فاروق مردم بك: فرنسا الأولى في الترجمة من العربية

نشر في 11-02-2014
آخر تحديث 11-02-2014 | 00:02
استضافه الملتقى الثقافي ضمن جلسة أدبية

شدد المستشار الثقافي فاروق مردم على أن حركة الترجمة العربية لم تشكل إلا جزءاً يسيراً من النتاج الأدبي العربي.
انتقد المستشار الثقافي فاروق مردم بك النسبة الهزيلة في ترجمة الكتب العربية، مبيناً أن فرنسا هي الدولة الاوروبية الأولى في ترجمة الأعمال الأدبية العربية إلى لغتها. جاء ذلك، ضمن جلسة أدبية أقامها الملتقى الثقافي تمحورت حول ندرة ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الفرنسية وإشكالياتها، تحدث فيها المستشار الثقافي والمترجم فاروق مردم بك وأدارتها الكاتبة هدى الشوا.

بداية، أعرب المترجم فاروق مردم بك عن سعادته لزيارة الكويت للمرة الأولى، مبيناً أن حديثه في الجلسة سيقتصر على إشكاليات ترجمة الأدب العربي القديم والمعاصر إلى اللغة الفرنسية، وأوضح أن فرنسا تحتل المرتبة الأولى في ترجمة الكتب العربية، إذ ترجمت نحو 10 آلاف كتاب مؤخراً في أوروبا منها 1.300 كتاب إلى اللغة الفرنسية ما يعني أن فرنسا تحتل المرتبة الأولى على مستوى ترجمة الكتب العربية، ثم تأتي إسبانيا وتليها تركيا وألمانيا وإيران والولايات المتحدة، وأضاف: هذه الأرقام هزيلة جداً ولا تشكل إلا نقطة في بحر الأدب العربي، وبحسب الإحصائيات فإن ترجمة الكتب العربية إلى اللغة الفرنسية لا تشكل إلا نسبة ضئيلة من مجموع الترجمات الأخرى.

أعمال قليلة

وفي حديث عن حركة ترجمة الكتب في فرنسا، شدد مردم بك أن الأدب العربي التراثي هو الذي شغل المؤرخين في بداية القرن العشرين ورغم ذلك لم يتم ترجمة سوى عملين حتى منتصف الثلاثينيات، ولم تكن الترجمات منذ منتصف الثلاثينيات حتى عام 1960 كثيرة، إذ تُرجم بعض الكتب التي تعد على الأصابع، منها كتب لطه حسين وتوفيق الحكيم إضافة إلى مجموعة قصص لجبران، وتابع: «أعتقد أن الحرب التي دخلتها فرنسا مع العرب في بداية الخمسينيات وصولاً إلى بداية الستينيات ساهمت في انقطاع العلاقات الثقافية بين الطرفين، ومع بداية الستينيات وصلت الترجمة إلى مراحل متقدمة وتحديداً منذ استقلال الجزائر في عام 1962.

 وتتالت الترجمات العربية مع بداية السبعينيات من خلال أعمال أدبية مهمة منها «موسم الهجرة للشمال» للطيب صالح، وحتى أواخر السبعينيات لم تهتم دور النشر الكبرى في فرنسا بالأدب العربي، وبدأ الاهتمام مع بداية الثمانينيات، ومن المفارقات أن القارئ الفرنسي لا يهتم بالقصة القصيرة ودور النشر الفرنسية تركت ترجمة القصص وتعللت بأمور تسويقية تتعلق بالقارئ، وبين عامي 1995 و2013 نشرت دار «سندباد» ما يقارب 300 كتاب متنوع تُرجم إلى اللغة الفرنسية، والكتب ذات الطابع السياسي هي التي تحصل على نسب أعلى في عملية البيع بالسوق الفرنسي، بينما لم تتم ترجمة كتب متعلقة بالمسرح لأن القارئ لا يشتري مسرحية لم يشاهدها على الخشبة.

نجاح عربي

وبشأن الأعمال الادبية العربية الاكثر رواجاً في فرنسا، أكد مردم بك أن رواية «مسك الغزال» لحنان الشيخ أحرزت نجاحاً حقيقياً في السوق الفرنسي، وتم توزيع ما يقارب سبع آلاف نسخة عند صدور الكتاب، وهناك كتب للشيخ نسبة مبيعاتها تجاوزت عشرين ألف نسخة، كما أن محمود درويش هو أكثر شاعر عربي أحرز نجاحاً في السوق الفرنسي.

وصمة عار

ثم فتح باب النقاش، ولفت محتوى الندوة الحضور، فاستفسروا عن مجموعة نقاط بشأن الترجمة.

واستغربت الكاتبة ليلى العثمان عدم ترجمة كتب لأدباء كبار من الخليج العربي كالأديب إسماعيل الفهد، لاسيما أن دول الخليج هي التي تمول مشاريع الترجمة في معهد العالم العربي، بينما أكد المخرج سليمان البسام أن ممثلي الدول العربية في إدارة معهد العالم العربي لا يعرفون شيئا عن الثقافة، والمعهد هو وصمة عار على المشاريع الثقافية في الوطن العربي، وبدوره تساءل د.علي العنزي عن ندرة الأعمال المترجمة لعيون الأدب الخليجي.

أمسية في رابطة الأدباء الكويتيين

تستضيف رابطة الأدباء الكويتيين المستشار الثقافي السابق لمعهد العالم العربي بباريس فاروق مردم بك في السابعة من مساء اليوم للحديث عن تجربته مع ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الفرنسية، وسيتمحور النقاش حول ضعف نسبة الأعمال الأدبية العربية إلى اللغات الأجنبية لاسيما اللغة الفرنسية، مستعرضاً تجربته الشخصية التي عاشها أثناء عمله في معهد العالم العربي.

back to top