«الائتلاف السوري» يوافق على المشاركة في «جنيف 2»

• تركيا وقطر تجتمعان بمجموعات مقاتلة لإقناعها بالمؤتمر 
• دخول أولى المساعدات إلى مخيم اليرموك

نشر في 19-01-2014
آخر تحديث 19-01-2014 | 00:07
قرر الائتلاف السوري المعارض أمس المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، بعد اجتماع تخلله خلافات وضغوط دولية وإقليمية.
بعد اجتماع عاصف في اسطنبول، وافق الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس على المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» الذي سيعقد يوم الأربعاء المقبل.  

وصوت 58 من أعضاء الائتلاف مع المشاركة و14 ضدها وامتنع 3 عن التصويت.

وكانت تركيا وقطر المكلفتان من قبل الغربيين والعرب العمل مع المعارضة السورية، أجرتا محادثات موازية في أنقرة مع أربع مجموعات مقاتلة سورية من بينها الجبهة الإسلامية في محاولة لإقناعها بجدوى مؤتمر جنيف 2.

عتاد روسي

وعلى الأرض، كشفت مصادر مطلعة، في تصريحات لوكالة أنباء «رويترز» نشرتها مساء أمس الأول، أن روسيا كثفت في الأسابيع القليلة الماضية إمدادات العتاد العسكري لنظام الأسد، بما في ذلك عربات مدرعة وطائرات دون طيار وقنابل موجهة.

وقالت عدة المصادر إن «قوات الأسد منذ ديسمبر تسلمت شحنات من الأسلحة والإمدادات العسكرية الأخرى، منها طائرات بدون طيار رتبت روسيا تسليمها لسورية، إما مباشرة أو من خلال وكلاء».

وأوضح مصدر أمني في الشرق الأوسط، طلب عدم نشر اسمه، «تنقل عشرات من طائرات انتونوف 124 (طائرات نقل روسية) مدرعات وأجهزة مراقبة ورادار وأنظمة حرب إلكترونية وقطع غيار لطائرات الهليكوبتر وأسلحة متنوعة منها قنابل موجهة»، مضيفاً: «يقوم مستشارون روس وخبراء من المخابرات بتشغيل طائرات استطلاع من طراز يو.ايه. في على مدار الساعة، لمساعدة القوات السورية في رصد مواقع المعارضين وتحليل قدراتهم وشن هجمات دقيقة بالمدفعية والقوات الجوية ضدهم».

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها ليس لديها تأكيد من مصدر مستقل بأن روسيا زادت الإمدادات العسكرية لسورية، مشددة على أن هذه التحركات ستثير قلقاً إذا كانت صحيحة.

الاقتتال الداخلي

ميدانياً، حقق مقاتلو تشكيلات من المعارضة السورية أمس الأول تقدماً على حساب الدولة الإسلامية في العراق والشام في غرب محافظة حلب، بينما أحكم التنظيم الجهادي سيطرته على مناطق في شمالها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأتى ذلك بعد ساعات من انسحاب الدولة الإسلامية من مدينة سراقب، أحد أبرز معاقلها في إدلب (شمال غرب)، اثر اشتباكات مع تشكيلات أخرى من المعارضة، في المعارك المتواصلة منذ مطلع يناير.

وقال المرصد، في بريد إلكتروني، «سيطر مقاتلون من كتائب إسلامية مقاتلة وكتائب مقاتلة، على الفوج 46 وأورم الصغرى وريف المهندسين، عقب اشتباكات مع الدولة الإسلامية في العراق والشام».

وأوضح أن «الفوج 46 كان من أهم معاقل الدولة الإسلامية في ريف حلب الغربي»، وان عناصرها «انسحبوا نحو قربة كفرجون التي تحتوي على أكبر مستودعات للأسلحة» لها في سورية.

وأشار إلى «مقتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من الدولة الإسلامية، واستسلام نحو 20 آخرين جميعهم من جنسيات غير سورية».

تقدم «داعش»

وفي مقابل تراجعها في ريف حلب الغربي، تمكنت الدولة الإسلامية المرتبطة بـ«القاعدة» من «فرض سيطرتها الكاملة على مدينة جرابلس» الواقعة في أقصى الريف الشمالي لحلب على مقربة من الحدود التركية.

وقال المرصد إن مقاتلي المعارضة «تقدموا بشكل كبير في المدينة منذ مساء أمس (أمس الأول) حتى فجر اليوم (أمس)، إلا أن الدولة الإسلامية استقدمت تعزيزات من ريف حلب والرقة، وتمكنت من إحكام سيطرتها».

مخيم اليرموك

ودخلت أمس أول دفعة مساعدات غذائية إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، والذي يخضع منذ نحو عام لحصار عسكري تفرضه القوات النظامية، حسبما أفاد مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية أنور عبدالهادي.

وقال عبدالهادي إنه «تم إدخال أول دفعة من المساعدات الغذائية، وهي عبارة عن شاحنة محملة بـ 300 طرد»، مشيراً الى أن الدفعة تمكنت من الدخول بفضل «اتفاق تم في المخيم بين وفد يضم عددا من ممثلي الفصائل والمسلحين» المعارضين الذين يسيطرون على المخيم.

الأسد

إلى ذلك، قال الرئيس السوري بشّار الأسد أمس إن «الفكر الوهّابي التكفيري» لا يهدّد بلاده فقط، بل دول المنطقة برمّتها، مؤكداً أن المجتمع السوري لن يقبل بهذا الفكر الغريب عنه.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد شدّد خلال لقائه وفد الكنيسة الإنجيلية، على أن «المجتمع السوري الذي تميّز منذ قرون طويلة بحالة الاندماج والمحبة والتآخي بين جميع أبنائه بمختلف طوائفهم وأعراقهم لم ولن يقبل الفكر الوهابي التكفيري الغريب عنه»، لافتاً الى أن «هذا الفكر الخطير لا يهدد سورية فقط، بل دول المنطقة برمّتها بحكم الارتباط الوثيق والتداخل بين مكوناتها الاجتماعية».

واعتبر الأسد أن «إحدى المشكلات الأساسية في طريقة تعاطي الولايات المتحدة والغرب عموماً مع قضايا منطقتنا هي أن معظم قادته بعيدون عن الفهم الحقيقي لواقع وطبيعة هذه المنطقة ومصالح شعوبها، ويعملون وفقاً لمصالحهم الضيقة بعيداً عن مصالح شعوبهم ودولهم». يذكر أن وفد الكنيسة الإنجيلية ضمّ قساوسة من الولايات المتحدة والسويد وسويسرا ولبنان وسورية.

حلب

وبينما قتل 16 شخصا أمس في قصف من الطيران الحربي السوري على مدينة حلب وريفها في شمال البلاد، نفذ الطيران ثماني غارات على مناطق شرق دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

back to top