خمسة أفلام هي إجمالي الأعمال السينمائية المطروحة في موسم عيد الفطر، والمنافسة قائمة بين ثلاثة منها تشهد عودة نجوم شباك التذاكر: «الفيل الأزرق» لكريم عبد العزيز، «صنع في مصر» لأحمد حلمي، «الحرب العالمية الثالثة» للثلاثي أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد، الذين كانوا السباقين بفكرتهم المختلفة عن نمط الأفلام التي عرفتها دور العرض.

Ad

تدور أحداث «الحرب العالمية الثالثة» حول شاب يعمل في محل أدوات صحية مع والده، وأثناء مشاركته في مباراة كرة القدم مع أصدقائه تقتحم الكرة متحفاً، فيضطر إلى دخوله لاستعادتها، وهناك يشاهد تماثيل لأبرز الشخصيات التاريخية مثل أحمد عرابي، توت عنخ آمون، محمد علي، فيقرر التقاط صور معها، إلا أنه يفاجأ بأن هذه التماثيل تتحرك مع دقات الساعة الخامسة مساءً، ويواجه هجوماً من هذه الشخصيات التاريخية، كلٌ حسب طريقة تفكيره، عندها يختبئ في غرفة علاء الدين الذي يشترط عليه مساعدته في مقابل أن يساعده الشاب في السفر إلى أميركا حيث صديقه ميكي ماوس.

هكذا تتتالى الأحداث ضمن فانتازيا، ومغامرة كوميدية ساخرة تقترب فكرتها من فيلم «ليلة في المتحف»، وهو ما ذكره أبطال الفيلم في مقدمته، مؤكدين أنه غير مقتبس منه، إنما يشبهه، وهو من إخراج أحمد الجندي.

أفكار جديدة

تدور أحداث «الفيل الأزرق» حول يحيى، طبيب نفسي يقرر الانعزال عن حياته المهنية، بعد فقده لزوجته وابنته في حادث سيارة، لكن بعد مرور خمس سنوات تجبره إدارة مستشفى الأمراض العقلية على العودة لممارسة عمله، وإلا يُفصل نهائياً، فيوافق، وينقل إلى قسم «8 غرب» الذي يُحتجز فيه متهمون مشكوك في سلامة قواهم العقلية، وتكون مهمة الطبيب التحقق من ذلك لتحديد عقابهم. والمفاجأة أنه يلتقي هناك صديقه القديم شريف (خالد الصاوي) الذي رفض أن يزوجه شقيقته لبنى (نيللي كريم)، فيبحث في جريمة قتله لزوجته، ويكشف سر التاتو المرسوم على جسده، ليدخل في عالم ما وراء الطبيعة. الفيلم للمخرج مروان حامد، ومأخوذ عن رواية بالاسم نفسه لأحمد مراد الذي كتب السيناريو والحوار له.

يقدم أحمد حلمي في فيلمه «صنع في مصر» فكرة تحوّل الشاب علاء الفارسي إلى دبدوب باندا بعدما دعت شقيقته الطفلة فاطمة عليه، لشعورها بأنه يعاني كسلاً ورثه عن والده (بيومي فؤاد) ووالدته (دلال عبد العزيز).

يرتبط حلمي عاطفياً بفتاة (ياسمين رئيس)، تعمل مع والدها في محل ملابس داخلية قرب محل لعب الأطفال الذي يملكه، ويحاول أن يجذبها إليه لكنه يفشل، وعندما يتحوّل إلى باندا يتمكن من تحقيق ذلك.

بدورها تجسد ياسمين عبد العزيز في فيلم «جوازة ميري» شخصية فتاة خدعها حبيبها، وتكتشف ذلك حينما تذهب لتهنئته بعيد ميلاده، فتجده يخطب فتاة أخرى، وسيتزوجها في نهاية الشهر، فتقرر أن تتزوج قبله، وتبدأ مشوارها في البحث عن عريس، إلى أن تتعرف إلى شابين (حسن الرداد وكريم محمود عبد العزيز) وتحتار في اختيار أحدهما.

سلّم متحرّك

ترجم اختلاف مواضيع هذه الأفلام الإيرادات التي حققتها في الأسبوع الأول من طرحها، إذ وصل إجمالي إيرادات «الحرب العالمية الثالثة» إلى 11 مليون جنيه، في حين لعب أحمد حلمي مع كريم عبد العزيز لعبة الكراسي الموسيقية في المركزين الثاني والثالث. اعتلى حلمي المركز الثاني في الأيام الأربعة الأولى من الأسبوع الأول، ثم تراجعت إيراداته، حتى وصلت إلى سبعة ملايين و700 ألف جنيه، ليحل محله «الفيل الأزرق» بعائد مادي قدره ثمانية ملايين جنيه، فيما استقرت ياسمين عبد العزيز في المرتبة الرابعة بإيرادات قدرها ستة ملايين جنيه، وفي ذيل القائمة حلّ فيلم «عنتر وبيسة» بإيرادات قدرها ثلاثة ملايين ونصف مليون جنيه.

توضح الناقدة خيرية البشلاوي أن الخط البياني لإيرادات أفلام عيد الفطر يكشف تفضيلات الجمهور، لافتة إلى أن السر وراء نجاح «الحرب العالمية الثالثة» يرجع إلى تقديم أبطاله توليفة كوميدية بعيدة عن الإيحاءات الجنسية وفكرة الراقصة والبلطجي، عازية تقدم «الفيل الأزرق» على «صنع في مصر» إلى أن ذوق الجمهور بدأ يتحرك، ولم يعد ثابتاً مع الأنماط التقليدية للأعمال السينمائية.

تعزو استقرار فيلمي «جوازة ميري» و«عنتر وبيسة» في ذيل القائمة إلى أن الجمهور أصدر حكمه في شأنهما، ومن الصعب أن يغيره، في ظل وجود أفلام أفضل منهما فنياً.

تتابع: «ابتعد كريم عبد العزيز في دور (د. يحيى) عن فكرة النجم الوسيم المرغوب من  البنات، وذلك ضمن فيلم «الفيل الأزرق» المنسوجة أحداثه بطريقة مميزة، فسدّت حاجة معينة لدى المشاهد».

تؤكد البشلاوي أن فكرة البطل الأول والأوحد ونجم شباك التذاكر لم تعد المعيار في نجاح الأفلام، إنما موضوعها وأحداثها المختلفة، مشيرة إلى أن الثلاثي أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو سيحققون النجاح نفسه الذي حققه أحمد مكي في أفلام البارودي التي قدمها، «لا سيما الكوميديا التي يقدمونها تتجه نحو الأرقى في كوميديا السلوك والموقف والأخلاق»، لافتة إلى أن مزاج الجمهور أصبح واضحاً ويتحرك نحو الجيد، وليس ثابتاً في جانب معين، بدليل أن الفيلم الذي كان كاسحاً للإيرادات بالأمس تراجع اليوم».

حركة ومزاجية

تلاحظ الناقدة ماجدة موريس أن الحركة بين الأفلام ونسبة إقبال الجمهور على {الحرب العالمية الثالثة} في مقابل {صنع في مصر} و{الفيل الأزرق} يؤكدان أن المشاهد لم يعد مهتماً بالنجومية والجماهيرية وأصحاب التاريخ الطويل، بل يرغب في تغيير حالته المزاجية بعيداً عن القلق والمشاكل، مشيرة إلى أن عُمر الثلاثي الفني لا يمكن مقارنته بعُمر حلمي وكريم عبد العزيز.

تضيف: {يعتمد {الحرب العالمية الثالثة} على صورة متميزة، ومغامرات فانتازية نادراً ما يتم تقديمها في السينما المصرية، لذا حينما تُعرض تلقى قبولاً واستحساناً، ولا يمكننا إغفال المجهود المبذول في {الفيل الأزرق}، الذي جذب شريحة من الجمهور ابتعدت عن دور العرض، لعدم محاكاة أفكار الأفلام المطروحة مستوى ثقافتها، ووقع اختيارها على فيلم مأخوذ من إحدى الروايات الأكثر مبيعاً، ومخرجه مروان حامد المعروف بقلة أعماله، مع أنها غاية في الأهمية، ويؤدي بطولته نجم له جماهيرية مثل كريم عبد العزيز.

في مل يتعلق بـ{صنع في مصر} ذكرت موريس أن هبوط إيراداته في ظل هذه المنافسة المحتدمة، وتسريب نسخة منه عبر مواقع الإنترنت يهددان قدرته على الاستمرار في المنافسة أمام الفانتازيا والمغامرات، وكذلك مع محبي الفن الراقي، وهو ما سيكون بمثابة عامل حاسم ضده في صراع الإيرادات، مؤكدة أن هذا التراجع لا يعني أن الجمهور سينصرف تماماً عن مشاهدته، بل ستحرص العائلات على حضوره.

تتابع أن ياسمين عبد العزيز تعتمد الحركات والأداء وفكرة المواضيع التي قدمتها في أفلامها السابقة، ما أضر بها أكثر مما أفادها، لذا تنصحها بتغيير أدائها ولو قليلاً، مستشهدة بقدرة عادل إمام على التخلي عن الإفيهات والشكل المعتاد لشخصياته عندما قدم مسلسل {صاحب السعادة}، في المقابل حين كرر محمد سعد الشخصيات نفسها التي يجسدها  واجه خسارة كبيرة.