مشروب طاقة يومياً لا يعطيك جناحين!

نشر في 04-05-2014 | 00:01
آخر تحديث 04-05-2014 | 00:01
{ريد بول} يعطيك أجنحة! الجميع يعرفون ذلك! بعد ساعة أو ساعتين على استهلاك مشروب «ريد بول» أو أي مشروب طاقة آخر، قد يبدو ذلك الشعار صحيحاً فعلاً. أظهرت الدراسات أن اليقظة والأداء المعرفي يتلقّيان صدمة مؤقتة.
ماذا يحصل حين يصبح استهلاك مشروبات الطاقة عادة مترسّخة؟ لم يخضع هذا الموضوع لدراسة مكثفة، لا سيما ضمن فئة المراهقين. لكن نُشرت دراسة في مجلة «الحدود في علم النفس» (Frontiers in Psychology) وحاولت سد هذا الفراغ. أجرى باحثون من {الجامعة الحرة} في أمستردام دراسة عن استهلاك الكافيين ومشروبات الطاقة عند 509 مراهقين يبلغ متوسط عمرهم 13 عاماً. كذلك طلبوا من المراهقين وأهاليهم أن يخضعوا لاختبار مهم غالباً ما يُستعمل لتقييم أي مشاكل سلوكية يمكن أن يواجهها الأفراد، فضلاً عن قدراتهم المعرفية ونوعية النوم لديهم. استناداً إلى الاختبار، ابتكر الباحثون مؤشرين: مؤشر تنظيم السلوك ومؤشر ما وراء المعرفة.

أوضح الباحثون: {يعكس مؤشر تنظيم السلوك القدرة على تعديل الوظيفة المعرفية وتنظيم السلوك والعواطف، بينما يعكس مؤشر ما وراء المعرفة القدرة على التخطيط والتنظيم وحفظ المعلومات في العقل لحل المشاكل مستقبلاً}.

تحدث 6% من المراهقين المشاركين في الدراسة عن استهلاك أكثر من عبوة من مشروب الطاقة في اليوم. كلّ من اعترف باستهلاك هذا الكم من مشروبات الطاقة سجّل مستويات أعلى بقليل من المعدل وفق مؤشر تنظيم السلوك ومؤشر ما وراء المعرفة معاً، ما يشير إلى وجود مشاكل إضافية على مستوى المهارات المعرفية والتنظيم السلوكي. لم يرتبط استهلاك الكافيين الموجود في مشروبات أخرى بأي شوائب في السلوك أو المعارف.

لنراجع بعض الوقائع. استعمال البيانات الذاتية له إيجابيات وسلبيات في آن. الإبلاغ الذاتي يمنح الدراسة مصداقية حقيقية، لكن من المعروف أنه غير دقيق لأن الناس لا يتذكرون ما أكلوه وشربوه. على صعيد آخر، لم يتمكن الباحثون من قياس كمية الكافيين التي شربها المراهقون بطريقة مباشرة. وربما أدى حجم العينة الذي فاق 500 شخص إلى جمع بعض المعطيات غير الدقيقة، لكن كان من المفيد أن يكون العدد أعلى في دراسة مماثلة. كذلك، لا يمكن التأكيد على أي روابط سببية في البحث.

يوضح الباحثون: {ربما يستهلك المراهقون الشباب الكافيين وثلاثة أنواع من مشروبات الطاقة بسبب تراجع وظائفهم التنفيذية أصلاً}.

الدراسة الراهنة ليست مثالية بأي شكل، لكنها محاولة أولية جيدة لرصد آثار مشروبات الطاقة على وظيفة المراهقين المعرفية. لا بد من القيام بأبحاث إضافية طبعاً. بين 30 و50% من المراهقين والراشدين الشباب يستهلكون مشروبات الطاقة، لكن لم تخضع للدراسة آثار استعمالها الطويل الأمد على المراهقين. تذكّروا أن الكافيين هو نوع من المحفزات النفسية. وبما أن مشروبات الطاقة تُعتبر مكملات غذائية، لا تنظم إدارة الغذاء والدواء كمية الأدوية التي يمكن إضافتها إليها. لا ضير من استهلاك مشروب طاقة من وقت إلى آخر، لكنّ شرب عبوة أو اثنتين يومياً قد يسبب عواقب غير مقصودة على الدماغ في طور النمو.

back to top