لاسيما انه يود التعرف على جديدها، ويستمتع بأعذب ما تقدمه في كل مرة تطل عليه من خلال حفلاتها الغنائية.

وحقق الفارس الثالث في تلك الأمسية الفنان مطرف المطرف، وهو مطرب شاب، خلال فترة قصيرة نجاحا كبيرا، ويحظى بجمهور من الشباب والكبار على حد سواء، وهو ابن المطرب الشعبي الراحل يوسف المطرف، وأخذ عن والده جمال الصوت وعذوبته.

وسار على طريق والده الراحل باختياره لونا يعشقه الشباب على وجه الخصوص، وهو اللون العدني، وفرض المطرف الصغير اسمه على الساحة الغنائية واختصر الطريق وقطع مسافات من النجاح، لذا ليس غريبا أن تختاره اللجنة المنظمة لمهرجان «هلا فبراير» ضمن أمسياتها الغنائية.

ولم يخب ظن الجمهور في نجوم الأمسية الرابعة، متناسين فترة انتظار فرسانهم، لاسيما ان البعض توافد إلى مسرح صالة التزلج في ساعة مبكرة، وليس غريبا ان تكون الصالة مكتظة بالجمهور من مختلف الأعمار رجالا ونساء، جاؤوا ليستمعوا إلى مطربهم المفضل، أمسية كانت أشبه بباقة حملت مختلف الألوان من الورود والأزهار، وأرضت مختلف الأذواق.

لهيب المطرف

وكانت عقارب الساعة تشير إلى 10:20 دقيقة، عندما أطل المطرب الشاب مطرف المطرف في أول مواجهة له مع جمهور «هلا فبراير»، وقوبل بموجة من التصفيق الحاد، ما أشعره بسعادة غامرة وجعله يقف على أرضية صلبة وانطلق صوته مدويا بأغنيته «كلنا عشاق والله المستعان».

ولم ينتظر المطرف كثيرا حتى ردد معه جمهور الصالة كلمات الأغاني التي يحفظها عن ظهر قلب، مع نهاية الأغنية الأولى التي كانت عربون محبة وشوق بين المطرب والجمهور، تحدث المطرف بكلمات قليلة موجها حديثه للجمهور قائلا: «انتظرت هذه اللحظة طويلا، وأنا سعيد لتواجدي هنا لأول مرة، وأتمنى أن تتكرر هذه اللحظات في السنوات القادمة».

ونهل المطرف من ارث غنائي ناجح، ويعرف جيدا أن جمهوره يريد منه أن يقدم له المزيد والمزيد من الأعمال الغنائية، فغنى «عال»، وبعد ذلك أبهر الحضور بأغنية «يا عالم السر»، فلم يخيب المطرف الصغير مطالب جماهيره التي تعالت أصواتها تدفعه إلى غناء واحدة من أجمل أعمال والده، فعلى أنغام العود وكأننا نشاهد يوسف المطرف نفسه أمامنا، أشعل المطرف الصغير بأغنية «يا نور العين» الصالة تطريبا وانسجاما.

وادخل الجميع في عوالم جميلة رائعة ومليئة بالأحاسيس، خصوصا ان ثنائية جمالية الصوت والكلمة اجتمعا، ثم قدم مطرف أغنية «من لهيب الشوق»، ثم «شفتك بعيني»، وتابع وصلته الغنائية وقدم هدية ثمينة للجمهور من خلال ادائه إحدى روائع المطرب البحريني الكبير سليمان زيمان «ربوع الشمال».

وفي الختام، قدم المطرف أغنية جديدة للكويت بعنوان «عسل يا كويت»، قام بنفسه على كتابة كلماتها وألحانها، وسط تفاعل كبير من الجماهير، وردد المطرف: «كل ما أحبج الاقي نفسي ماحبيت... وأحبج وأظل أحس اني ماوفيت.. لا ما في الا حبج حب يموتني اخذيلي روحي يا روحي يا عسل يا كويت»، وغنى المطرف مدة ساعة وعشرين دقيقة، ثم ودع الجمهور وقد كسب الرهان في اطلالته الأولى.

شجون بلقيس

وكانت الوصلة الثانية مع المطربة الشابة بلقيس، التي اطلت بفستانها الأخضر واستقبلها الجمهور بحفاوة بالغة وترحاب، بلقيس ليست بحاجة إلى المزيد من التعارف مع الجمهور، لأنه يعشق أغانيها ويعرف ما الذي قدمته في مشوارها من أعمال ناجحة.

وبدأت بلقيس وصلتها الغنائية بأغنية «يا هوى»، ولم تكن اختيارات بلقيس متوقعة بحيث أبهرت الصالة وأشعلتها بوصلتها الغنائية التي حملت ألوانا عديدة من الغناء، فقد قدمت أغنية «ظبي اليمن» إحدى روائع الفنان القدير أبوبكر سالم، ثم عادت إلى لونها الغنائي المفضل فقدمت أغنية «هذا منو».

وحرصت بلقيس على إرضاء جميع الأذواق فقدمت أغنية «معذبني هو»، وأبهرت الجمهور بأدائها لأغنية «مفتون قلبي»، احدى أجمل أغاني فرفة التلفزيون، ثم سحرت عشاق الرومانسية بأغنية «قال أحبك» للفنان القدير مصطفى أحمد، وأغنية «مجنون».

وكان ختام وصلة بلقيس مسكا، مع تقديمها هدية للجمهور الكويتي من خلال الأغنية الوطنية «الي يحب الكويت»، وسط ارتفاع لأعلام الكويت وتصفيق حاد لفنانة مبدعة أشعلت الصالة منذ الدقيقة الأولى ولم تقعدها حتى غادرت وهي تردد «احبها بترابها وبسماها، أحبها بشموسها وبثراها، الكويت أنا أحب كل شي فيها والي يحب الكويت أحبه معاها».

رقة صقر

واختتم الحفل بغناء المطرب رابح صقر، الذي حيا الجمهور فور اطلالته على الخشبة، وكان سعيدا بلقاء جمهوره في الكويت، وكانت عقارب الساعة تشير إلى 1:45 دقيقة فجرا، وبدأ وصلته الغنائية بأغنية «مثل الزمن»، ثم توالت أغنياته على الجمهور الذي لم يغادر مكانه إلا بعد ساعات متقدمة من الفجر، وهو يردد مع رابح أجمل وأروع أعماله الغنائية.

ومن الأعمال التي قدمها صقر للجمهور الكويتي «عجزت أنساك» و«الحكاية» و«بختصرها بكلمتين»، و«انت تظلمني» و«من كبرها»، ثم تابع وصلته الغنائية بأغنيته المتميزة «ما هو انت» التي حملت الكثير من الضجة الإعلامية فور صدورها قبل عامين، فشهدت الصالة تفاعلا كبيرا مع هذه الأغنية، وتابع رابح تقديم العديد من الأعمال، مقدما على التوالي: «تألم، سبحان من سوى هالصورة، مغرورة، منتهى الرقة، مقصر»، وفي الختام قدم «يا دار» لجمهور الكويت.

عيد العشاق

كانت الليلة الرابعة هادئة، حملت نسمات الرومانسية والغزل العفيف، وتألق فيها المطربون الشباب، من خلال اختياراتهم الجديدة وأغانيهم التي تفاعل معها الجمهور إلى حد كبير، وخرج الجمهور مسرورا في ليلة كانت أشبه بحديث العشاق الهامس وكانت خير عنوان لعيد العشاق.

لقطات

• حضر الجمهور السعودي بكثافة خلال الحفل، لمتابعة وصلة الفنان رابح صقر.

• أشعلت المغنية بلقيس أكف الجمهور تصفيقاً منذ بداية اطلالتها على المسرح.

• أعربت المغنية بلقيس عن شكرها للفنان القدير أبوبكر سالم.

• رغم أنها التجربة الأولى له على مسرح هلا فبراير، بدا مطرف المطرف واثقا من نفسه.

• تميز الحفل بتفاعل الجمهور وتردد في الصالة أن جمهور الليلة الرابعة من حفلات هلا فبراير هو الأكثر تفاعلا وانسجاما مع الخشبة.