توسعت دائرة الاقتتال بين كتائب المعارضة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، لتشمل ريف محافظة حلب، إضافة إلى المعارك الضارية بين الطرفين في دير الزور، حيث أعدمت جبهة النصرة ممثل تنظيم القاعدة في سورية، أحد القادة المنشقين عنها.

Ad

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأن محور هذه الاشتباكات، التي وصفها بالأعنف، كان قرية تل مضيق ومحيطها بريف حلب الشرقي، موضحا أن المواجهات شملت كذلك بلدتين أخريين عقب قصفهما صباح أمس من قبل مقاتلي الدولة الإسلامية بقذائف الهاون. وفي دير الزور، أعدمت جبهة النصرة قائد لواء إسلامي انشق عنها وبايع «داعش» قبل أيام، عقب اعتقاله على أطراف مدينة موحسن بالريف الشرقي للمدينة، التي شهدت، مقتل مسلح جراء إصابته في انفجار لغم أرضي في حي الكنامات.

وبحسب المرصد، فإن عبوة ناسفة انفجرت بعد منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء في منطقة الهجانة بمدينة البوكمال، دون أنباء عن إصابات.

وفي محافظة حلب، استهدفت الكتائب الإسلامية بقذائف الهاون نقاط تمركز لقوات النظام في محيط الجامع الأموي بالمدينة القديمة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية واحتراق العديد من المحال التجارية ومبنى سكني في حي جب القبة، بينما ارتفع إلى 5 (طفلان وامرأتان ورجل) عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي ببرميل متفجر منطقة بحي الهلك صباح أمس.  

وفي محافظة حماة، استهدفت الكتائب الإسلامية بقذائف الهاون حاجز تل ملح بريف المدينة الغربي وتجمعات لقوات النظام على أطراف بلدة مورك، بينما اقتحمت قوات الأسد قريتي جنان وكريمش بالريف الجنوبي، ونفذت حملة دهم واعتقال عشوائي طالت عددا من المواطنين.

وفي دمشق، تبادلت الأطراف الموقعة على اتفاق تحييد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق الاتهامات حول المماطلة في تنفيذ بنوده لإنهاء الأزمة.

واتهمت مصادر متابعة لملف أزمة المخيم مجموعات مسلحة في داخله بالمماطلة في تنفيذ عدد من بنود اتفاق تحييد المخيم، الذي ينص على وضع نقاط تمركز حول حدود المخيم الإدارية، لضمان عدم دخول أي مسلح من الخارج إلى داخله، لكن المسلحين يماطلون في وضع هذه المراكز وينتشرون فيها. وأوضحت أن الاتفاق يتضمن تشكيل لجنة عسكرية مشتركة متفق عليها، وقوة أمنية لحفظ الأمن داخل المخيم إلا أن المسلحين لم يختاروا حتى الآن الـ50 شخصا منهم ليشاركوا في هذه اللجنة التي ستضم أيضاً 50 عنصرا من الفصائل الفلسطينية.

وذكرت ان الطرف الحكومي السوري، الذي وقع على الاتفاق، طلب من ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف الفصائل الفلسطينية التريث والاستمرار في الحوار.

من جانبه، اكد الجانب الحكومي السوري انه لم يقصر مطلقا في تنفيذ الاتفاق، كما تقول المجموعات المسلحة، متهما هذه المجموعات بالتقصير وتعطيل تنفيذ الاتفاق، كما عطلوا في السابق تنفيذ المبادرة التي تم التوصل اليها اواخر ديسمبر من العام الماضي الخاصة بانهاء ازمة المخيم، مشيرا الى ان المشكلة عند المسلحين لا عند الدولة.

في غضون ذلك، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرلمان أمس قوات الأسد بإطلاق صاروخ أسفر الأحد عن مقتل عربي إسرائيلي، وقال للإذاعة العامة: «حصلنا على كل التحليلات والمعلومات الاستخبارية، ومن الواضح أن المسؤول هو السلطات السورية».

وأضاف ليبرلمان أن «قوات الأسد أطلقت النار باتجاه المواطن الإسرائيلي وباتجاه السيارات التي توقفت بالقرب من الحدود، وعليها (القوات السورية) أن تدفع الثمن».

وقتل الفتى الإسرائيلي (13 عاماً)، وهو ابن مقاول لدى وزارة الدفاع الإسرائيلية، في الجزء المحتل من هضبة الجولان الأحد، بعدما استهدف صاروخ سيارة كان يستقلها مع والده.

(دمشق، القدس - أ ف ب،

رويترز، د ب أ، كونا)