«الحرية والعدالة»... من هنا مرّت «الجماعة»!
لافتات بالية وأقفال يعلوها التراب... والوجود الأمني محدود
لافتات بالية وأقفال ونوافذ يعلوها التراب ووجود أمني محدود، هكذا بدت مقار حزب الحرية والعدالة، "المنحل"، بعدما ظل مدة ثلاثة أعوام الذراع السياسية لجماعة الإخوان، بعد يوم واحد من صدور حكم المحكمة الإدارية العليا، بحلّه وتصفية أمواله لمصلحة الخزانة العامة للدولة.المقار التي زارتها "الجريدة"، في مناطق متفرقة في القاهرة، بدت في حال تلخص تماماً ما آلت إليه حال الجماعة، التي أسسها حسن البنا 1928، وتصدرت المشهد السياسي في مصر على مدار السنوات الثلاث السابقة، قبل أن تنتهي بها الحال إلى "محظورة" وتحول ذراعها السياسية إلى حزب "منحل"، ودخول أغلب قادتها السجون، وصدور أحكام إعدام ضد مرشدها العام.
المقر الأبرز للحزب الإخواني وسط القاهرة، وتحديداً رقم تسعة بشارع منصور، هو أصلاً فيلا من طابقين، لها شرفات واسعة، تطل مباشرة على مقر وزارة الداخلية، وهي الفيلا التي عقد بها الرئيس المعزول محمد مرسي، أول مؤتمر صحافي له معلناً فوزه في انتخابات الرئاسة العام 2012، قبيل إعلان صدور النتيجة رسمياً بأيام. البوابة الحديدية للمقر في شارع منصور قرب ضريح الزعيم الراحل سعد زغلول كانت مغلقة، كما هي منذ أكثر من عام، وكانت لافتة الحزب المكتوبة بالعربية والإنكليزية، فوق البوابة، متماسكة لكن يغطيها التراب، وبدا أن بعض حروفها، قد تساقط بالفعل.في 4 شارع قدري بميدان السيدة زينب، وصلنا إلى المقر الثاني من مقار حزب الإخوان، فلم نجد أثراً على وجود الحزب، تنظر زوجة حارس العقار بريبة إلى محرر "الجريدة"، وتقول: "مفيش إخوان هنا ولا حرية وعدالة... مشيوا... مشيوا من زمان".في العقار رقم 64 الكائن في شارع اللواء طاهر الأسمر بالعجوزة، لاتزال بعض آثار الحزب باقية على جدران السلالم المؤدية إلى شقق الطابق الأول، تخبر الزائرين أن "الإخوان مروا من هنا"، فملصقات الدعاية الرئاسية لمرشح الإخوان في انتخابات الرئاسة محمد مرسي مازالت موجودة، تجاور آثار لافتة تمَّت إزالتها للحزب من على الجدران، وكتب أحدهم مكانها بقلم أسود عريض "السيسي رئيسي".