أجمعت مجموعة من طلبة جامعة الخليج أن هناك قلة إقبال من الطلبة على «القراءة» بسبب تدني الوعي بأهميتها، لافتين إلى أن اقامة معارض الكتاب في الجامعة تشجع عليها.

Ad

صدق المتنبي حين قال: «أعز مكان في الدنى سرج سابح... وخير جليس في الأنام كتاب»، فالكتاب منبع الثقافة وباب من أبواب المعرفة، كان وسيبقى خير أنيس للإنسان، متفوقا على المطالعة الالكترونية التي يرى البعض أن ظهورها في عصرنا الحالي قد أدى إلى طمس معالم الكتاب الورقي وهجره، مع اتجاه فئة ليست بقليلة من الناس وخاصة الشباب إلى تحصيل العلم والمعرفة «الكترونيا»، حيث يرون أن في ذلك توفيرا للوقت والجهد.

«الجريدة» التقت عددا من طلبة جامعة الخليج الذين أجمعوا على أهمية الكتاب والقراءة في إثراء حياة كل طالب وأرجعوا سبب تراجع الإقبال الطلابي على الكتب إلى غياب الوعي بأهميتها، وضيق الوقت الذي يساهم في اتجاه الكثير، منهم لاستخدام التكنولوجيا لتحصيل المعلومات، مستعرضين مجموعة من المقترحات التي من شأنها أن تساهم في تشجيع الطلاب على القراءة.

في هذا الصدد، أكدت الطالبة إيمان العازمي أن تراجع الإقبال الطلابي على القراءة يعود إلى تراجع جودة الكتب المنشورة إذ ان القراءة تعزز ثقافة الطلاب وتعد متعة لمحبي الكتب، أما على الصعيد الأكاديمي، فترى إيمان أن القراءة تحقق الفائدة المرجوة منها عندما تتوافق العلوم الجامعية مع المعلومات التي تم اكتسابها من المطالعة الجانبية لمختلف الكتب.

وأضافت ان «إقامة معارض للكتاب بالجامعة تحوي كتبا متجددة تحاكي في مضمونها الواقع من شأنه أن يشجع الطلاب على القراءة حيث يمثل معرض الكتاب السنوي ظاهرة مهمة في ظل اتجاه الكثيرين الى القراءة الالكترونية».

كنز ثمين

من جهتها، قالت الطالبة ريم النصرالله التي تتخذ قراءة الكتب هواية لها، إن الكتاب «كنز ثمين لا تعبر عنه الكلمات، لافتة إلى أن معرض الكتاب يسجل تراجعا من حيث عدد مرتاديه والسبب يعود إلى أن التركيز ينصب على نشر الكتب الجديدة دون الاهتمام بمضمونها إن كان سيحقق إضافة جديدة للقراء أم لا.

وأشارت النصرالله الى أن الاكثار من تنظيم المناسبات التي تعنى بالكتب في نطاق الجامعة وخارجها واستضافة كتاب مشهورين يؤدي إلى زيادة الوعي بأهمية القراءة.

ضغط الدراسة

بدوره، أشار الطالب طلال الخميس إلى أن ضغط الدراسة واكتساح التكنولوجيا والقراءة الالكترونية سببان رئيسيان لعزوف بعض الطلبة عن قراءة الكتب غافلين عن دورها في تقوية الذاكرة وإثراء المعلومات.

ويرى الخميس أن استضافة كتاب متميزين للتوعية بأهمية القراءة من شأنه أن يزيد من الإقبال الطلابي عليها، لافتا إلى أن تنظيم حملات كحملة «أنا أقرأ» للأطفال والتي نظمتها وزارة التربية بمشاركة مؤسسة «لوياك»، يسهم في ميلهم الى القراءة منذ صغرهم وتحبيبهم فيها، حيث «شاركت كعضو في» لوياك في قراءة القصص للأطفال كجزء من العمل التطوعي الذي تقوم به المؤسسة».

ثروة لغوية

من جهته، أوضح الطالب عبدالعزيز الدرباس أن قراءة الكتب تسهم في تكوين ثروة لغوية وثقافية للطالب ويرى أن وجود التكنولوجيا أثر بشكل كبير على الإقبال على الكتاب الورقي.

وأضاف الدرباس أن تقليل الرقابة المفروضة على الكتب المنشورة في معرض الكتاب من شأنه أن يزيد عدد القراء حيث أن ذلك يسهم في توفير كتب ذات مصادر متنوعة تلبي متطلباتهم.

غياب الحافز

أكد الطالب أحمد الفضلي أن قلة الوعي بأهمية القراءة عند بعض الطلاب يعود إلى غياب التشجيع والحافز إذ إنها تكسب الطلاب معلومات جديدة وتقوي اللغة وتحفز العقل على التفكير، مبينا أن تنظيم مسابقات وجوائز تشجيعية وكتب بأسعار رمزية ذات مواضيع متنوعة في الجامعة قد يزيد من الاهتمام الطلابي بقراءة الكتب.