ذبذبات على وتر السياسة

نشر في 28-06-2014
آخر تحديث 28-06-2014 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب مع احترامنا الشديد للجميع، ولكل من يدلو بدلوه في موضوع السياسة، وكل من أطلق على نفسه لقباً أو أُطلِق عليه لقب باحث أو مهتم أو مغرد أو ما شابهها من مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، نقول لهم هل الكويت تستحق ما تفعلونه؟ هل الكويت تتحمل هذا الشحن وهذا الصراع؟ هل ترون أن المجتمع "مستانس" من الوضع والمسرحية التي يشاهد فصولها المتكررة يوميا بسبب وبلا سبب.

هل تعتقدون أن هناك شخصاً واحداً في الكويت لا يعلم بمواطن الفساد ومن وراءه؟ ألا تعلمون أن الفساد أصبح أمراً عادياً ومستحباً في بعض الأحيان والأماكن، صياحكم فوق المنابر وفي الملتقيات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الكاذب والفاسد، كل ذلك لم يحرك القضية قيد أنملة تجاه القضاء على الفساد، بل بالعكس استفحل واستشرى أكثر من ذي قبل.

إن الوقوف على منصات الخطابة والحديث بنبرات الزحف والقتال لا ينفع دونما دليل وبرهان لقطع الشك باليقين لا فبركة وتأليف وضحك على الذقون. نحن لا نجيز ذلك الفساد ولا ندعو له، ولكن ليكن العمل وفق أدلة وبراهين وداخل أروقة النيابة والقضاء،

فالاختباء خلف الشاشات أو المنصات أو اللقاءات دون الاعتراف بحق الطرف الآخر في الدفاع عن نفسه فيما يطرح ضده هو أكبر فساداً من ذلك الذي تتم محاربته، فلا يجوز أن تطرح اتهامات وادعاءات من طرف دون وجود الطرف الآخر، فالإنصاف مطلوب حتى تتضح الصورة وتقام الحجة.

إن ما مرت به الكويت في الأيام القليلة الماضية نستطيع أن نعبر عنه بمشهد قتل للمعارضة وطمس هويتها الحقيقية، من خلال إطلاق رصاصة الرحمة على آخر أمل في وجود معارضة حقيقية ذات عقلية منطقية، تعبر عن هموم الشعب بالشكل الصحيح.

وهذا الطمس لهوية المعارضة الجناة فيه ليسوا أصحاب النفوذ والفساد، بل من انتسبوا إلى المعارضة في يوم وليلة، فأصابع الاتهام توجه إلى أولئك الذين رموا الشباب في السجون وهم متمتعون بالحرية بين أهاليهم، إلى أولئك المنافقين الذين يبحثون عن مصالحهم ومصالح أقربائهم تحت غطاء المطالبات الشعبية أو الحقوق السياسية.

أخيراً نرفع الصوت من منصة ومنبر المحبة للكويت: كفانا صراعات واختلافات، وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top