أكد اللواء المتقاعد خليفة حفتر أمس مواصلة العناصر الموالية له داخل الجيش الليبي عملياتها ضد "المجموعات الإرهابية" لحين تطهير مدينة بنغازي، على الرغم من اعتبار الحكومة في طرابلس أن العمليات غير مرخصة، بينما أعلنت مصادر طبية ارتفاع حصيلة قتلى الاشتباكات التي دارت في المدينة إلى 43.

Ad

ازداد المشهد الليبي أمس ضبابية بعد تصريح اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي أعلن فيه تصميمه على مواصلة عملياته ضد «المجموعات الإرهابية» في بنغازي غداة اشتباكات في المدينة بين عناصر إسلامية وعناصر موالية له شاركت فيها طائرات ومروحيات قتالية واعتبرتها السلطات في طرابلس غير مرخصة.

وقال حفتر لقناة «ليبيا أولا» إن «العملية ستستمر حتى تطهير بنغازي من الإرهابيين».

ويقود حفتر قوة تطلق على نفسها اسم «الجيش الوطني» شنت «عملية واسعة لتطهير بنغازي من الإرهابيين»، بحسب المتحدث باسم القوة محمد الحجازي.

وطالب الحجازي أمس سكان بعض المناطق التي تقع على أطراف بنغازي بمغادرة منازلهم، قائلا إن «العمليات ستستمر إلى حين تحقيق أهدافها».

واعتبر الحجازي الذي كان مثل حفتر ضابطا في جيش القذافي قبل أن ينشق أن الاشتباكات «ليست حرب أهلية، بل عملية للجيش ضد المجموعات الإرهابية».

وقصفت قوات حفتر فجر أمس الأول ثوارا سابقين في المدينة، وخصوصا أنصار الشريعة، التي صنفتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية.

وحفتر من شرق ليبيا، وانشق عن قوات القذافي في أواخر الثمانينيات وأمضى نحو عقدين من الزمن في الولايات المتحدة، ولذلك يتهم باستمرار بتلقي أموال من الأميركيين.

43 قتيلاً

من جهة أخرى، أعلن مدير الشؤون الإدارية لوزارة الصحة بالمنطقة الشرقية عبدالله الفيتوري أمس ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات التي دارت أمس الأول على أطراف بنغازي إلى 43 شخصا وإصابة 110 آخرين.

 وقال الفيتوري إن «الحصيلة نهائية وهؤلاء القتلى والجرحى استقبلتهم مستشفيات بنغازي والمرج والأبيار وسلوق»، لافتاً إلى أن «أغلب الجرحى حالاتهم ما بين خفيفة ومتوسطة».

هدنة

إلى ذلك، وبينما ساد هدوء حذر في المدينة التي كانت مهد الثورة في ليبيا وأصبحت ملاذا للعديد من المجموعات الإسلامية المسلحة وبؤرة لأعمال عنف، ترددت أنباء عن التوصل إلى هدنة وقالت مصادر محلية إن «جهود وساطة تجري لضمان عدم تجدد الاشتباكات».

وتأتي أعمال العنف التي تواصلت حتى فجر أمس، بعد أسابيع على اعتراف الحكومة في طرابلس وللمرة الأولى «بوجود مجموعات إرهابية» في ليبيا، وقالت إنها تقوم بالتعبئة ضدهم.

ونفى الجيش النظامي أي مشاركة له في اشتباكات الجمعة ودانت الحكومة العملية.

ونفى رئيس أركان القوات المسلحة عبدالسلام جادالله الصالحين أي دور للجيش في اشتباكات بنغازي.

وقال الصالحين في طرابلس إن «الجيش النظامي لا علاقة له بالاشتباكات. الجيش لم يعط أي أوامر بأي عملية» في بنغازي.

ووصف رئيس الوزراء عبدالله الثني قوة حفتر بأنها «مجموعة خارجة عن القانون» وقال في مؤتمر صحافي في طرابلس إن الجيش «يسيطر على الوضع على الأرض»، داعيا إلى ضبط النفس.

حظر جوي

إلى ذلك، أعلن الجيش الليبي النظامي أمس حظر الطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها، مهدداً بإسقاط أي طائرة تحلق فوق المنطقة، وذلك غداة غارات جوية نفذتها قوات حفتر.

وأعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي في بيان نقلته وكالة الأنباء الليبية الرسمية «حظر الطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها حتى إشعار آخر». ولم يحدد البيان ما إذا كان الحظر يشمل الطيران المدني.

وأضاف البيان أنه «سيتم استهداف أي طائرات عسكرية فوق المدينة وضواحيها من قبل وحدات الجيش الليبي والوحدات التابعة للغرفة الأمنية المشتركة وتشكيلات الثوار التابعة لها».

ولا يعرف ما إذا كان الجيش النظامي يملك الوسائل اللازمة لتطبيق هذا القرار.

وكان ضباط وطيارون من سلاح الجو الليبي انضموا أمس الأول إلى قوة شبه عسكرية يقودها اللواء حفتر، وقصفوا في بنغازي مواقع لمجموعات إسلامية متطرفة بينها تنظيم «أنصار الشريعة»، الذي صنفته الولايات المتحدة تنظيماً إرهابياً.

وتم تعليق الرحلات الجوية في بنغازي خلال النهار، وقال مسؤول إن «مطار المدينة سيغلق لدواع أمنية»، وألغت الخطوط الجوية المصرية رحلاتها إلى مطار بنغازي.

وأعلنت الخطوط التونسية أمس إلغاء رحلاتها باتجاه مطار بنغازي، وذلك لليوم الثاني على التوالي بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في المدينة، في حين عقد اجتماع أمني طارئ رفيع المستوى تحسبا لأي تداعيات متوقعة.

وعقد الرؤساء الثلاثة في تونس، رئيس الجمهورية ورئيس المجلس التأسيسي ورئيس الحكومة مساء أمس الأول اجتماعا أمنيا طارئا بحضور كبار القادة الأمنيين لبحث تطور الوضع الأمني في الدولة الجارة ليبيا وتداعياتها المتوقعة على تونس.

وافاد مصدر أمني وكالة أنباء الأناضول أمس أن الجزائر‬ استنفرت 40 ألف جندي على حدودها مع ‏ليبيا‬ إثر معلومات عن هجوم لجماعات محسوبة على «القاعدة».

الجامعة العربية

في غضون ذلك، أعلن وزير خارجية ليبيا محمد عبدالعزيز أن جامعة الدول العربية قررت تشكيل وفد برئاسة وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق ناصر القدوة لتهيئة الأجواء للمصالحة الوطنية ببلاده.

وأكد عبدالعزيز في تصريح صحافي عقب اجتماع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في إطار زيارته الحالية لمصر أهمية الانطلاق نحو بدء مشاورات مع كل النخب السياسية في ليبيا التي تضم المؤتمر الوطني العام والأحزاب السياسية والجهاز التنفيذي للحكومة ومنظمات المجتمع المدني وقيادات القبائل فيما يتعلق بالمصالحة الوطنية والحوار الوطني.

طرابلس تنتخب

في سياق منفصل، توجه سكان طرابلس أمس إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مجالسهم البلدية في إطار عملية انتخابية بدأت في نهاية عام 2013 ويفترض أن تشمل لاحقا كل الأراضي الليبية.

وقسمت العاصمة الليبية إلى أربع بلديات هي: طرابلس المركز، وسوق الجمعة وحي الأندلس وأبو سليم.

وكان الإقبال متوسطا عند الظهر في مركزين للاقتراع في العاصمة اثر حملة لم تثر حماسة الناخبين لأن التنافس بين المرشحين ليس سياسيا.

وستحل المجالس البلدية المنتخبة الجديدة مكان المجالس المحلية التي تشكلت إثر اندلاع الثورة على معمر القذافي عام 2011 لإدارة شؤون الأحياء والبلدات والقرى.

(طرابلس، بنغازي -

أ ف ب، د ب أ)