«إمبراطورية مين؟»... كوميديا سياسية تسخر من الواقع المصري

نشر في 19-06-2014 | 22:00
آخر تحديث 19-06-2014 | 22:00
حول مستجدات الساحة السياسية في مصر بعد ثورة 25 يناير، وانعكاساتها على التطورات الحاصلة في الشارع المصري، وسلوكيات المواطنين، وحالة الاستقطاب بينهم، والضغط على بعضهم لاتخاذ آراء ومواقف بعينها، يتمحور المسلسل الرمضاني {إمبراطورية مين؟} الذي تعود به هند صبري إلى الدراما التلفزيونية بعد غياب سنوات.
مسلسل {إمبراطورية مين؟} من تأليف غادة عبد العال، إخراج مريم أبو عوف، يشارك في البطولة: محمد شاهين، سلوى خطاب، محمد ممدوح، عزت أبو عوف، ومجموعة من الأطفال.

توضح غادة عبد العال أن المسلسل فكرة هند صبري، التي رغبت في تكرار التعاون بينهما بعد نجاح عملهما الأول، فبدأتا البحث عن فكرة ملائمة، وفكرتا في تقديم جزء ثان من {عايزة أتجوز}، لكنهما ما لبثتا أن تراجعتا لأن عبد العال قدمت نماذج العرسان كافة الذين قد يتقدمون لخطبة صبري في المسلسل.

تضيف: {حدثتني هند برغبتها في تقديم عمل حول الأحداث السياسية والاجتماعية في مصر والعالم العربي بعد ثورة يناير، وبدأت سردها، وتضفيرها بخلطة متميزة ليفهمها الجمهور، واقترحت بنفسها اسم المسلسل، بعدما وضعنا أسماء عدة للاختيار من بينها، وأرى أنه مناسب له لأنه يبحث عن زعيم الفترة المقصودة.

تنفي أن تكون قد أحدثت تغييرات على السيناريو بعد زوال حكم الإخوان، مشيرة إلى أن العمل يستعرض الأحداث ابتداء من 11 فبراير 2011، وتتمحور الحلقة الأخيرة منه حول ليلة 30 يونيو 2013، مؤكدة أن المسلسل لا يقتصر على السياسة فحسب، إنما يرصد الحالة الاجتماعية التي اختلفت في السنوات الثلاث الأخيرة، لافتة إلى أن السلاسة التي يتابع بها المشاهد المسلسل لا تكون هكذا عند كتابته.

مفاجآت وضيوف

تعاونت المخرجة مريم أبو عوف مع هند صبري في {18 يوم}، فيلم يضم مجموعة من الأعمال السينمائية القصيرة، مشيرة إلى أنها واجهت صعوبات مع فريق عمل {أمبراطورية مين؟} تتعلق بتصوير المشاهد في مناطق عدة، وما يترتب على التصوير الخارجي من عبء على الممثلين الذين أجبروا على ارتداء ملابس ثقيلة في ظل الطقس الحار، تماشياً مع أحداث المسلسل.

تضيف: {في الأعوام الماضية شهد البلد تقسيمات وتصنيفات بين المواطنين، ومن لم يتبع سلوكاً معيناً فهو آثم، رغم أن كل هذه التقسيمات كانت غير مرغوب فيها، لكنها وجدت طريقها للانتشار والسيطرة}.

تشير إلى أن الأطفال المشاركين في العمل هم أبرز مفاجآت المسلسل المكوّن من حلقات متصلة منفصلة، ويظهر فيها مجموعة من الفنانين كضيوف شرف من بينهم: هاني رمزي، ناهد السباعي، كريم فهمي، سلوى محمد علي، إيمي سمير غانم، أوكا وأورتيجا، الراقصة الاستعراضية سما المصري، حسين الإمام الذي رحل قبل انتهاء التصوير، وكذلك الدمية أبلة فاهيتا، فيما اعتذرت يسرا عن الظهور فيه كضيفة شرف لانشغالها بتصوير مسلسل {سرايا عابدين} المقرر عرضه في موسم رمضان.

كوميديا ساخرة

تجسد هند صبري شخصية أميرة مراد زوجة سامي (محمد شاهين)، وأم لطفلين غالية، وآدم. كانت الأسرة غادرت مصر إلى لندن منذ 15 عاماً، وقررت العودة بعد قيام ثورة 25 يناير 2011، ظناً منها أن الأحوال في مصر تغيرت إلى الأفضل من جانب أخلاق المواطنين، والأفكار السائدة، لكنها تصطدم بوجود تغييرات نحو الأسوأ، وتواجه خيبة أمل.

تؤكد هند أن الغرض من التركيز على السلبيات أكثر من الإيجابيات هو الحب الذي يكنه فريق العمل لهذا البلد، وتضيف: {يتطرق المسلسل إلى هذه الأحداث بطريقة كوميدية ساخرة، ونحن نضحك على أنفسنا، ولا مانع من ذلك، وهي أسلوب لمواجهة أخطائنا بدل إخفائها، والتنكر لها، رغبة منا في تطوير ذاتنا}.

توضح أنها تتوقع مقارنة المشاهدين بين المسلسل وفيلم {عسل أسود} الذي قدمه النجم أحمد حلمي، وحقق نجاحاً وقت عرضه، لافتة إلى أن الفرق بينهما هو استعراض مسلسلها الأحداث في أعقاب ثورة يناير، التي أجبرت الأسرة على العودة.

تتابع: {أحب هذا الفيلم، ويضحكني، ونحن لا نتنصل من فكرة أن المسلسل يشبهه من جانب عودة الأفراد من الخارج متشوقين إلى مصر، لكن من سيتابعه سيتأكد بالفعل من وجود اختلافات كبيرة}.

تؤكد أنها لم تقرر اعتماد الكوميديا في مشاركاتها في الدراما التلفزيونية باستمرار، مع أن عملها الأول {عايزة أتجوز} ينتمي إلى هذه النوعية، مشيرة إلى أن الكوميديا أصعب أنواع الدراما، ولا تحب أن يتم تصنيفها ضمن الفنانات الكوميديات.

تذكر أن تكرار تعاونها مع المؤلفة غادة عبد العال جاء بناء على رغبة المتلقي، وأرجعت إليها الفضل في نجاح {عايزة أتجوز}، حتى الجمهور علقت في ذهنه شخصية علا عبد الصبور التي جسدتها في المسلسل بدرجة أكبر من مشاركاتها في أفلام مثل {الجزيرة}، وبالتالي قررت استثمار هذا النجاح، في ظل عشقها لطريقة غادة اللاذعة والساخرة، على حد وصفها، والمعاني التي تحملها كتاباتها بين السطور.

شخصيات مختلفة

يجسد الممثل الشاب عمر السعيد شخصية {منصور}، سائق تاكسي يقابل أسرة أميرة في المطار لدى عودتها إلى القاهرة، ويكوّن معها صداقة كونه شخصاً فهلوياً، ويتقرّب منها كما لو أنه أحد أفراد الأسرة، ويرى أن نظام مبارك هو الأفضل في العالم.

يصف كواليس العمل بأنها كوميدية ومليئة بأجواء المرح والبهجة، لافتاً إلى أن هند صبري اعتادت إحضار عصائر، ومكسرات، وبسكويت، حتى أطلقوا على المقصورة الخاصة بها {كازينو هند}.

يجسد الممثل الشاب محمد ممدوح شخصية رامي شقيق سامي (محمد شاهين) زوج أميرة، ويذكر أن شخصيته حاضرة بكثرة في فترة ما بعد ثورة يناير، متحفظاً عن سرد تفاصيل عنها، حتى لا يحرقها، ولأن أبعادها لن تتضح إلا بعد متابعتها.

تجسد رزان شخصية كارلا زوجة رامي وأم للطفل عمر (أحمد داش بطل فيلم {لامؤاخذة})، وقد أعربت رزان عن سرورها بمشاركتها في الدراما المصرية، للمرة الأولى، لافتة إلى أنها واجهت صعوبة في إتقان اللهجة المصرية.

back to top