«رفاه» واستدامة... والله المعين
اليوم الحكومة قدمت برنامج عملها ولا أعرف إن كان هو فعلاً برنامجها أم أن هناك شيئاً غيره! ولتسمح لنا بانتقادها بمهنية فما كتب لا يعدو أن يكون مادة إنشائية تصلح لمقابلة تلفزيونية أو مقابلة صحافية، فما جاء فيه لا يخرج عن كونه آمالاً بعضها لا يوجد له أدوات قياس يمكن للمتابع أو للمراقب السياسي التعويل عليها في المستقبل كمادة للمحاسبة.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
غياب الرقابة المالية الفاعلة والمحاسبة تحتاج إلى تعديل في التشريعات بعد أن اتضح قصورها في ملاحقة المتسبب بهدر المال العام كما حدث في مناقصتي "الداو" و"استاد جابر".الأمر لا يقتصر على ضعف الأجهزة الرقابية، فالكوادر الإدارية الفنية التي تشرف على تنفيذ المشاريع أو تلك التي تقرها من الجانب الحكومي ينقصها الكثير من الخبرات التي لو توافرت لما وجد هذا التباطؤ والتدليس والغش في تلك المشاريع. اليوم الحكومة قدمت برنامج عملها تحت عنوان «شراكة في المسؤولية لاستدامة الرفاه» ولا أعرف إن كان هو فعلاً برنامجها أم أن هناك شيئاً غيره! ولتسمح لنا الحكومة بانتقادها بمهنية فما كتب لا يعدو أن يكون مادة إنشائية تصلح لمقابلة تلفزيونية أو مقابلة صحافية، فما جاء فيه لا يخرج عن كونه آمالاً بعضها لا يوجد له أدوات قياس يمكن للمتابع أو المراقب السياسي التعويل عليها في المستقبل كمادة للمحاسبة. برنامج العمل حدد بعض الغايات العامة مثل "الإسكان، واللحمة الوطنية، والصحة، والتعليم، والمقيمين بصورة غير شرعية، والإصلاح الإداري، والبيئة... إلخ"، وسرد بعض الأرقام التي لا تسمن ولا تغني من جوع.نظرة سريعة إلى برنامج العمل ستجد أنه تغافل عن الجهة المسؤولة لكل ملف والأدوات التي ستتبع في التنفيذ والكلفة المالية، كما أن برنامج العمل لم يراعِ ولم يتناغم مع ما جاء سابقاً في خطة التنمية التي يفترض أن يكون البرنامج الحالي منبثقاً منها، ومثال على ذلك خطة التنمية السابقة جاءت على ذكر إنشاء ثلاث جامعات حكومية بينما برنامج الحكومة الحالي تغافل حتى عن وجود جامعة جابر الأحمد التي أقرت بقانون.ودمتم سالمين.