باتت السيطرة على الجماعات الجهادية المنتشرة في شبه جزيرة سيناء، التي أعلنها متشددون في أعقاب ثورة يناير 2011 إمارة إسلامية، محل نزاع بين التنظيم الأم للجماعات الجهادية (القاعدة) بقيادة أيمن الظواهري، والتنظيم الوليد الأكثر شراسة "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش"، بعدما رصدت قوات الأمن مساعي التنظيمين لبسط كل منهما نفوذه هناك.
التحقيقات التي أجرتها نيابة "أمن الدولة العليا" الأسبوع الماضي في محافظة الإسماعيلية القريبة جغرافياً من سيناء مع سبعة متشددين تابعين لتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، كشفت مساعي لتنظيم "الدولة الإسلامية" بقيادة أبوبكر البغدادي لضم "أنصار المقدس" الذي تبنى أخيراً العديد من العمليات الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة في سيناء.وأوضحت التحقيقات أن عدداً من عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس" المؤيدة لتنظيم الدولة الإسلامية، بدأ التواصل مع البغدادي لمبايعته، حيث تم الاتفاق على تمويل البغدادي للعناصر المنشقة عن "أنصار المقدس" مقابل مبايعتهم له خليفة للمسلمين.ووسط هذه الأجواء يرى مراقبون أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري يحاول إعادة ترتيب أوراقه في سيناء مجدداً، في ظل اختراق "الدولة الإسلامية" للجماعات الجهادية، وكذا القبض على صاحب الكلمة العُليا على هذه الجماعات، شقيقه محمد الظواهري، حيث كشفت مصادر أمنية رصد اتصالات بين "القاعدة" وقيادات في "بيت المقدس" لإثنائهم عن خطوة مبايعة البغدادي.القيادي السابق في تنظيم الجهاد، نبيل نعيم، قال إن "أنصار بيت المقدس" يتبع تنظيمياً "القاعدة"، لأن محمد الظواهري كان له نفوذ واسع في التنظيم قبل توقيفه أمنياً، موضحاً لـ"الجريدة" أن عدم إعلان "أنصار بيت المقدس" مبايعة البغدادي، سببه امتلاك التنظيم موارد مالية كبيرة نتيجة انفتاحه على قطاع غزة، وتوسعه في عمليات التهريب، متوقعاً صراعاً وشيكاً بين "القاعدة" و"داعش" للسيطرة على الجماعات الإرهابية في سيناء، لتكون بمنزلة "قاعدة" انطلاق إلى الجهاد العالمي.
دوليات
«داعش» و«القاعدة» يتنازعان «أنصار المقدس»
15-08-2014