جبهة يبرود تشتعل... ومعارك دمشق تعزل اليرموك

نشر في 04-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 04-03-2014 | 00:01
• بان كي مون يمهد لـ«جنيف 3»
• «داعش» يخسر مستودعاً للأسلحة والذخائر في الحسكة

في الوقت الذي اشتعلت فيه المواجهات بين قوات النظام السوري وكتائب المعارضة المرابطة على جبهة مدينة يبرود في القلمون، أوقفت المعارك الطاحنة في دمشق بين قوات النظام ضد جبهة النصرة، توزيع المساعدات على آلاف اللاجئين والمحاصرين في مخيم اليرموك.
بينما شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بحزم لإنهاء الحرب الدموية في سورية، شهدت المعركة الدائرة في منطقة القلمون بين قوات النظام وكتائب المعارضة المسلحة والتي دخلت أمس يومها العشرين استخدام مختلف الأسلحة الثقيلة.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية أمس إن مسلحي المعارضة يخوضون معارك ضارية وسط قصف متواصل من جانب قوات النظام المدعومة بمقاتلين من «حزب الله» اللبناني، مشيرة إلى أن عدد قتلى المواجهات خلال اليوميين الماضيين بلغ 59 مدنياً جراء قصف نفذته قوات النظام بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة.

بدوره، أكد التلفزيون السوري الرسمي أن القوات الحكومية استعادت أمس السيطرة على بلدة «السحل» الاستراتيجية في يبرود بريف دمشق، مشيراً إلى أن وحدات الجيش تقترب من دخول المدينة وقطع طرق إمداد المعارضة.

معركة اليرموك

على صعيد مواز، تجددت الاشتباكات أمس في مخيم اليرموك القريب من دمشق بين قوات المعارضة السورية من جهة وقوات النظام مدعومة بقوات الجبهة الشعبية القيادة العامة الفلسطينية من جهة أخرى.

وقالت الأمم المتحدة أمس إن المعارك، التي أنهت هدنة مخيم اليرموك بالعاصمة وأعادت الأزمة فيه إلى المربع الأول، عطلت توزيع المساعدات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لآلاف اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين.

وأوضح المتحدث باسم «أونروا» كريس جونيس أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة لم تتمكن من توزيع حصص الطعام في اليرموك ودعت كل أطراف الصراع إلى السماح فورا باستئناف عمليات توزيع المساعدات.

وأضاف أن «أونروا مازالت قلقة للغاية بشأن الموقف الإنساني البائس في اليرموك ومن أن زيادة التوترات واللجوء إلى القوة المسلحة عطلا جهودها لتخفيف محنة المدنيين».

«النصرة» و«الجبهة»

ومن جهة اخرى، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن سائق سيارة إسعاف قتل في قصف بالمورتر أمس الأول وتحدث السكان عن انفجارات عدة، بعدها ألقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي تؤيد الرئيس بشار الاسد، اللوم في المعارك على جبهة النصرة، التي اتهمت بدورها أيضاً القوات النظامية ومقاتلي القيادة العامة بـ»عدم الالتزام بأي بند من بنود اتفاقية تحييد مخيم اليرموك» مذكرة بان مقاتليها كانوا انسحبوا من المخيم «نظرا لتردي الوضع المعيشي والإنساني الى درجة كبيرة بين الناس بسبب الحصار الخانق الذي فرضه النظام والقيادة العامة».

حلب والحسكة

في هذه الأثناء، اشتدت وتيرة المواجهات في محيط سجن مدينة حلب المركزي بين الثوار وقوات النظام المتحصنة بالسجن.

وفي الحسكة، شمال شرق سورية، سيطرت كتائب المعارضة على مستودع للأسلحة والذخيرة في بلدة مركدة بعد أن طردت عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) منها.

وقف الحرب

سياسياً، قال الأمين العام اللأمم المتحدة ، أمام مجلس حقوق الإنسان المنعقد في جنيف أمس، إن النزاعات من سورية إلى جنوب السودان وجمهورية وسط إفريقيا تشير إلى «ما يمكن أن يحصل عندما يشعر المرتكبون بحرية الانتهاك من دون عقوبات»، مضيفاً أن «كل الأطراف في سورية ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان بنطاق وأسلوب لا يمكن تصوره».

وأشار إلى أن «الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن لديهم واجب خاص بإنهاء هذه الحرب الدموية وضمان مساءلة قوية»، معتبراً حصار المجتمعات والموت من الجوع والاستخدام العشوائي للبراميل المتفجرة وأسلحة أخرى أمورا «غير مقبولة».

وإذ رفض بشدة استمرار الأزمة الإنسانية، أكد بان أنه مصمم على مواصلة الجهود من أجل السلام في سورية، معتبراً أن «الحل الوحيد لإنهاء النزاع يجري من خلال التفاوض»، بالرغم من عدم إحراز تقدم في مؤتمر «جنيف 2»،  الذي انتهت جلسته الاخيرة في 15 فبراير في جنيف.

وأضاف: «إننا مصممون على إعادتهم الى طاولة المفاوضات هنا في جنيف في أقرب وقت ممكن» من دون تحديد موعد، مشيراً إلى أنه التقى مطولاً مبعوثه الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي الاحد خلال لقاء في سويسرا مع مبعوثيه الخاصين.

ومن المتوقع ان يزور الابراهيمي نيويورك الاسبوع المقبل، بحسب بان، الذي انتقد غياب «الالتزام البناء بالحوار» من قبل الوفد الحكومي السوري وشجعه على العودة «بموقف بناء». كما دعا روسيا والولايات المتحدة الى «ممارسة نفوذهما»، موسكو على الحكومة وواشنطن على المعارضة، لإعادة الطرفين الى المفاوضات «بموقف صادق وبناء»

على صعيد ذي صلة، كشف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس عن موافقة السلطات السورية على إطلاع مفتشي الوكالة على مفاعل صغير للطاقة الذرية في دمشق.

وقال أمانو، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة إن «سورية أعربت الشهر الماضي عن استعدادها للسماح لمفتشي الوكالة بالإطلاع على مفاعل مصغر في دمشق»، لكن الوضع الأمني في البلاد لا يسمح بإرسال خبراء.

(دمشق، جنيف - أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)

back to top