كانت «اللقطة» التي ظهرت فيها مديحة يسري أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، تلك اللقطة أهلتها للوقوف أمام الفنان فريد الأطرش في {أحلام الشباب} أولى بطولاتها السينمائية، شعرت بأنها في قلب الحلم الذي لم تتخيل يوماً أن يتحقق، خصوصاً بعدما باتت نجمة مطلوبة بالاسم.

Ad

لذا صدمها {الحظ العاثر} الذي كان من نصيب ثاني بطولاتها، فيلم {العامل} أمام الفنان حسين صدقي في باكورة إنتاجه السينمائي، إذ فوجئت وجميع صانيعيه بقرار ملكي بإيقافه بعد أسبوع من طرحه في دور العرض.

الفيلم الذي كان يدور حول عامل يصاب أثناء أداء عمله، ويرفض صاحب المصنع أن يدفع له أي تعويضات، فيثور بقية زملائه العمال ويدخلون في إضراب حتى يرضخ صاحب المصنع لمطالبهم، هو ما خشيت منه الحكومة المصرية آنذاك، إذ اعتبرته {تحريضيا} في ظل أوضاع مماثلة كانت تشهد احتجاجات عمالية وأوضاعاً اقتصادية شديدة السوء، خصوصاً أن الفيلم ينتهي بانتصار العمال ورضوخ صاحب العمل. وعليه رفع الفيلم من دور العرض، إنقاذاً لأصحاب الشركات والمصانع، وظل للأسف ولسنوات تالية حبيساً في العلب يتحين منتجه فرصة لعرضه لتعويض خسائره فيه.

أما مديحة فدخلت دوائر الانتظار. صحيح كانت بانتظارها مشاريع جديدة رشحت للمشاركة فيها وتعاقدت عليها فعلياً، إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ، ولم تبلغ بمواعيد تصويرها.

 لذا عادت إلى جلسات السمر في حديقة {غروبي} مع صديقات الطفولة والصبا. المتغير الوحيد في هذه الجلسات كان في اختلاف نوعية الحوار بين الصديقات، فلم تعد الموضة وحكايات المدرسة هي الحاضرة في المشهد، ولكن حلت محلها كواليس الأفلام التي شاركت فيها النجمة الصاعدة مديحة يسري.

سألت إحداهن: احكي لنا يا مديحة عن عبد الوهاب، أول ما شفتيه عملت إيه؟

فيما أخرى قالت: لالا ... احكي لنا عن فريد الأطرش، كان شعورك إيه وأنت بتمثلي قدامه؟

ثالثة قالت: آه... واحكي لنا  عن حسين صدقي، ظريف ولا دمه تقيل؟

قاطعتها الأولى: هو صحيح أنتم بتصوروا في بيوت حقيقية؟ ولما بتصورا في الشارع الناس بتتلم حواليكم؟

واصلت إحداهن: يوسف وهبي شكله فعلا حلو زي ما بيطلع في الفيلم؟

أسئلة وتفاصيل كثيرة كانت تجيب عنها مديحة فيما العيون {مشدودة} تسمعها بإنصات.

بين الحين والآخر كان يقطع خلوتهن بعض رواد المكان الذين يحرصون على تحية النجمة الصاعدة، والتعبير لها عن مدى إعجابهم بأدائها. من جانبها، كانت تبادلهم التحية مغلفة بابتسامة خجل ممزوجة بالسعادة، بينما صديقاتها يشعرن بالفخر لأنهن يجلسن مع فنانة مشهورة لا تخطئها العين، ومن ثم اقترحت إحداهن تنظيم حفلة احتفالا بها، وهو الاقتراح الذي لاقى قبولاً من الجميع، وبدأن المفاضلة بين حديقة غروبي ومكان آخر، حتى استقرت الآراء على منزل إحداهن توافقاً و{الأريحية} التي يتطلبها مثل هذه الاحتفالات، وفعلاً تبارت الفتيات على استقبال الحفلة داخل منازلهن، ما اضطر مديحة إلى أن تحسم الجدل باللجوء إلى {القرعة}.

دعابات بريئة

في اليوم المحدد حرصت مديحة على التوجه مبكراً إلى منزل صديقتها حيث سيقام الاحتفال، كانت حريصة على مساعدتها في تنظيم المكان، وأن تكون في شرف استقبالهن، فالاحتفال هو الأول من نوعه بالنسبة إليها، لذا كانت سعادتها تسبقها وتغلف تصرفاتها كافة.

غير أنها لم تتخيل أن الإعداد للاحتفاء بها كان يتم على نحو آخر لم تتخيله، فبينما كن يتسابقن على إلقاء كلمات قصيرة عبرن خلالها عن إعجابهن الشديد بنجاح زميلتهن في التمثيل، إذا بإحداهن تقول:

*اسمعوا يا جماعة... مديحة قررت تتبرع بعشرة جنيهات لجمعية خيرية بمناسبة نجاحها في التمثيل.

ضج المكان بالتصفيق والصيحات، فيما مديحة كانت تبدو مذهولة، فهي لم تخبر صديقتها بما أعلنته سلفاً، لذا كانت تجاهد في أن ترسم الابتسامة على وجهها وإن لم تفهم لماذا ورطتها صديقتها دونما اتفاق مسبق بينهما، خصوصاً أن 10 جنيهات كانت مبلغاً كبيراً آنذاك.

انتبهت مديحة على صوت صديقتها تقول: يالا يا مديحة فين الفلوس.

بحثت في حقيبتها وبسرعة أخرجت المبلغ والذي بالصدفة كان في حوزتها، والأهم كان آخر ما تبقى لديها وهي تقول:

*آه طبعاً... اتفضلي.

فجأة سمعت مديحة صوت ضحكات مكتومة، طالعت وجوه صديقاتها فأدركت أن في الأمر شيئاً ما، وبينما هي حائرة تجتهد في تفهم ما حدث، إذا بصديقتها تعيد لها المبلغ وسط ضحكات الجميع، حينها أدركت أنه كان مقلباً مدبراً من صديقتها فيما الأخريات شاركن فيه.

الطريف أن مديحة كانت على موعد آخر مع «مقلب» جديد ومن الصديقة نفسها، فمن خلال «جلسات النميمة» بينها وبين صديقاتها، عرفت «هاوية المقالب» الكثير عن تفاصيل كواليس تصوير الأفلام، وعرفت أن ثمة شخصاً مسؤولا عن إخطار الممثلين بمواعيد التصوير أو تغييراتها، وأن مديحة كانت في إجازة من التصوير لمدة أسبوع بسبب بناء ديكورات جديدة. عليه، استغلت المعلومات وغيرها وأرسلت إليها ما يفيد بضرورة حضورها في الخامسة صباحاً في أستوديو مصر لبدء التصوير، وذيلت الورقة بتوقيع لا يمكن فك طلاسمه على أساس أنه توقيع  المسؤول عن هذه المهمة.

وفعلاً، استيقظت مديحة فجراً وغادرت منزلها متجهة إلى موقع التصوير لتفاجأ به مغلقاً، ولم تجد أياً من العاملين معها في الفيلم.

شعرت مديحة بالقلق وبدأت رحلة البحث عن هاتف لتتمكن من الاتصال بالمخرج لتسأله عن موعد التصوير وسبب عدم حضورهم، لتفاجأ بأنه لم يرسل إليها طلباً للتصوير أصلاً، وبأن فريق العمل في الفيلم ما زال في إجازة.

كان شعورها خليطاً بين الغضب وبين الحيرة، فيما رغبة كبيرة تحركها لمعرفة من  خطط لما حدث. اتصلت بالمسؤول عن الفيلم فنفى علاقته بالأمر، عادت إلى منزلها وكلها غضب وحيرة، لتفاجأ بورقة أخرى في انتظارها خالية إلا من عبارة واحدة «كدبة أبريل»، ففهمت أنه مقلب آخر من صديقتها، وأنه كان عليها أن تنتبه إلى «طلب التصوير» والذي كان مختلفاً تماماً عن الطلبات السابقة. اتصلت بصديقتها توبخها، ولكن ما إن سمعت ضحكة صديقتها على الجانب الآخر حتى تبادلت معها الضحكات وسامحتها على «المقلب» رغم قسوته.

نور العيون

ظلت مديحة حتى فترة طويلة حريصة على لقاء «الخميس» بالصديقات في حديقة «غروبي»، فيما عدا الأيام التي كانت تنشغل فيها بالتصوير، وحتى بعدما بدأت تحقق انتشاراً وبات وجهها مألوفاً، لم تخذل صديقاتها بالحضور إلا بعد زواجها من المطرب محمد أمين أول أزواجها.

 كان أمين التقى مديحة للمرة الأولى في فيلم «ممنوع الحب» والذي شارك أيضاً في بطولته، بعدها كان حريصاً على أن يوطد علاقته بها عندما بدأت في تصوير «أحلام الشباب» أولى بطولاتها مع فريد الأطرش، زارها في المسرح أكثر من مرة في إطار «الصدفة المدبرة»، ووعدها خلال هذه اللقاءات أن يهديها أول نسخة من أسطواناته الغنائية «نور العيون يا شاغلني» والتي كان يضع لمساته الأخيرة عليها.

إلا أن أمين غاب عن «لقاءات الصدفة المدبرة»، وانتهى تصوير الفيلم ولم يف بوعده ويمنحها الأسطوانة، وفي أحد لقاءات الخميس في حديقة غروبي، فوجئت به يدخل من الباب ويقترب منها وهي تجلس وسط صديقاتها، لا تعرف لماذا ارتبكت، أو لماذا كانت ضربات قلبها تتصاعد مع كل خطوة يقترب فيها، حتى خشيت أن تسمع صديقاتها صوت قلبها... و...

اقترب منها وألقى التحية قائلاً:

*مساء الخير.

بخجل ردت: مساء النور... أهلا أستاذ أمين.

حينها أدركت صديقاتها أن القادم ليس مجرد «معجب» جاء لتحيتها كما هي العادة، ولكنه شخص تعرفه مديحة جيداً بدليل أنها نادته باسمه، ما دفعهن إلى أن يتهامسن في ما بينهن حول ماهيه هذا القادم.

كان أمين يرتدي نظارتين شمسيتين أخفتا جزءاً كبيراً من وجهه، لذا لم تتمكن الفتيات من معرفته، ولكن حينما خلع نظارتيه بدت ملامحه مألوفة لهن.

قال: عاملة إيه.

ردت بخجل وارتباك أكثر: الحمد لله، أنت أخبارك إيه؟

طمأنها على حاله وأخبرها أنه جاءها اليوم ليفي بوعده ويهديها أسطوانته الأولى. تعجبت كيف عرف أنها موجودة هنا، ابتسم وذكرها بحوارات سابقة بينهما عرف منها حرصها على لقاء الخميس.

قبل أن يودعها وينصرف حرص على تحية الحاضرات بود لا يخلو من الاحترام.

لم يكد أمين يصل إلى الباب حتى انفجرت بوابة الأسئلة في وجه السمراء الفاتنة، تحولت جلسة السمر و{النميمة النسائية» إلى محاكمة علنية، جميعهن كن يرغبن في معرفة من هذا «الأمين».

وأسئلة أخرى كثيرة حاصرتها ولم تفلح في الهروب منها، حكت لهن عن كل اللقاءات التي جمعتهما، واعترفت لهن بأنها لم تتوقف أمام حقيقة مشاعرها نحوه، لم تتأملها لتحدد طبيعتها. صحيح أنها تشعر بالراحة في التحدث إليه، وبسعادة لأنه حريص على مد حبل الوصال معها، ولكنها وحتى تلك اللحظة لم تحدد مشاعرها نحوه بدقة.

لم تكن مديحة تكذب على صديقاتها، كان هذا هو إحساسها بدقة، وكأنها تفكر معهن بصوت مسموع، تنتقي مفرداتها بدقة، لتتفهم وتحدد والأهم تحسم.

 

الزاهد

عشقت مديحة القراءة منذ الصغر، وكانت تجد في الروايات خصوصاً خبرات حياتية مجانية يقدمها الكاتب لقرائه، وفي فترات لاحقة كانت تمارس الكتابة الإبداعية على استحياء، سواء كتابة الخواطر، الأبيات الشعرية، أو القصص حتى إن بعضها تحول إلى أفلام سينمائية ربما أبرزها فيلم «وفاء».

في المقابل، كانت إحدى صديقاتها أكثر شغفاً بالقراءة والكتابة الأدبية خصوصاً، وكانت تجتهد في مراسلة المجلات والصحف لنشر إبداعاتها بين الحين والآخر، وذات مرة فاجأتها صديقتها برغبتها في حضور صالون العقاد الثقافي، والذي كان يحرص على حضوره كثير من عشاق الأدب ومريديه، وهو ما تحمست له مديحة، لا سيما أن لها محاولات إبداعية أيضاً.

 كان عباس محمود العقاد حالة إبداعية وفكرية شديدة الخصوصية، حتى إنه احتل وبامتياز مكانة عالية في النهضة الأدبية الحديثة ندر من ينافسه فيها، فكان مفكراً وشاعراً وصحافياً وعضواً سابقا في مجلس النواب المصري، ولد في محافظة أسوان في أقصى الجنوب عام 1889، ورغم أنه لم يستكمل تعليمه العالي، فإنه راح يثقف نفسه بنفسه ويقرأ في مختلف المجالات، ما أهله للمكانة المرموقة في الأدب والشعر أو في الفكر عموماً. وعرف عنه عداؤه للمرأة رغم قصص الحب التي خاضها ولعل أشهرها قصته مع مي زيادة، قبل أن يلتقي الفاتنة السمراء مديحة يسري والتي ألهمته روايته الوحيدة «سارة».

كانت مديحة لا تزال في بداياتها الفنية حينما قررت الذهاب مع صديقتها إلى صالون العقاد وكان يقام أسبوعياً في منزله الكائن في 13 شارع السلطان سليم في حي مصر الجديدة، وفي اليوم المحدد (الجمعة) ذهبتا إلى منزله. كان باب الشقة مفتوحاً على صالة ليست كبيرة، تضم مقاعد خشبية عدة، وفي أحد الأركان كان يرقد تمثال العقاد النصفي، وفي ركن آخر ممر يؤدي إلى حجرة أخرى وربما أكثر من حجرة، فيما باب آخر أيقنتا أنه المطبخ وثالث قد يكون الحمام.

كان المكان مزدحماً بوجوه كثيرة بعضها مألوف وآخر لا تعرفه، وفور دخولهما انتبه الجميع وأطالوا النظر في القادمتين، لا سيما أن المكان كان خالياً تماماً من «نون النسوة». أما صاحب الدار والصالون فلم يكن حاضراً مع الجمع، فأدركتا أن الندوة لم تبدأ بعد.

همّ أحد الحضور بالترحيب بهما وتبرع ثالث بإفساح مكان لتجلسا، وما هي إلا ثوان حتى دخل العقاد طويلاً عريضاً يرتدي بيجاما وطاقية وكوفية. تعجبت مديحة، خصوصاً أن الطقس لم يكن بارداً، وتعجبت أكثر لأنه خرج على زواره بملابس النوم. لاحقاً عرفت أنها عادته التي لم يغيرها حتى توفاه الله، وأنها لم تهم رواد المكان في شيء، لم تشغلهم كما لم تلفت انتباههم، كان يبدو لا يعرف أحداً من الحضور، ولكنه كان يقف لتحية أي شخص صغيراً أو كبيراً والحماسة نفسها. كان يحييه قائلاً: «أهلا يا مولانا».

كان العقاد يتحدث فيما الحضور ينصت باهتمام، الصمت والرهبة تغلفان المكان لا يقطعهما إلا صوت خطوات الخادم وهو يقدم للحضور أكواب عصير البرتقال، ثم تبعتها أكواب القهوة، ثم مجدداً الليمون والقهوة، تعجبت من حالة الكرم في الترحيب بالحضور والتي تتناقض مع ما يشاع عنه من أنه «بخيل».

كانت مديحة لم تكمل عامها العشرين، عندما تعرفت إلى العقاد، بينما كان هو قد تجاوز الخمسين ولم يرتبط، ورغم أن حكايات ربطت بينهما، فإنها كانت ولا تزال تؤكد دوماً أنها تملك الحقيقة وحدها ولم تفرج عنها بعد.

تقول مديحة: «كُتبت أحاديث كثيرة عن علاقتي بالعقاد سواء من أشخاص سمعوا مني أو منه أو من آخرين، الجميع نقلوا روايات غير دقيقة ولكن الحقيقة كاملة لم تخرج مني حتى الآن، فضلاً عن أنني لست «سارة» التي أشيع أنه كتبها عن علاقته بي، ولا أعرف إذا كانت فعلاً شخصية حقيقية جمعتهما علاقة ما ومن ثم كتب عنها روايته، أم أنها من وحي خيال مبدع».

تواصل: «العقاد كان أستاذي الذي قرأت على يديه الكثير من أمهات الكتب والإبداعات الأدبية، حتى إنه كان يطلب مني أن أضع خطاً تحت الكلمات التي لا أفهمها ليشرحها لي».

تغيب الأستاذ لحظات داخل شقته فانتهز الحضور الفرصة لتبادل الآراء في ما طرح سلفاً، وعندما عاد كانت الآراء قد انتقلت بالحوار إلى نقطة أخرى، فاستوضحها الأستاذ قبل أن يواصل حديثه.

فجأة نهض أحدهم وكان الأكبر سناً، ثم بدأ الجميع ينظرون إلى بعضهم البعض، نظرت مديحة في ساعتها لتجدها في تمام الثانية، فأدركت أن موعد الندوة انتهى. بدأ الجميع بالانصراف بعد تحية الأستاذ، فيما البعض الآخر القليل كان ينتحى جانباً انتظاراً للقاء الأستاذ على انفراد ربما لعرض منتج أدبي أو لاستيضاح فكرة أو... كذلك فعلت مديحة وصديقتها، انتظرتا دورههما للوصول إلى الأستاذ، ومع كل خطوة كانت تقترب منه كانت نبضات قلبها تخفق بقوة لم تفهم سببها، وإن أرجعتها إلى «هيبة» الأستاذ والتي لا تخطئها عين أبداً.

تقدمت صديقتها منه وألقت التحية قبل أن تخبره عن رغبتها في أن يطلع على إنتاجها الأدبي، وبود وبساطة رحب الأستاذ وطالبها بمعاودة الحضور الأسبوع المقبل ليخبرها برأيه.

ثم تطلع إلى السمراء الفاتنة مديحة يسري ووجه حديثه إليها قائلاً:

*وماذا عنك؟ هل تكتبين أنت أيضاً؟

كانت دقات قلبها تتصاعد بعنف، الأمر الذي حال دون قدرتها على النطق.

مجدداً سألها ونظراته تحدق بها مما زاد من توترها وارتباكها

فلماذا كل هذا التوتر والارتباك و...

الحلقة السادسة غداً