تُعتبر المشاطرة، على غرار مسائل كثيرة في هذه المرحلة، مهارة تُكتسب بالتمرن. فلا يتعمد الولد الإعراب عن الأنانية حين يرفض المشاركة والمشاطرة، بل يتصرف وفق ما تمليه عليه سنه فحسب. لذلك لا تشعري بالحرج عندما يمسك ولدك البالغ من العمر سنتين بلعبة ما ويروح يصيح {هذه لي!}، بل حوّلي هذه اللحظة إلى مناسبة للتعلّم.

Ad

إليك بعض النصائح البسيطة التي تساعدك في تعليم ولدك المشاطرة والتصرف بشكل جيد:

إتاحة الفرص للمشاطرة: لا تشكّل المشاطرة ردّة فعل طبيعية عند الولد. لذلك يحتاج إلى تعلّم هذا المفهوم. كوني صبورة ولا تستعجلي الأمور، وسيتعلّم ولدك المشاطرة بالتأكيد. لا ترغميه عليها، بل أتيحي أمامه الفرص ليلعب مع الآخرين ويشاطرهم ما يملكه. أخبريه بطريقة التصرف الفضلى قبل وصول الضيوف. كذلك يمكنك استضافة مجموعة من الأولاد في المنزل لتمرنيه بأمان على المشاطرة. قد يرفض في البداية. لكنه مع التمرن سيدرك أنه يملك لعباً أخرى يمكنه التسلي بها. أعيدي توجيه انتباهه، وسيتقبّل، في النهاية، فكرة أن يلعب أولاد آخرون بلعبه. وإذا أردت تسهيل هذه العملية، فضعي لعبه المفضلة جانباً ولا تسمحي للأولاد الآخرين بالمساس بها.

حددي فترات زمنية: حددي ما على الولد توقعه بالقول، مثلاً: {يمكنك اللعب بها لعشر دقائق، ومن ثم يحين دور سالي}. يواجه الأولاد صعوبة في اللعب معاً. لذلك يساعدهم تحديد الفترات الزمنية في تعلّم المشاطرة. من المفيد أيضاً الاستعانة بمنبِّه: عندما يرنّ الجرس، يحين موعد تبديل اللعب. قد يتردد ولدك في التخلي عن لعبته، لذلك لا تتفاجأي إن اضطررتِ إلى التدخل.

كافئي السلوك الجيد: إذا جرت عملية التشاطر بنجاح، فكافئيه على حسن تصرفه هذا أمام المجموعة. قولي له مثلاً: {أنت صبي كبير لأنك تشاطرت ألعابك مع سامر} أو {ألا تشعر بالفرح لأنك لعبت مع أصدقائك من دون أي خلاف؟}. كذلك يعشق الأولاد الصور القابلة للصق. لذلك قدمي له إحداها أو وجبة مميزة على الغداء كمكافأة. واحرصي على أن تكون هذه المكافأة فورية لأن مدى انتباه الأولاد يُعتبر قصيراً عادةً. وعلى العشاء، اطلبي منه إخبار والده عن حسن تصرفه عندما شارك رفاقه في لعبه. ولا شك في أن هذا التشجيع الإيجابي سيحقق نجاحاً مع الأولاد لأنهم يرغبون بطبيعتهم في إرضائك.

كوني قدوة حسنة: يقلّد الأولاد ما يرونه. لذلك استغلي الفرص المتاحة أمامك لتتشاطري مع ولدك طعامك مثلاً. أخبريه بما تقومي به: {هذه شطيرة لذيذة، وأود أن أشاركك فيها}. ومن ثم قدمي له القليل منها. وأنهي حواركما بالقول: { شكراً لأنك تشاطرتها معي. أشعر بالسعادة عندما أشارك آخرين في ما أملك}. وهكذا تجعلين المشاطرة تجربة إيجابية بالنسبة إليه، فيربط هذا الشعور بمشاطره لعبه مع رفاقه.

علّميه الرضا المؤجّل: يريد الأولاد كل شيء في الحال. ولكن يمكنك أن تعرضي على ولدك خيارات، مثل {إذا سمحتَ لسوزي بالتسلي بلعبك الآن، يمكننا الذهاب إلى المنتزه غداً واللعب بالزحلوقة}. واحرصي على أن تكون المكافأة أكبر من فرح اللعب بالألعاب في تلك اللحظة. وبالسماح له بتحديد ما يريد ليشعر أنه ولد كبير ناضج.

ابدأي بتعليم ولدك مفهوم المشاطرة باكراً. تحدثي بصوت عالٍ خلال عملية المشاطرة كي يألفها جيداً. وعند طرح فكرتها على مجموعة من الأولاد، حددي القواعد ليعرف الجميع ما عليهم مشاطرته. اعرضي على الأصدقاء التسلي بلعب ولدك أمامه كي يتعلم هو بدوره هذا السلوك. قولي مثلاً: {سام، هل تود اللعب بشاحنة إيثان اليوم؟}. ثم اطلبي من إيثان تقديم الشاحنة إلى سام. لا تعاقبيه إن رفض، بل عبّري له عن مدى خيبة أملك وشجعيه على المشاطرة بفاعلية في المرة المقبلة. ولا تترددي في التدخل لتحولي دون أي خلاف قد ينشب بين الأولاد. ولكن تذكري أن المشاطرة تتحوّل بالمثابرة إلى سلوك طبيعي لدى ولدك فيما يكبر وينمو.