بالتزامن مع اجتماعات الكتل السياسية العراقية للترتيب للمرحلة المقبلة والمتمثلة بتشكيل حكومة جديدة، ضربت سلسلة انفجارات مناطق شيعية متفرقة من العاصمة العراقية بغداد كان ضحاياها 25 شخصاً، في حين أصيب أكثر من 50 بجروح.

Ad

على وقع أعمال عنف تركزت في أغلب المناطق الشيعية في بغداد أمس، استقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في منزله أمس، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، وذلك للترتيب والتحاور حول المرحلة المقبلة لتشكيل حكومة أغلبية.

أكد الحكيم للمالكي مواصلة الحوار بين ائتلاف المواطن الذي يتزعمه الحكيم وائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي للوصول الى رؤى مشتركة للمرحلة المقبلة.

وشدد الحكيم في بيان أمس، عقب اللقاء على "أهمية الوصول الى رؤى مشتركة للمرحلة المقبلة وتفعيل دور التحالف الوطني بما يجعله مؤسسة فاعلة وراشدة"، مشددا على "ضرورة شراكة الأقوياء والفريق المنسجم القوي الذي يملك رؤية موحدة لقيادة الوطن للمرحلة القادمة انطلاقا من التحالف الوطني".

وأضاف البيان أن "المجتمعين أشادوا بالانتخابات والأجواء الديمقراطية التي رافقتها، وبدور الأجهزة الأمنية في حماية المراكز الانتخابية"، معتبرين أن "تجربة الانتخابات هي تعزيز للتجربة الديمقراطية في العراق الجديد".

وأوضح البيان أن "وفد المجلس ضم إلى جانب الحكيم كلا من همام حمودي وأحمد الجلبي ومحمد الأسدي وبليغ أبو كلل"، مبينا أن "الاجتماع تم بحضور مستشار رئيس الوزراء عبدالحليم الزهيري وعضو ائتلاف دولة القانون ياسين مجيد والقيادي في حزب الدعوة الإسلامية طارق نجم".

«دولة القانون»

كشف ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، عن نص الوثيقة التي أرسلها رئيس الوزراء  الى الكتل السياسية الأخرى لتشكيل حكومة الأغلبية السياسية وتفسيرها ورؤيتها داخل الائتلاف لثوابت الوطنية.

وقال القيادي في الائتلاف خالد الأسدي، إن "الوثيقة توضح رؤية دولة القانون لبرنامج الحكومة المقبلة بمشاركة الكتل السياسية وتشكيل حكومة أغلبية".

وأضاف الأسدي أن "الوثيقة تحتوي على 38 فقرة 16 منها توضح رؤية دولة القانون في تشكيل حكومة الأغلبية"، واعتبرها "تمثل خيارا موضوعيا يتلاءم مع المرحلة الحساسة التي يمر بها العراق لتثبيت الأمن والتنمية الاقتصادية والازدهار".

وأوضح أن "الفقرات الـ18 الأخرى من الوثيقة تنص على التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وتنفيذ مجموعة من المهام الاستراتيجية وإقرار القوانين المهمة التي لم يستطيع مجلس النواب إقرارها في الدورة الحالية".

وفي السياق، أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون هيثم الجبوري، أمس، أن أعضاء الائتلاف يشكلون الأغلبية في التحالف الوطني، داعيا باقي أعضاء التحالف الى احترام رأي الأغلبية، في حين شدد على ضرورة استمرار الاجتماعات لتشكيل الحكومة المقبلة من أجل تكوين موقف موحد.

الجعفري والنجيفي

أكد رئيس التحالف الوطني العراقي إبراهيم الجعفري، لرئيس مجلس النواب أسامة النجيفي أن "التحالف الوطني سيواصل جهوده للحفاظ على وحدة الشعب العراقي والابتعاد عن إثارة الخلافات".

وقال الجعفري في بيان صدر عقب استقباله النجيفي في مكتبه في بغداد أمس، إنه "جرى خلال اللقاء تقييم العملية الانتخابية خصوصاً أنها حظيت بمشاركة واسعة من قبل الجماهير"، مؤكدا أن ذلك يعني "حرص الشعب العراقي على المضي في طريق الديمقراطية".

وشدد على ضرورة "التطلع إلى الدورة البرلمانية المقبلة بتجاوز نقاط الضعف التي تخللتها، وبذل الجهود لرص الصف الوطني، والإفادة من مجمل الرموز الوطنية لتكريس الثقافة الوطنية"، مؤكدا أن "التحالف الوطني سيواصل جهوده من أجل الحفاظ على وحدة أبناء شعبنا العراقي، والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الخلافات، والتركيز على البناء والتنمية التي تنعكس على المستوى المعاشي للمواطن".

ولفت الجعفري إلى أن "العراق بحاجة لتضافر جهود القوى والرموز الوطنية كافة من خلال ما يجمعها من مشتركات على مستوى الأهداف، وما يهددها من مخاطر على مستوى التحديات".

أعمال عنف

وقتل 25 شخصا وأصيب نحو 50 بجروح في سلسلة هجمات أغلبها بسيارات مفخخة استهدفت أمس، مناطق ذات غالبية شيعية في بغداد، في أول موجة هجمات منذ الانتخابات التي جرت في نهاية الشهر الماضي. من بينها انفجار سيارتين مفخختين عند مديرية الشرطة شرق بغداد كان ضحاياه أربعة أشخاص في حين أصيب 11 بجروح.

وفي مدينة الصدر، أدى انفجار أربع سيارات مفخخة إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 27 بجروح متفاوتة. الى ذلك، قتل أربعة أشخاص وأصيب 18 بجروح في هجومين منفصلين شمال بغداد. وفي هجوم آخر، قتل مدنيان وأصيب 12 من المارة بجروح في انفجار سيارة مفخخة في مرأب مستشفى بلد.

(بغداد ـــــــ أ ف ب، د ب أ)