تغريم وزارة التربية!

تعتبر المرحلة الابتدائية من أهم المراحل الدراسية في حياة التلميذ، ففيها يتم تأسيس التلميذ في القراءة والكتابة، ولقد كانت مخرجات المرحلة الابتدائية قديماً منذ الستينيات إلى الثمانينيات أيام المنهج الناجح (مع حمد قلم) مخرجات قوية في القراءة والكتابة وبقية المواد الأخرى.

 ومقارنة مع الجيل الحالي نجد أن مخرجات المرحلة الابتدائية ضعيفة المستوى في القراءة والكتابة، مع العلم أن عدد الحصص التي يدرسها تلاميذ الصف الأول الابتدائي في اللغة العربية 300 حصة في العام الدراسي و1500 حصة خلال خمسة أعوام!

ومع ذلك نفاجأ بالمستوى المتدني لبعض التلاميذ من خلال تطبيق اختبارات المسح الإملائي والقرائي في بداية كل عام دراسي جديد لتلاميذ الصف السادس في المرحلة المتوسطة.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما أسباب ضعف التلاميذ في القراءة والكتابة؟ الأسباب كثيرة ومتشعبة، ولكن نذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر:

«المنهج، والمعلم، والمعلمة، وطرق التدريس، وتدريس اللغة الإنكليزية في الصف الأول الابتدائي، وتأنيث مدارس البنين، والنجاح التلقائي لتلاميذ الصف الأول والثاني والثالث الابتدائي أسباب رئيسة في ضعف مخرجات المرحلة الابتدائية».

 وقد أعجبني موقف ولي أمر أحد التلاميذ في دولة الإمارات العربية المتحدة عندما رفع قضية في المحكمة على المدرسة التي رفعت ابنه من الصف الأول إلى الصف الثاني الابتدائي رغم ضعف مستواه التعليمي، وبدورها عرضت المحكمة الدعوى على خبير في التربية والتعليم الذي أفاد بضعف مستوى التلميذ وخطأ المدرسة الجسيم في رفعها التلاميذ الى الصف الثاني الابتدائي؛ لذلك قضت المحكمة بإلزام المدرسة بدفع رسوم الصفين الأول والثاني 37 ألفاً و500 درهم لوالد التلميذ، إضافة إلى تعويض أدبي للتلميذ بمبلغ 40 ألف درهم يعني المجموع صار 77 ألفاً و500 درهم (21 ألف دولار).

يا ترى كم عدد التلاميذ الضعاف الذين نجحوا في المرحلة الابتدائية وانتقلو إلى المرحلة المتوسطة رغم ضعف مستواهم وتحصيلهم التعليمي؟

لذا فإني أنصح كل ولي أمر متضرر يعاني ابنه تدنياً في المستوى بسبب النجاح التلقائي في الابتدائي مقاضاة وزارة التربية والتعليم لرفعها ابنه من الصف الأول إلى الصفين الثاني والثالث الابتدائي، وقد تحكم المحكمة الكويتية بإلزام وزارة التربية والتعليم بتعويضهم أسوة بالمحكمة الإماراتية.