الظفيري: الرواية الكويتية حافظت على الصورة النمطية للبدون

نشر في 13-02-2014 | 00:02
آخر تحديث 13-02-2014 | 00:02
No Image Caption
تناول 3 نماذج سردية تناقش المشكلة في أمكنة مختلفة

قدّم الروائي ناصر الظفيري قراءة نقدية لثلاث روايات كويتية سلطت الضوء على قضية البدون، مركزاً على مكونات السرد في هذه النماذج المنتقاة.
اعتبر الروائي ناصر الظفيري أن بعض الأعمال السردية حافظت على الصورة النمطية للبدون، حيث استعرض نماذج أدبية لأفلام سينمائية تناقش قضايا تتقاطع مع هذا الموضوع، معتبراً أن الواقع يختلف عما جاء في هذه الأعمال في كيفية رسم صورة نمطية يُشكل فيها «الأنا» مقابل «الآخر».

جاء ذلك خلال ندوة للظفيري، استضافها ملتقى الثلاثاء الثقافي أمس الأول في جمعية الخريجين، وقدمت لها الكاتبة أفراح الهندال، تحت عنوان «البدون في الرواية الكويتية»، حيث ألقى الروائي الضوء على رواية الكاتب إسماعيل الفهد «في حضرة العنقاء والخل الوفي»، ورواية سعود السنعوسي «ساق البامبو»، ورواية بثينة العيسى «ارتطام لم يسمع له دوي».

تغير الصورة النمطية للبدون

وتطرق الظفيري إلى الحديث عن تغير تلك الصورة النمطية للبدون، محددا وجود «أنا» و«آخر»، بحيث يمثل «الأنا» السلطة والنفوذ والحقوق الممنوحة والوظيفة والمال وجميع بوادر السلطة، مقابل الآخر المستلب والفقير والمعدوم والممنوع من العمل والزواج... الخ، مستعرضاً محتوى دراسته للروايات الثلاث.

وأضاف: «لا أطمح إلى تقديم تشريح أو تحليل للروايات الثلاث ولن أهتم بأساليبها الروائية وأزمنتها وأمكنتها ولا أقصد المؤلف بحديثي عن الراوي أو الشخصية، ولا أعبر نيابة عنه، ولا أتهمه أنه قصد من خلال بطله تمرير فكرة ما أو حيلة ما، لكن ما أنويه بكل بساطة هو النظر إلى صورة واحدة من خلال شباك وحيد، هي صورة البدون الممثلة لـ (الآخر) في تلك الروايات».

وتابع: «لم أقدم على اختيار الكُتّاب الثلاثة مصادفة ليكونوا ممثلين للأنا مقابل الآخر، بل قصدت في اختياري رصد عملية تقبل الآخر، وعلاقته بالصورة النمطية التي قدمتها قبل قليل، وأعتقد أن الروايات الثلاث متشابهة، حيث مثل «الأنا» فيها نساء مقابل «الآخر» ثلاثة رجال، ففي كل رواية هناك امرأة تمثل بشكل أو بآخر هدفاً سهلاً لهذا البدون الذي لا تمر حياته الطبيعية دون أن يتحول إلى «أنا» أو يرتبط بمن يحوله على الأقل «شبه أنا».

«ارتطام» فرح بضاري

وعن رواية الكاتبة بثينة العيسى، قال الظفيري إنها تتحدث عن «فرح» الطالبة التي ترحل إلى السويد، فتتعرف على شاب بدون «ضاري» لتنشأ بينهما علاقة جميلة، فيحاول ضاري أن يبقي فرح معه هناك، ولكنه يفشل.

 ورأى الظفيري أن «الرواية لم تنجح في تقديم صورة واضحة لحالة ضاري ولمشاعره، وتركت لنا فرص التأويل مفتوحة، لأن ما يريده ضاري من فرح هو ارتباط بفتاة من الأنا»، مضيفاً أن النص الروائي لم ينص على هذا الأمر، ولكن هذه هي التخمينات الممكنة لتحقيق شيء لم تفصح عنه الرواية، ولكنه لا يحتاج لإفصاح، حيث تتجلى رغبة «الآخر» البدون في البحث عن وسيلة من خلال هذا «الأنا» للعودة.

«المنسي» في العنقاء

وفي رواية «العنقاء والخل الوفي» للروائي اسماعيل الفهد، قال الظفيري إن صورة «المنسي» في الرواية اربكته في قراءتين، حيث قرأ النص في المرة الأولى بعيداً عن المنسي تماماً، ولكن في القراءة الثانية عاد إلى المنسي، ووجد أنه بحاجة إلى رسم ملامحه الحقيقية تماشياً مع هدف الرواية.

وبيّن أن «الرواية منحت (المنسي) كل الحرية كمتكلم أول ليدخلنا في ذاته وتفاصيل معاناته، وعلى العكس من «ارتطام» بثينة العيسى نجد أن «المنسي» نفسه في هذه الرواية عاجز عن اتخاذ القرار، وشخصيته هنا مزعجة في الحقيقة لما تحمله من المعاناة الكثيرة، مضيفاً أن الرواية ربما بالغت في تقديم شخصية «المنسي» العاجز تماماً في مواجهة «الأنا»، لكنها جنحت إلى ما يشبه الحقيقة في موقف البدون من المواجهة.

انتقام غسان في «ساق البامبو»

أما عن رواية «ساق البامبو» للسنعوسي فأوضح الظفيري أن رفض «عيسى» لغسان لم يكن مقنعاً من خلال سرد الرواية، ولكنه «الأنا» الضمني، موضحاً أنه يقصد الراوي الضمني الذي ينظر إلى غسان كرجل يستغل فرصة لم تتحقق فيمارس انتقاماً في اعادة «عيسى».

ويضيف أن الروايات الثلاث لم تخرج بعيداً عن الصورة النمطية للبدون «الآخر» بعد 1990، إذ لم تتطرق تلك الروايات إلى سرد تفاصيل الحكاية منذ نشأتها.

back to top