رغم إعلان القاهرة عن مقترح جديد لهدنة 72 ساعة تمهد لاستكمال المفاوضات غير المباشرة، شهدت غزة، أمس، حلقة أخرى في مسلسل "دوامة العنف"، مع شن إسرائيل غارات جوية أسفرت عن مقتل فتى وسيدة، وقيام قواتها بدوريات على حدود القطاع، في حين هدد المفاوضون الفلسطينيون بمغادرة القاهرة ما لم ينضم وفد الدولة العبرية لهذه المباحثات.

Ad

وقال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، عزام الأحمد، أمس، "لدينا اجتماع مع القيادة المصرية، إذا تأكد لنا أن الوفد الإسرائيلي يضع شروطا لعودته إلى القاهرة فلن نقبل بأي شرط لاستمرار التفاوض".

وكانت حركتا حماس والجهاد رفضتا تمديد تهدئة مدتها 72 ساعة انتهت صباح الجمعة الماضي، متهمين إسرائيل بالمماطلة في المباحثات التي يقول الفلسطينيون إنها لا بد أن تنتهي برفع الحصار عن قطاع غزة المحاصر منذ العام 2006.

اجتماع طارئ

ولاحقاً، قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية إن "الوفد الفلسطيني المفاوض سيبقى في القاهرة لحضور اجتماع  طارئ لجامعة الدول العربية غداً"، مضيفة أن "الجامعة ستعقد اجتماعها على مستوى المندوبين الدائمين، وأن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات سينضم إلى الوفد الفلسطيني الذي أجرى مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل خلال الأيام الماضية برعاية مصر".

في سياق منفصل، نفت الجامعة، في بيان صحافي أمس، ما ذكرته إحدى الصحف العربية بشأن مغادرة الأمين العام لها نبيل العربي إلى بريطانيا في إجازة خاصة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدة أن العربي كان ومازال يقوم بنشاط مكثف من مصر طوال فترة العدوان، وأن جميع أنشطته لمواجهة الأزمة قامت بتغطيتها وسائل الإعلام العربية والدولية.

نتنياهو

في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن الدولة العبرية لن تفاوض للتوصل إلى تهدئة في غزة بينما يتم إطلاق الصواريخ من القطاع عليها، موضحاً أن "إسرائيل مستعدة لعمل عسكري طويل الأجل، ولن نفاوض تحت النار". وأضاف "عملية الجرف الصامد مستمرة، وستستمر حتى استعادة الهدوء لفترة طويلة".

وكانت إسرائيل سحبت وفدها من القاهرة الجمعة الماضية بعد الفشل في التوصل إلى تمديد للتهدئة، مؤكدة أنها "لن تتفاوض تحت القنابل".

ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت، أمس الأول، خمسين هدفا في غزة ردا على إطلاق أكثر من عشرين صاروخا من القطاع. ومنذ منتصف ليل السبت /الأحد، أطلق صاروخان على إسرائيل، بينما شنت الطائرات الحربية 17 غارة.

إلى ذلك، قتل طفل فلسطيني يبلغ من العمر 11 عاما، صباح أمس، جنوب شرق مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وقال مصدر طبي "قتل الطفل خليل محمد العناتي في مخيم الفوار". وقال شهود عيان إن الفتى قتل برصاص الجيش الإسرائيلي.

وأكد عم الطفل يوسف العناتي، الذي كان قميصه ملطخا بالدم، لوكالة فرانس برس، "جاءت دورية من الجيش إلى المخيم قرب منزلنا في آخر المخيم، حيث توجد بئر مياه، ولا نعلم ما الذي كانوا يفعلونه هناك"، مضيفاً وهو يبكي "كان يلعب عند مدخل المنزل، وفجأة سمعنا صوت رصاص، وبعدها صرخ ووقع على الأرض"، مشيرا إلى أن الطفل أصيب برصاصة في ظهره خرجت من بطنه.

كاسترو يدافع عن فلسطين

وقّع الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو بياناً دولياً "للدفاع عن فلسطين" يطالب فيه إسرائيل باحترام قرارات الأمم المتحدة والانسحاب من غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

وكتبت صحيفة "غرانما" الرسمية أمس الأول أن كاسترو الذي يبلغ الثامنة والثمانين في 13 أغسطس بعد غد، انضم "بتوقيعه إلى مجموعة من المفكرين ورجال السياسة الذين وقعوا بيانا بعنوان دفاعا عن فلسطين".

ومن الذين وقعوا على البيان الذي وزعته "شبكة الدفاع عن الإنسانية" التي تضم الهيئات الأميركية اللاتينية، رئيس بوليفيا ايفو موراليس، والفنان الأرجنتيني والحائز جائزة نوبل للسلام ادولفو بيريو اسكيفل، والراقصة الكوبية أليسيا الونسو، والكاتب الأميركي إليك ووكر.

ويطلب البيان من حكومات العالم أجمع أن تطالب إسرائيل باحترام قرار الأمم المتحدة 1967 الذي دعاها إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها خلال تلك الحرب.

وتصدرت أميركا اللاتينية في الأيام الأخيرة البلدان التي دانت الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، وقدمت إلى الفلسطينيين دعما بالإجماع. واتهم فيدل كاسترو في مقالة نشرتها صحيفة "غرانما"، إسرائيل بممارسة "شكل جديد من أشكال الفاشية" من خلال العملية العسكرية.

ووجهت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف والرئيس الفنزويلي نيكولا مادورو انتقادات حادة إلى إسرائيل.

واستدعت الأكوادور والبرازيل والبيرو والتشيلي والسلفادور سفراءها في إسرائيل للتشاور، بينما أدرجت بوليفيا إسرائيل في لائحة "الدول الإرهابية"، ووحدها كولومبيا خرجت على هذا الإجماع ولم تقم باستدعاء سفيرها في إسرائيل.

(هافانا - أ ف ب)

تظاهرات تضامنية تجتاح عواصم العالم

شهدت عدة عواصم عالمية تظاهرات حاشدة ضمت الآلاف تضامناً مع سكان قطاع غزة، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.

وتظاهر آلاف الأشخاص أمس الأول في سانتياغو عاصمة تشيلي تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وطالبوا الرئيسة ميشال باشوليه بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

ورفع المتظاهرون أعلاما فلسطينية ورفعوا يافطات كتب عليها "غزة تقاوم وفلسطين قائمة" و"العار لإسرائيل، هم أسوأ من النازيين".

وتعترف تشيلي بفلسطين منذ عام 2011. ويصل عدد أفراد الجالية العربية في تشيلي إلى 300 ألف شخص في حين يصل عدد أفراد الجالية اليهودية إلى 30 ألفا.

في غضون ذلك، تظاهر آلاف الأشخاص تضامنا مع الفلسطينيين في لندن للتنديد بـ"مجزرة" غزة وتزويد إسرائيل بالسلاح، بحسب ما أفادت المنظمتان اللتان دعتا إلى هذه التظاهرة وهما "أوقفوا الحرب" و"حملة التضامن مع فلسطين".

وهي التظاهرة الكبيرة الثالثة تضامنا مع الفلسطينيين التي تشهدها العاصمة البريطانية في الأسابيع الأربعة الماضية.

وبحسب منظمة "أوقفوا الحرب" فقد شارك في التظاهرتين الأوليين يومي 19 و26 يوليو "أكثر من 50 ألف شخص" في كل منهما، في حين قدرت الشرطة عدد المشاركين بما بين عشرة و15 ألف متظاهر.

وفي باريس تظاهر الآلاف في هدوء بعد ظهر أمس الأول للتنديد بـ"العدوان الإسرائيلي" على غزة والمطالبة بـ"رفع الحصار" عنها. كما سجلت تجمعات أخرى في العديد من المدن الفرنسية.

وفي السياق، خرج عشرات الألوف من الأشخاص إلى شوارع مدينة نيويورك الأميركية للاحتجاج على الهجوم الإسرائيلي والمطالبة بإنهاء العنف. وجابت الحشود شوارع المدينة الصاخبة في وسط مانهاتن.

(لندن، باريس، نيويورك - أ ف ب، رويترز)