معرض الكتاب ناقش دور «الأدب الساخر» في إحداث التغيير

نشر في 26-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 26-11-2013 | 00:02
No Image Caption
حدد ثلاثة كتاب سمات الأدب الساخر وسبل نجاحه في ندوة أدبية ضمن أنشطة معرض الكتاب، معتبرين أن ثمة فوارق بين السخرية والتهكم.
ناقشت الحلقة النقاشية التي نظمها معرض الكتاب في نسخته الـ38، أهمية الأدب الساخر ودوره في إحداث التغيير في المجتمع.

وتمحورت الحلقة حول «الأدب الساخر في الخليج... ما له وما عليه»، وتحدث فيها ثلاثة كتاب، محمد السحيمي وجعفر رجب وأحمد الحيدر، وأدارتها الكاتبة جميلة سيد علي.

وفي البداية، تحدث الكاتب السعودي محمد السحيمي عن دور الرقابة المتشددة التي دفعته إلى التوقف عن ممارسة الكتابة بالرغم من أن وسائل النشر الحديثة تجاوزت مقص الرقيب وقلّصت أهميته إذ أصبح العالم مفتوحاً ومتفاعلاً بشكل أكبر مما سبق، رافضاً استمرار هذه الوصاية المفروضة على المبدع والقارئ، واستعرض السحيمي بعض مقالاته الساخرة التي طالب فيها بإلغاء الرقابة حينما منعت نشر بعض مقالات الأديب والشاعر غازي القصيبي.

وأضاف: «أستغرب عمل الجهات الرقابية لأنها تراقب فكرة، وما يدور في عقل الإنسان، والبعض يعتقد أن  اللجوء إلى السخرية للهروب من الرقيب وهذا التصور لا يمت للواقع بصلة».

مفارقة

ثم انتقل إلى الحديث عن حكاية منع أحد إصداراته من التداول في معرض الكويت للكتاب بسبب تحفظ الجهات الرقابية على مضمون الإصدار، «وعقب هذا القرار تتم استضافتي في ندوة محاضرة للحديث عن تجربتي في الأدب الساخر، أعتقد ما يجري مفارقة تتضمن جانباً تسويقياً لي لا يقدر بثمن».

وفي ما يتعلق بالفرق بين الكوميديا والكتابة الساخرة، أوضح السحيمي أن الخليجيين أهل نكتة ويعشقون التهريج ،لاسيما أن الأمثال الشعبية تتضمن مفردات ساخرة جداً، ومعتبراً أن شر البلية ما يضحك، لكن الكوميديا شيء مختلف، وأردف: «الكتابة الساخرة والكوميديا يعدان من أعلى مستويات الجدية في الطرح».

وعن قدرة الكتابة الساخرة على التغيير، أشار السحيمي أن فولتير دفع إلى التغيير في مجتمعه والكنيسة من خلال خطابه المتميز والمحرض على نبذ الفساد والتخلص من تعسف السلطة، لافتاً إلى أن التهريج فن مختلف عن الكتابة الساخرة التي تتسم بالتعقيد.

رحم المعاناة

وبدوره، أكد الكاتب جعفر رجب أن مستوى السخرية مرتبط بالواقع، فكلما زادت السخرية كان ذلك دليلاً على تدهور الواقع، مشدداً أن الكتابة الساخرة تخرج من رحم المعاناة، ثم حدد المعطيات التي تمنح الكاتب ليكون ساخرا، مبيناً أن هذا النوع من الكتابة يتطلب مخاطبة القارئ بأسلوب متواضع كما يجب تجنب النصح المباشر والخطاب الفج، وكذلك التدقيق جيداً أثناء الحديث عن الجنس والدين والسياسة والبعد عن التكلف، والحذر من الوقوع في دوامة «ثقل الدم». وينصح رجب بالاتجاه إلى التهكم لأنه مرتبط بالفلسفة.

وتابع:» التهكم منهج فكري وهو مبدأ اتبعه سقراط، كما أن الكاتب الساخر يبقى كاشفا للواقع».

الهاجس الرقابي

أما الكاتب أحمد الحيدر فتناول علاقة الكاتب بالرقيب، وسبل الوصول إلى كتابة ترضي الجهة الرقابية، مشيراً إلى أن الكتابة لم تعد الهاجس بل جاء هم التصالح مع الرقيب ليستحوذ على أفكار الكاتب.

ثم انتقل الحيدر إلى الحديث عن تأثير الكتابة في المجتمع، معتبراً أن الكتابة المستوحاة من الواقع تعد الأكثر تأثيراً في القراء لأنها تلامس وجدانهم وتسلط الضوء على قضاياهم، مستذكراً أحد الكتاب الأتراك الذين حققت أعماله نجاحاً كبيرا إذ تم تحويل كتاباته إلى أعمال إذاعية وتلفزيونية وسينمائية، ويكمن سر هذه الاعمال في البساطة ومناقشة الواقع بكل تفاصيله.

ولفت الحيدر إلى ضرورة إيصال رسالة الكاتب بطريقة جميلة تكتسب جمالها من طرحها المتزن وأسلوبها الساخر، مبيناً أن ثمة معايير دقيقة تحكم علاقة القارئ بالكاتب لاسيما في مستوى الخطاب، فينبغي أن تكون اللغة المستخدمة مفهومة للقارئ.

وبشأن واقع الخدمات المتردية في الكويت، يرى الحيدر أن ثمة قوانين يجب أن تحترم، معتبراً أن التغيير يأتي بالطرق المشروعة لتحسين الوضع والتخلص من الأمور المزعجة التي تؤرق أفراد المجتمع، وتساءل الحيدر عن تأثير المقال هل سيكون فورياً أم تراكمياً.

back to top